الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصدمة».. برنامج مقالب يغرد خارج السرب

«الصدمة».. برنامج مقالب يغرد خارج السرب
23 يونيو 2016 18:14
تامر عبد الحميد (أبوظبي) - أحمد النجار (دبي) عقوق الأب والأم.. تحرش.. إهانة طفل.. العنف ضد الزوجة.. سرقة كفيف.. الطائفية، إهانة ذوي الاحتياجات الخاصة، وسلوكيات سلبية مجتمعية أخرى عرضت في برنامج «الصدمة» على شاشة «أم بي سي»، والتي تفاعل معها الناس بشكل إيجابي جداً، وأثارت أغلب حلقاته الكثير من الجدل، وكان من أوائل البرامج الذي تصدر أعلى نسب مشاهدة على «يوتيوب» وأكثر التعليقات على هاشتاق «#الصدمة» عبر موقع «تويتر». ملايين المشاهدات التي حققتها حلقات برنامج «الصدمة»، أظهرت العديد من المشكلات التي يعيشها المجتمع العربي، حيث يبث البرنامج في أكثر من دولة عربية تحت إطار أسلوب الكاميرا الخفية، بطريقة جديدة، تتماشى مع عنوان البرنامج «الصدمة». سلبيات مجتمعية ناقش «الصدمة» السلبيات الكثيرة الموجودة في الحياة المجتمعية، وقاس ردود أفعال الناس تجاه مثلاً ابن يعوق والديه، ورغم أن هذه المشاهد كانت تمثيلية، لكن الجمهور أظهر تعاطفاً كبيراً مع الجانب الأضعف، ورغم قسوة المشاهد التمثيلية في البرنامج فإن البعض اعتبر أن الواقع ربما يكون أسوأ من ذلك، ما جعل أغلب حلقات البرنامج منذ عرضه وحتى الآن تتخطى مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب». ويعد «الصدمة».. نوعية جديدة من برامج الكاميرا الخفية، وجاء عرضه في رمضان هذا العام في وقت مناسب، لقياس ردود أفعال الناس تجاه مواقف مختلفة قد يتعرضون لها في حياتهم على نحو غير يومي وغير اعتيادي، وتنفيذه حلقات في أكثر من بلد من بينها الإمارات والسعودية ولبنان ومصر والعراق، أضاف إلى البرنامج المصداقية والشفافية الأكبر، خصوصاً أن ردود الأفعال تجاه مواقف مجتمعية أغلبها مستفزة جاءت واحدة رغم اختلاف الثقافات والجنسيات. هدف إنساني ورغم أن «الصدمة» برنامج كاميرا خفية أو مقالب، فإنه استطاع أن يغرد خارج السرب، لاسيما أن هدفه الإنساني النبيل في تقديم حالات إنسانية في مجتمعاتنا ومناقشتها مع الناس أمام الكاميرا، جعلته يتصدر قائمة أفضل البرامج التي تعرض في شهر رمضان، بحسب التعليقات والإشادات من قبل الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر». إشادات وتعليقات ومن بين الإشادات التي أطلقت من خلال المغردين على «تويتر» عبر هاشتاق «#الصدمة»، الذي شارك فيه مجموعة من الإعلاميين والفنانين والجمهور، أن «الصدمة» أحد أجمل برامج رمضان، ففعلاً الإنسانية لا تعترف بالأجناس والديانات والأصول، فهكذا نريد برامج هادفة ولها معنى، هذا بحسب تغريدة الفنان فهد الكبيسي، فيما غردت الإعلامية نشوة الرويني، قائلة: «أتعبني برنامج «الصدمة» نفسياً، كل يوم أشاهد كيف يساء استخدام القوة على الضعفاء، لا يوجد أحقر من شخص يستغل قوته»، بينما غرد الممثل طارق العلي وقال: «أرجو أن لا يصنف «الصدمة» على أنه برنامج كاميرا خفية، بل برنامج اجتماعي مؤثر». رسالة «الصدمة» وبعد مرور أسبوعين على عرض «الصدمة»، وبعد الصدى الكبير الذي حققته حلقات البرنامج، أكد مخرجه أسامة الشرقي لـ «الاتحاد»، أنه لم يكن يتوقع أن البرنامج سيحدث فارقاً ولو صغيراً في مجتمعاتنا العربية، فقد فوجئ بحجم المشاهدة والأصداء التي حققها، مفيداً أن فكرة «الصدمة» وضعت الناس أمام موقف غير إنساني ثم رصدت ردود أفعالهم، وجعلت المشاهد يفكر لو كان هناك بنفس الموقف ما الذي سيفعله، وتلك المواقف الإنسانية تعكس رسالة البرنامج الذي يهدف إلى تشجيع الناس للتدخل الإيجابي، والدفاع عن المظلومين الذين لا صوت لهم. تجارب اجتماعية ولفت الشرقي إلى أن البرنامج ليس ترفيهياً بالضرورة، لكنه يصنف بأنه برنامج تجارب اجتماعية يعتمد على كاميرا خفية بهدف إيصال رسالة، وقال: فمثلاً في الإمارات وجدنا الكثير من التفاعل الرائع من المواطنين والوافدين العرب والأجانب بشكل يعكس كثيراً مدى الطبيعة الإنسانية الرائعة التي تربط مجتمع الإمارات ببعضه، وفي كل بلد عربي كنا نرى طرق تفاعل مختلفة تعكس إنسانيتهم وإحساسهم بالتماس حلول للمشاكل التي أمامهم بأفضل وسيلة يرونها مناسبة. اختيار الممثلين وعن اختياره للممثلين ونسبة نجاحهم في تنفيذ رؤيته، قال: استغرقنا اختيار الكادر التمثيلي وقتاً طويلاً مع المشرف العام أوس الشرقي، نظراً إلى اعتمادنا على الممثل في إيصال فكرة البرنامج بشكل مؤثر، فلو كان الممثل ضعيفاً لما رأينا تفاعلاً معه، وبدأنا اختبارات الأداء للممثلين في وقت مبكر من دون الإعلان عن فكرة العمل، وكنا نتلقى اختبارات من كل بلد عربي، وكنت من بين 50 ممثلاً اختار واحداً. ويحدثنا عن صعوبات التصوير قائلاً: كنا نصور مدة 12 ساعة في اليوم، ونحن مختبئون وراء 10 كاميرات نرصد ردود أفعال الناس، ولا نتدخل إلا عندما يتعرض الممثل للضرب والأذى، مشيراً إلى أن الحلقات تم تصويرها في منطقة البرشاء بدبي، وفي منطقة الخان بالشارقة، وكل حلقة لها تحديات مختلفة، مصرحاً بأن أكثر حلقتين تأثر بهما هما «إهانة الأم والأب» لأن الكثير من الناس انهارت بالبكاء وتفاعلت مع الموضوع بشكل كبير. استغلال العواطف وبينما يعتبر البعض أن البرنامج يستغل عواطف الناس بتناوله عادات وسلوكيات مبالغ في حدوثها ضمن ثقافة المجتمع، يؤكد الشرقي أن الواقع العربي يعج بحالات أكثر ظلماً وألماً، فمثلاً عقوق الوالدين موجود، وإهانة الزوجة أيضاً وضرب الأطفال وإهانة الخادمات وغيرها، مؤكداً أن البرنامج لا يستغل عواطف الناس بل يسلط الضوء عليها، ليري المشاهد أن الشعوب العربية لاتزال تتمتع بضمير حيّ، فهي لا تقبل الخطأ وتدافع عن المظلوم بيدها وبلسانها. العنف الأسري شاركت وفاء الخالدي ممثلة سورية في حلقات البرنامج منها «العنف الأسري بين الأزواج»، وعن تجربتها في البرنامج، تقول: على الرغم من حساسية هذا الموضوع، فإن الناس لم يترددوا بالتدخل، فشعرت حينها بأن الدنيا لا تزال بخير، فلم أكن أتوقع أن يتدخل أحد في عراك أسري بين زوج وزوجته. الأم واللعبة وقالت ندى لميني التي خاضت تجربة التمثيل أيضاً في 9 حلقات من برنامج «الصدمة»، وأدت من خلالها دور الأم والفتاة المتسلطة، وجسدت شخصية فتاة قاسية وعصبية ومستهترة: ما يميز البرنامج في كونه يحمل رسالة اجتماعية وإنسانية هادفة يقدمها بأسلوب فني وأفكار مبتكرة، فنحن نصنع الموقف ونتعامل معه فوراً أمام أعين الناس، وكنا نرصد ردود أفعالهم، ونتوقع في نفس الوقت أسوأ الاحتمالات، ونضطر أحياناً إلى مواجهتها بشجاعة. وتفصح ندى عن تأثرها بأدوارها، فتقول: كنت أبكي بمرارة، ولا أتمالك نفسي أمام ردود فعل الناس، خصوصاً في دوري كأم، لا تملك المال الكافي لشراء لعبة لطفلها، ليتقدم إليها الناس بمساعدتها عن طيب خاطر، فمنهم من يقرر أن يشتري له اللعبة، وآخرون يكتفون بمنحه بعض المال، وهذه المواقف تؤكد أننا لا زلنا بخير، وأن الإنسانية لم تمت بعد. انتزاع الضحكة ‎ويشارك وفاء وندى تمثيل المشاهد خليفة البحري ممثل إماراتي شاب، ظهر مؤخراً في أعمال درامية أبرزها مسلسل «خيانة وطن»، ‎وعن مشاركته في «الصدمة» ببعض الحلقات مثل «إهانة الأب» و«سرقة الكفيف»، يقول: ترددت كثيراً للمشاركة في البرنامج، خاصة حين علمت بأنه برنامج كاميرا خفية، فأنا بطبعي لا أجيد الاستهزاء بالناس لانتزاع الضحكة، وبعد جلوسي مع المخرج عرفت رسالة البرنامج وازددت حماسة واقتنعت برؤيته. وأضاف: كنا نعاني من إقناع الناس في بث الحلقة بعد أن تم تصويرها، فبعضهم كانوا يرفضون وآخرون يشتمون وقليلون من يوافق على بث الحلقة، وكنت أخشى أن أتعرض للضرب في إحدى الحلقات، لكنني أنجزت كل مشاهدي بسلام من دون أي أذى. موسم ثان كشف المذيع المصري كريم كوجاك أن فريق عمل البرنامج اتخذ قراراً بتقديم موسم ثان من «الصدمة» في رمضان 2017، وذلك بعد النجاح والصدى الكبيرين اللذين حققهما البرنامج، لافتاً إلى أن فكرة الجزء الثاني موجودة لكن حتى الآن لا يوجد اتفاق رسمي، موضحاً أن أغلب حلقات برنامج «الصدمة» تخطت المليون مشاهدة على موقع «يوتيوب» من بينها حلقة «سرقة الكفيف» و«إهانة الأب» و«ضرب الزوجة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©