الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الطبقة السورية».. رهان استراتيجي واقتصادي

11 مايو 2017 23:56
بيروت (أ ف ب) تحظى مدينة الطبقة السورية، التي سيطرت عليها فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن أمس الأول، بأهمية استراتيجية مزدوجة باعتبار أنها تفتح الطريق إلى الرقة، معقل الإرهابيين في سوريا، وتضم أكبر سد في البلد على نهر الفرات. وتُمهد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة وعلى السد المجاور على بعد 55 كلم جنوب غرب مدينة الرقة في شمال سوريا، الطريق أمام تقدم هذه الفصائل باتجاه الرقة من جهة الجنوب وإحكام الطوق على الإرهابيين. وتتلقى هذه القوات دعماً جوياً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وميدانياً من مستشارين عسكريين أميركيين. وتنقسم مدينة الطبقة إلى قسمين، الأول عبارة عن مدينة جديدة أنشئت بعد بناء سد الفرات العام 1968، وتعرف باسم مدينة الثورة، والثاني عبارة عن المدينة القديمة المعروفة باسم الطبقة. وقبل اندلاع النزاع في منتصف مارس 2011، كان عدد سكان المدينة يقدر بـ250 ألف شخص، بينهم مهندسون وموظفون يعملون في السد، لكن عدداً كبيراً منهم فرّ منذ سيطرة تنظيم «داعش» على المدينة في 2014، لينخفض عدد سكانها حالياً إلى 75 ألف شخص، ويُضاف إليهم عشرة آلاف من الإرهابيين وعائلاتهم. ويقع السد على نهر الفرات البالغ طوله 2800 كلم. وطول السد 4,5 كلم بارتفاع نحو 60 متراً وعرض يصل إلى 512 متراً عند قاعدته. وتشكل المياه التي يحتجزها سد الطبقة بحيرة الأسد التي يبلغ طولها أكثر من 50 كلم وتغطي مساحة قدرها 630 كلم مربعاً، وهو ما يجعلها أكبر احتياطي مياه في سوريا مع 12 مليار متر مكعب. ومنذ نهاية مارس الماضي، توقف السد عن العمل بعد قصف المحطة الرئيسة التي تغذيه بالتيار الكهربائي. وحسب مسؤول تقني، فإن تخزين المياه لم يصل إلى مستوى ينذر بالخطر، لكن ذلك قد يصبح واقعاً إذا بقي السد خارج الخدمة. من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من «الآثار الإنسانية الكارثية» التي يمكن أن يسببها ارتفاع منسوب المياه أو إصابة السد بأضرار. وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن القلق إزاء احتمال حدوث «فيضانات واسعة النطاق في الرقة وفي محافظة دير الزور»، في حال لم يتم التحكم بمياه السد بالشكل المناسب. وأكد مزارعون تخوفهم من احتمال قيام الإرهابيين بإغراق قراهم عبر تفجير السد. ويطلق على سد الطبقة لتوليد الطاقة الكهربائية تسمية سد الفرات أو «سد الثورة»، وتوازي أهميته بالنسبة لسوريا ما يمثله سد أسوان في مصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©