الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حورية الهاجري.. الخير ينمو بالعطاء

حورية الهاجري.. الخير ينمو بالعطاء
23 يونيو 2016 18:11
نسرين درزي (أبوظبي) فكرة التطوع لازمت المواطنة حورية الهاجري منذ كانت على مقاعد الدراسة، وقبل 4 أعوام وبعدما كبر أبناؤها، شعرت بضرورة لاستثمار وقت فراغها بما ينفع المجتمع، ما دفعها للانضمام إلى صفوف المتطوعين في هيئة الهلال الأحمر بالشارقة، وهي اليوم إضافة إلى عملها كمهندسة في دائرة الأشغال العامة، ورئيس قسم تصنيف وتأهيل الشركات، تعد ناشطة إنسانية من الطراز الأول، شعارها أن الخير ينمو فينا كالنبتة، إنْ سقيناها بالعطاء نضجت وإنْ أهملناها ذبلت. مهام إنسانية حورية الهاجري أم لـ 5 أبناء، يدعوها الواجب لأن تساعد الأسر المتعففة بكل ما أوتيت من جهد، وعلى الرغم من انشغالاتها في الوظيفة خلال الفترة الصباحية، إلا أنها لا تتأخر أبداً عن نداء هيئة الهلال الأحمر لتوزيع المساعدات وزيارة المحتاجين أينما كانوا ومن مختلف الجنسيات. وبوصفها لهذه الفئات، قالت «هي كواليس حقيقية لما يعيشه البعض من ظروف قد لا نتوقعها إلا إذا دخلنا إلى حياتهم، هم أشخاص محرومون من أمور كثيرة قد تكون بالنسبة لنا كماليات أو حتى مواد نتلفها يومياً، ولا نثمن قيمتها لدى المحتاج». وذكرت أن العمل الخيري لا يقتصر على التبرعات المالية وحسب، إنما يشمل مشاركة الناس همومهم، والوقوف عند احتياجاتهم مهما كانت، وهيئة الهلال الأحمر لا تتأخر عن أداء هذا الدور بالتنسيق مع أصحاب الأيادي البيضاء وصناع الخير على امتداد إمارات الدولة. وروت الهاجري كيف بدأت بهذه المهام الإنسانية مع أفراد عائلتها والمحيطين بها، حيث كانت تقوم بجمع التبرعات، وتذهب بنفسها إلى البيوت المحتاجة لتوزع عليها المساعدات بشكل شهري بعد التأكد من ظروف أهلها. أسر متعففة وتحدثت حورية الهاجري عن العمل التطوعي تحت مظلة «الهلال الأحمر»، والتي تمتد على مدار السنة وتستهدف مختلف الجهات، بينها الخيم الخيرية خلال شهر رمضان وأيام العيد ومبادرات أصحاب الخير التي تصل إلى المدارس للتحقق من إداراتها عن إحصائيات الطلبة من الأسر المتعففة، والذين لا يتمكنون من سداد الأقساط المدرسية ويتعذر عليهم طلب المساعدة. وهنا تتم دراسة الملفات ويتم اتخاذ القرار بتقديم العون إما بالتعاون مع «الهلال الأحمر» أو عن طريق جمعيات خيرية ومبادرات فردية همها أن يصل الدعم إلى مستحقيه. وأوضحت أن التبرعات التي يتم جمعها من الأفراد لمجموعات تطوعية، يتم توزيعها بحسب الأولوية لأسرة أو أسرتين في الشهر الواحد، عدا عن الجداول الخاصة بالهيئة. لا تعد ولا تحصى وحول منظومة التبرع التي تندرج تحت أكثر من مفهوم، ذكرت حورية الهاجري أن تعدد سبل الدعم يمنح العمل التطوعي أبعاداً خيرية لا تعد ولا تحصى. وأشارت إلى بعض من أشكال العمل التطوعي الذي تقوم به بالتعاون مع 100 متطوع ومتطوعة في هيئة الهلال الأحمر، بينها توزيع المير الرمضاني بما فيه من احتياجات أساسية ومواد غذائية وأثاث منزلي وأدوات كهربائية. وأكدت أنها من خلال هذه المبادرة لمست كمية الحاجة لدى فئات معينة لأبسط الأمور التي نملكها ولا نكترث لوجودها في حياتنا، حتى أنها تنقل مثل هذه الأشياء وسواها بسيارتها الخاصة إلى الأسر المتعففة، وتدعو الجميع لأن يتذكروا حاجات الآخرين ويحاولوا إحداث فرق في حياة هذه الفئات، كل بحسب استطاعته. وتشارك الهاجري في حملة كسوة العيد، حيث تعمل على جمع تبرعات الملابس وفرزها وتوزيعها بعد التأكد من أن حالتها جيدة، وكذلك تسهيل أمور علاجات المرضى بالتنسيق مع عيادة «الهلال الأحمر» وجهات خيرية أخرى، ومن المبادرات التطوعية أيضاً، حملة إفطار صائم والمساعدة في توفير الوجبات للصائمين المحتاجين عبر 4 خيم توزعها الهيئة في مدينة الشارقة، ولإنجاح هذه المهمة، تتعاون الهاجري مع فريق المتطوعين على توزيع الوجبات يومياً في شهر رمضان بدءاً من الساعة 4:00 عصراً، وتحظى كل خيمة بـ 150 وجبة للأسر المتعففة، إضافة إلى مائدة مفتوحة تستقبل في كل خيمة عند موعد الإفطار نحو 200 صائم من العمال العازبين. العطاء باليد وبالنظر إلى تعدد مسؤولياتها كأم ومهندسة ومتطوعة في «الهلال الأحمر»، لفتت حورية الهاجري إلى أهمية إدارة الوقت، وأنها لو لم تكن تجيد الاستفادة من يومها حتى أقصى حد، لما نجحت في كل مهمة تؤديها. وعن العمل التطوعي قالت إنه يأتي في الأولوية ضمن أوقات الفراغ بدلاً من أن تمضيها في مشاهدة التلفزيون أو الذهاب إلى المراكز التجارية. ونصحت النساء بالسير على خطاها والمبادرة إلى تقديم المساعدة للفئات المحتاجة بأي وسيلة كانت، لأن عمل الخير له أعظم أجر عند رب العالمين، واعتبرت أن التطوع ليس حكراً على الرجال، لا سيما أن المرأة قادرة على المبادرة ولا شيء يعيبها بالنزول إلى بيوت الأسر المحتاجة. وذكرت الهاجري أنه ليس أجمل من الشعور بفرحة العطاء باليد، خصوصاً عند مفاجأة هذه الأسر المتعففة بزيارتها لتقديم العون. وأكدت أخيراً ضرورة التأكد من حاجة الناس قبل المبادرة إلى مساعدتهم، فقد تكون هنالك مجموعات أكثر حاجة منهم، ولم يتمكن أحد بعد من الوصول إليهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©