الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العصا مع الكبار «سميكة» وفي أيدي الشباب «مدللة»

العصا مع الكبار «سميكة» وفي أيدي الشباب «مدللة»
13 مايو 2010 19:53
ممشوقة، طويلة، دقيقة ولينة، تلك هي “العصا” رفيقة يد الإماراتيين الأوائل، وزميلة شباب اليوم في سياراتهم، تبقى حاضرة دائماً في المناسبات الرسمية، وتراقصهم بفرح أثناء الاحتفالات المختلفة، فهي أهم معدات رقصة العيالة والرزفة وغيرهما من الرقصات الشعبية. عود الخيزران القوي اللدن ذاك، تختلف أشكاله باختلاف استعمالاته، ويتغير اسمه بحسب الحاجة إليه، فالعصا المستعملة في العقاب، تكون رقيقة مرنة أقرب إلى البلاستيك، وتكون غالبا مستقيمة بالكامل، وتسمى “السوط”. بينما يصنع “ القّب” من الخيزران الأقسى سمكاً، أو حطب الشجر الصحراوي، تستعمل في الرعي، ويستعملها كبار السن للإتكاء والمشي. أما “الخيزرانة” فهي رفيقة أيادي الشباب، تأتي دقيقة طويلة ذات رأس منح تدلل بالسمن والحناء، وتزين أحيانا بالفضة أو الذهب. تستغرق صناعة العصا حوالي أسبوعين من العمل اليدوي، تبدأ رحلتها من مرحلة اختيار العود ذي الأقل عددا من “عقد” القصبات، لأنَّ أفضل الأنواع وأندرها هو ما جاء كاملا كقصبة واحدة دون أي “فرضة” (وهي العقدة التي توضح نمو القصبة في شجرة الخيزران) وهو نادر جدا، يليه النوع ذو الفرضة الواحدة التي تبعد كثيرا عن رأس العصا أو “الحنية”، وتقع في أسفل ساق العصا وهو نوع صعب وغال، وكلما اقتربت الفرضة من الحنية أو زاد عدد “الفْرض” في العصا تدنت قيمتها. بعد اختيار القصبة التي ستصنع منها العصا تفحص ليونتها، فمن الضروري أن تكون العصا لينة وإلا ستنكسر، وأفضل العصي تلك التي تنثني وتعود لشكلها بسهولة، ومن الاختبارات المهمة للقصبة قبل صناعة العصا أن تمسك مثلما تمسك البندقية وتوضع على “خط العين” أي مجال النظر المستقيم ليلاحظ أي نتوء أو أنحناء فيها، فتلك عيوب لا تغتفر تفقد العصا قيمتها وصلاحيتها، والغالب أن 1? فقط من قصب الخيزران يكون صالحا لصنع العصا. بعد اختيار العصا الملائمة يتم “سحلها” بأن تزال القشرة الخارجية عنها بدقة في مرحلة تستغرق عمل يوم كامل، بعدها يعمل صانع العصي الخبير على ضبط الرأس المنحي بشكل هلالي دقيق دون كسرها أو التسبب في شرخها وتسمى هذه المرحلة “ الحنيّة”. في المرحلة ما قبل الأخيرة من مراحل صناعة العصا، يختار الصانع تخضيب العصا بالحناء السودانية لتغيير لونها إلى اللون الأسود، أو الحناء العمانية لإعطائها اللون البني المحمر في مرحلة تستمر أسبوعا حتى تزال الحناء ويعاد تخضيب العصا مرة أخرى لثلاثة أيام إذا احتاجت كي تكتسب اللون المطلوب. بعد جفاف الحناء واكتسابها للون الزاهي كانت العصا “تودم” في السمن العربي، بمعنى تنقع فيه كي تتشرب كمية جيدة منه وتكتسب الثقل والليونة المطلوبة من الداخل، ولكن هذه المرحلة تلاشت اليوم ولم يعد عشاق العصي يرغبون بالعصا “المودمة في السمن”، لأن هذا السمن المتشحم في العصا يذوب مع الحرارة ويقال للعصا إنها “تعرق” ولأن أغلب الشباب يحتفظون بالعصا في السيارات صار “عرق العصا” يلوث سياراتهم، وهو السبب الكافي لتلاشي هذه المرحلة من مواحل صناعة العصي. بعد كل مراحل العمل تلك تتزين العصا بشرائح من الذهب أو الفضة المنقوشة على رأس “ الحنية” والذيل، ويتفنن البعض بتغطية مكان الفرضة أيضاً، وعادة ما يرفع المعدن الثمين قيمة العصا بحسب أسعاره في السوق، وتهبط رداءة الصناعة بها إلى أدنى الأسعار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©