عواصم (وكالات) - أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن القصف الجوي السوري الذي طال الأرضي اللبنانية، أمس الأول، «انتهاك مرفوض للسيادة اللبنانية»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أمس. في حين اعتبر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والدولية عن إلقاء طائرات حربية سوريا قنابل داخل الأراضي اللبنانية «عارية عن الصحة وكاذبة». جاء ذلك بعد تأكيد وزارة الخارجية الأميركية أن طائرات حربية سورية شنت للمرة الأولى، أمس الأول، غارات داخل الأراضي اللبنانية، مشددة على أن هذا القصف يمثل «تصعيداً كبيراً» في النزاع المتفاقم منذ عامين.
من جهتها، نددت فرنسا الغارة الجوية السورية على الأراضي لبنان، ووصفتها بأنها «انتهاك خطير لسيادة البلاد»، بينما أدان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله قيام مقاتلات سورية بقصف مناطق قريبة من الحدود في لبنان، قائلاً على هامش زيارة إلى تونس أمس، «إننا نطالب بشدة النظام السوري والفصائل كافة المتنازعة باحترام سلامة أراضي الدول المجاورة لسورية بالكامل».
وقال بيان صادر من نيجيريا، حيث يقوم سليمان بزيارة رسمية، ضمن جولة على عدد من دول أفريقيا: «اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية القصف الجوي السوري داخل الأراضي اللبنانية انتهاكاً مرفوضاً للسيادة اللبنانية». وأضاف أنه «كلف وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور توجيه رسالة احتجاج إلى الجانب السوري، بهدف عدم تكرار مثل هذه العمليات».
ويعتبر هذا أول تأكيد رسمي لبناني لحصول الغارة التي استهدفت منطقة جرود عرسال بالبقاع شرق لبنان على الحدود مع سوريا. وفيما ذكر سكان في المنطقة، المتعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية، أن 4 صواريخ ألقتها مقاتلات سقطت في منطقة زراعية، قالت وسائل إعلام قريبة من النظام السوري إنها استهدفت «تجمعات مسلحين».
وجاءت الغارة بعد أيام على توجيه دمشق رسالة إلى وزارة الخارجية اللبنانية تهدد فيها بقصف «تجمعات مسلحين إرهابيين» داخل الأراضي اللبنانية، في حال استمر تسلل هؤلاء إلى الأراضي السورية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر مسؤول في الخارجية بدمشق قوله أمس: «تناقلت بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والدولية أنباء عن قيام الطائرات الحربية السورية بإلقاء قنابل داخل الأراضي اللبنانية».
وأضاف المصدر أن «بعض الدول التي انتهجت سياسات العداء لسوريا عبر تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة، قامت بالترويج لهذا الخبر الكاذب».
وقال المصدر نفسه إن وزارة الخارجية والمغتربين «تؤكد أن لا صحة على الإطلاق لهذا الخبر، وهي إذ تنفيه جملة وتفصيلاً، فإنها تؤكد احترامها للسيادة اللبنانية، وحرصها على أمن واستقرار لبنان الشقيق».
وكان مصدر عسكري لبناني أعلن أمس الأول، أن «طائرات حربية سورية قصفت الحدود بين لبنان وسوريا، لكن لا يمكنني أن أؤكد حتى الآن ما إذا كان القصف طال أراضي لبنانية». إلا أن مصدراً أمنياً لبنانياً أبلغ «فرانس برس» أن الصواريخ سقطت في منطقة جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية. وتشكل عرسال طريقاً مثالياً لتهريب الأسلحة أو لعبور مقاتلين عبر الحدود.
والليلة قبل الماضية، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن القصف السوري «يمثل تصعيداً كبيراً في الانتهاكات لسيادة الأراضي اللبنانية، تتحمل سوريا مسؤوليته».
كما أدانت فرنسا قصف الطيران السوري على الحدود اللبنانية، منددة بـ«تصعيد» و«انتهاك جديد وخطير لسيادة لبنان».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، فيكتوريا نولاند، إن «طائرات ومروحيات للنظام السوري أطلقت صواريخ على شمال لبنان، وأصابت وادي الخيل، قرب مدينة عرسال الحدودية. وهذا يمثل تصعيداً كبيراً في الانتهاكات لسيادة الأراضي اللبنانية، تتحمل سوريا مسؤوليته».
وأضافت «هذا النوع من انتهاك السيادة غير مقبول إطلاقاً». وحرصت نولاند على تذكير نظام دمشق أن قراراً للأمم المتحدة طلب احتراماً صارماً لسيادة ووحدة أراضي لبنان. من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فيليب لايو، في بيان: «الغارة الجوية التي شنتها قوات النظام السوري داخل الأراضي اللبنانية في منطقة عرسال، تمثل انتهاكاً جديداً وخطيراً لسيادة لبنان».
وأضاف أن «فرنسا تدين بشدة هذا التصعيد، وتذكر بحرصها على سيادة لبنان، وعلى حرمة حدوده أيضاً».
عدد اليوم
