الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مازن الهاجري يزرع قواقع إلكترونية تعيد السمع إلى الصُم

مازن الهاجري يزرع قواقع إلكترونية تعيد السمع إلى الصُم
20 مارس 2012
أعاد الأمل ورسم البسمة على شفاه مئات الأطفال والشباب ممن فقدوا قدرتهم على السمع والنطق نتيجة إعاقة خلقية أو حادث ما تعرضوا له، والابتكار الذي توصل إليه البروفيسور والجراح استشاري الأنف والأذن والحنجرة وأورام الرأس والرقبة الدكتور مازن الهاجري، يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، ويتمثل بجراحة فريدة لزراعة قوقعة إلكترونية بالمنظار الجراحي في الأذن ما يمكنها من استرجاع قدرتها على السمع. غدير عبدالمجيد (أبوظبي) - أحب البروفيسور والاستشاري والجراح مازن الهاجري الطب ودرسه في الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا، وألحقه بالماجستير في العلوم تخصص جراحة التشريح، وحصل على زمالة الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا، وزمالة الكلية الملكية للجراحين تخصص أنف وأذن وحنجرة من بريطانيا، وأتم درجة الدكتوراه في الجراحة، إلى جانب درجة فيلسوف في الطب تخصص أورام القصبة الهوائية، إلى جانب أكثر من 20 شهادة تدريب في تخصصات دقيقة في الأنف والأذن والحنجرة من مختلف بلدان أوروبا كبلجيكا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والنرويج وبريطانيا وإيرلندا. نقطة البداية عن طبيعة الإنجاز الطبي الذي حققه والطريق الذي سلكه ليصل إليه، يقول الهاجري «بدأت البحث في عام 1999 عن طريقة جديدة ومبتكرة لعمليات زراعة القوقعة، فكانت فترة التدريب في إيرلندا وبريطانيا وألمانيا والعديد من الدول الأوروبية التي سافرت إليها حاملا معي حلمي، وبعد أكثر من 5 سنوات قضيتها في عمل اختبارات، وبعد تشريح أكثر من 100 عظمة أذن حقيقية وجدت حلمي يولد عندما تبلورت الفكرة في إجراء عملية زراعة القوقعة بعيدا عن الطريقة التقليدية التي اكتشفت خلال الستينيات والتي تعتمد على حفر العظم من خلف الأذن، حيث توصلت إلى طريقة الجراحة بالمنظار التي لا تعتمد على الجرح والحفر، وكانت أول عملية أجريها عام 2004، ولم يجرها قبلي أحد قط، وأعلنت عنها في العام 2007 في مؤتمر الأنف والأذن الأوروبي في فيينا، ومنذ ذلك التاريخ أجريت عمليات زراعة قوقعة بالمئات تكللت جميعها بالنجاح». ويوضح الهاجري، رئيس جمعية السمع للجميع وجمعية زراعة القوقعة العالمية «الأمل بدأ بعد قيام فريق طبي في فرنسا بزراعة سلك كهربائي لمريض لا يسمع، فسمع بعض الأصوات بعد العملية، ثم تمكن البروفيسور ويليام هاوس من اختراع القوقعة الإلكترونية، وقام بدراسة امتدت لأعوام عديدة، تمكن على إثرها من تصنيع أول نوع من القواقع الإلكترونية، والتي أطلق عليها تسمية «3م هاوس»، وحظيت باعتماد وموافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وقام هاوس بأول عملية لزراعة القوقعة، وابتكر طريقة العملية، حيث يحفر عظمة الحلمة الموجودة خلف الأذن، حتى يصل إلى الأذن الوسطى والداخلية، ثم يفتح الأذن الوسطى، بحيث تكون خلف الطبلة، فيصل إلى القوقعة ويحفر فيها حفرة ليزرع فيها سلك القوقعة الكهربائي». الطريقة التقليدية حول طبيعة المشكلات أو المضاعفات التي كانت تحدث جراء زراعة القوقعة بالطريقة التقليدية مقارنة بزراعتها بالمنظار، يقول الهاجري «منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، اعتمد جميع الجراحين في العالم حفر العظمة حفراً شبه كلي، ما يجعلها عملية كبرى ودقيقة، لاحتمالية جرح عصب الوجه خلال العملية، ما يؤدي إلى إصابة المريض بشلل في الوجه، كما يمكن أن تفتح في العملية أغشية المخ، فيسيل السائل النخاعي، ويمكن أن تجرح الأذن الداخلية فتسبب دوراناً، وتستلزم العملية فتحة كبيرة في الجلد تصل إلى 7 سنتيمترات، ويحتاج المريض إلى المكوث في المستشفى لمدة تتراوح بين 5 ـ 7 أيام أو أكثر، ولا يتم تشغيل القوقعة الإلكترونية إلا بعد شهر حتى تلتئم الجروح، وهي عملية لا تجرى للأطفال الذين لم يتموا عامهم الأول، لأنها تعتبر عملية كبرى، يفقد فيها المريض كمية كبيرة من الدم، ويحفر فيها العظم فيخشى على الطفل من النزيف الشديد والمضاعفات». ويذكر الهاجري أنه تعلم من البروفيسور هاوس الكثير في هذا المجال وسبق أن قدم إلى الرياض، بناء على دعوة وجهت له، كضيف خاص لمؤتمر زراعة القوقعة، والذي حضره 300 طبيب، وعلى هامش المؤتمر، اطلع البروفيسور هاوس على عمل الهاجري الجراحي وأشاد به، من خلال كتابته تزكية خاصة، وبعد تأكد الهاجري من إتقانه إجراء هذه العملية بالمنظار، مع إلمامه بالطريقة التقليدية التي تجرى بها، قام بأول عملية فعلية لإنسان بعد أكثر من عامين من التجارب، ونجحت نجاحاً تجاوز التوقعات. التقنية الحديثة حول أفضلية الزراعة بالمنظار، يقول الهاجري إن التقنية الحديثة باستخدام المنظار الذي يقوم عبره بزراعة القوقعة الإلكترونية قللت من المضاعفات أو المشكلات التي تحدث عادة مع العمليات التقليدية، ولم يصب أي طفل بالمضاعفات أو المشكلات التي تحدث عادة مع العمليات التقليدية، فحجم الجرح لا يتجاوز السنتمترين فقط، وكمية الدم النازف لا تتجاوز 20 مليلترا في حدها الأقصى، ولا توجد أي حالة إصابة للعصب السابع، وبالتالي فإن جميع المرضى لم يعانوا من أي مشكلة في حركة الوجه، ولم يحدث أي التهاب في الجلد أو في الأذن، ويمكن إجراء هذه العملية للأطفال حتى في عمر أقل من 6 أشهر، نظراً لقلة كمية الدم المستنزف، والتي لا تشكل خطراً على حياة الرضيع، وتتراوح أعمار الأشخاص الذين تم إجراء هذه العمليات لهم بين عام ونصف العام إلى ثلاثين عاما. ويوضح الهاجري أن فاقدي السمع ينقسمون إلى قسمين الأول ولد وهو أصم وأبكم وفاقد القدرة على النطق أو السمع وهذا القسم كلما كان عمرهم أقل كانت النتائج أفضل، أما القسم الثاني فهم أشخاص ولدوا وهم يسمعون ويتكلمون وفقدوا السمع لأي سبب، وهؤلاء تكون نسبة نجاح عمليتهم 100% حيث يعاودون السمع في مدة لا تزيد عن الشهر، مشيرا إلى أن العملية أجريت لرجل عمره 80 سنة واستطاع السمع بعد شهر. أبرز العمليات يسترجع الهاجري أبرز العمليات الجراحية التي أجراها خلال السنوات الماضية، ويقول «في عام 2008 قمت بأكثر من 100 عملية زراعة قوقعة إلكترونية بالمنظار الجراحي ومنها زراعة قوقعة لأول توأم إماراتي تكفلت به الخدمات العسكرية، وحققت إنجازين آخرين لم يسبقني إليهما أحد وهما زراعة قوقعة لطفل لا توجد له قوقعة منذ الولادة بوساطة حفر قوقعة حول العصب الخاص بالسمع وزراعة سلك القوقعة الإلكترونية، وزراعة قوقعتان لطفل في أذنيه بالوقت نفسه خلال العملية، بالإضافة إلى عملية أعادت لمواطن صوته الذي فقده في حادث مروري وذلك لأنني متخصص في إجراء مجموعة من العمليات وليس فقط القوقعة الإلكترونية مثل عمليات تغيير وتعديل الصوت خاصة عند المصابين بشلل الأوتار، وعمليات الجيوب الأنفية بالمنظار وجميع عمليات الأذن بدون جرح، وزراعة عظيمات الأذن الوسطى والعظمة الإلكترونية وعلاج الحساسية في الأنف والصدر، وإزالة اللحميات بالمنظار، وعلاج جميع أورام الرقبة والرأس والغدد وأورام الفم واللسان، وأعالج الشخير وأمراض النوم بالليزر والريديو فرينكونسي، وأجري عمليات تعديل حاجز الأنف بالمنظار وإزالة اللوز ولحميات الأنف بجهاز الكوبليشن دون قطرة دم، وأجري عمليات ترقيع الطبلة بالميكروسكوب، وعمليات فتح قناة الدمع بالليزر وبالمنظار دون جرح خارجي وإزالة أورام الأذن الداخلية وإزالة أورام الجلد في منطقة الرأس والرقبة، ووضع أنابيب تهوية الأذن للأطفال بالمنظار، وأعالج أمراض عصب الوجه وشلل نصف الوجه وأمراض وأورام الغدد اللعابية وحالات الرعاف بالريديوفريكونسي والليزر، وحقن البوتكس للتعرق الدائم وإزالة أورام الغدة النخامية بالمنظار، وأجري عمليات الحنجرة بالليزر وباستخدام المنظار». فلسطين خالية من الصم كرم مجلس العمل الفلسطيني في أبوظبي الدكتور مازن الهاجري عام 2010 لجهوده في إجراء عمليات جراحية في الأراضي الفلسطينية تكللت بالنجاح لمرضى الصم، بينهم أطفال فقدوا السمع خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. في السياق ذاته، أكد الهاجري أن أعداد الصم في الأراضي الفلسطينية تعد الأعلى على مستوى الدول العربية والإسلامية، بسبب الحصار الذي أدى إلى نقص الأدوية، إلى جانب «عملية تفريغ الهواء» التي تنفذها طائرات الاحتلال على علو منخفض وما ينتج عنها من أصوات عالية جدا تتسبب في الصمم للأطفال، إضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية في تضييق الخناق على حركة السكان من خلال إقامة الحواجز التي تعرقل وتؤخر الوصول إلى المستشفيات وتلقي العلاج اللازم في الوقت المناسب، الأمر الذي يفاقم معاناة المريض، ويحدث مضاعفات تؤدي إلى الصمم، لافتا إلى أنه يتطلع إلى جعل الأراضي الفلسطينية خالية من مرضى الصم. جائزة «أوفيد للتنمية» في عام 2009 أجرى البروفيسور والجراح الاستشاري للأنف والأذن والحنجرة وأورام الرأس والرقبة الدكتور مازن الهاجري في المستشفى الطبي العام بأبوظبي عملية جراحية دقيقة باستخدام المنظار الجراحي تم خلالها زراعة قوقعة إلكترونية في الأذن اليسرى لطفل فلسطيني أصيب بالصمم جراء قنبلة إسرائيلية انفجرت بالقرب من منزله في قطاع غزة. وبعض الصم في الجمهورية اليمنية كان لهم نصيب من علاج الدكتور الهاجري أثناء حضوره فعاليات المخيم الطبي الجراحي الرابع لجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وعلى مدار أربعة أيام أجرى الهاجري 21 عملية من بينها زراعة القوقعة الإلكترونية. وتوالت العمليات الجراحية التي أجراها الهاجري لأطفال غزة والصومال وغيرها من الدول بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي وجمعيات خيرية في تلك الدول، حتى نال جائزة «أوفيد للتنمية» التي يمنحها صندوق الأوبك للتنمية الدولية، تقديراً لجهوده الإنسانية في مجال زراعة قوقعة الأذن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©