الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بخاخ الربو لا يفطر.. ولا يفسد الصوم

بخاخ الربو لا يفطر.. ولا يفسد الصوم
24 يونيو 2016 21:02

القاهرة (الاتحاد) مرض الربو هو التهاب مزمن يصيب القصبات الهوائية، مما يُؤدي إلى ضيقها عند تعرض المريض للمواد الحساسة، وبالتالي إلى صعوبة دخول وخروج الهواء أثناء التنفس، وهذا ما يعرف بالنوبة القلبية ومن الأدوية التي يستخدمها المريض في علاج الربو البخاخ، عن طريق الاستنشاق بالفم. والبخاخ علبة فيها دواء سائل، يحتوي على الماء، والأكسجين، وبعض المستحضرات الطبية، وبعد استنشاقه يترسب جزء منه في الفم والبلعوم، ويصل إلى المعدة بعد البلع إلا أن معظم الدواء يذهب إلى القصبات الهوائية وحجم المادة الدوائية التي تصل إلى الجوف ضئيل جداً قد لا يذكر من أجزاء المليلتر والسؤال الذي يتكرر كثيراً هل بخاخ الربو يُفطر أم لا؟. اختلف العلماء في ذلك على قولين الأول أن استخدام بخاخ الربو في نهار رمضان لا يفطر الصائم، ولا يفسد الصوم، إذا اضطر المريض إلى ذلك لقول الله عز وجل: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ...)، «سورة الأنعام: الآية 119»، ولأنه لا يشبه الأكل والشرب. ومما استند عليه أصحاب هذا القول أن الصائم له أن يتمضمض ويستنشق، وإذا تمضمض سيبقى شيء من أثر الماء مع بلع الريق سيدخل المعدة والداخل من بخاخ الربو إلى المريء ثم إلى المعدة قليل، وأيضاً دخول شيء إلى المعدة من البخاخ ليس قطعياً، بل مشكوك فيه والأصل بقاء الصوم وصحته، واليقين لا يزول بالشك، وأن هذا لا يشبه الأكل ولا الشرب وأن الأطباء ذكروا أن السواك يحتوي على مواد كيميائية وهو جائز للصائم على الراجح ولا شك أنه سينزل شيء منه إلى المعدة، فنزول السائل الدوائي كنزول أثر السواك. والقول الثاني أنه لا يجوز للصائم أن يستعمل بخاخ الربو، وإن احتاج إلى ذلك، فإنه يتناوله ويعتبر مفطراً وعليه القضاء، وحجتهم أن جزءا منه يشتمل على الماء فهو يصل إلى الجوف فيكون مفطراً للصائم ولأنه دواء يستنشقه عن طريق فمه فيفطر به. ويرجح العلماء أن استعمال الصائم بخاخ الربو لا يُفطر، ولا يفسد صومه، خاصة أن المادة العلاجية فيها موجهة إلى مجرى النفس، وليس إلى مجرى الطعام وما يصل منها إلى الجوف قليل، ولا يُقصد إيصاله إلى المعدة وما كان كذلك فإنه لا يُفطر، إضافة إلى أنه يشق على الصائم تأخير استعماله إلى الليل إذا أصابته أزمة تنفسية، فلا سبيل للتخلص منها إلا بتناول ذلك. وقال صاحب «الدر المختار» إذا بقي في فمه بلل بعد المضمضة لم يفطر لأنه واصل بغير قصد ومن المعلوم أن ما يصل إلى الجوف من هذا البلل أكثر بكثير مما يصل إلى الجوف عند استعمال بخاخ الربو. وقال الفقهاء إن هذا البخاخ يكاد أن يكون مماثلا للمضمضة والاستنشاق والاغتسال من كل وجه تقريباً فلا يكاد يرد استشكال على هذا الدواء إلا ورد على المضمضة والاستنشاق والاغتسال مثله، فكما أن هذا الدواء ربما يدخل منه شيء قليل في المعدة، فكذلك عند المضمضة يُعلم يقيناً بأنه سيدخل شيء يسير من هذا الماء، ومع ذلك يجوز للصائم المضمضة والاستنشاق، واعتبر ذلك مما يُعفى عنه، ولو ثبت أن الذي يصل إلى المعدة من الدواء يقارب الثمانين بالمئة والباقي يذهب إلى الجهاز التنفسي فهذه الكمية أقل من التي تدخل في المعدة عند المضمضة. ومرجع الأمر إلى النية فيقال في حق من يستخدم البخاخ أنه لم يتعمد إدخاله للجوف، وإنما قصد إدخاله للجهاز التنفسي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©