الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سجن حاكم جاكرتا اختبار للوحدة الإندونيسية

سجن حاكم جاكرتا اختبار للوحدة الإندونيسية
11 مايو 2017 23:54
جاكرتا (د ب أ) بلغت الصرخات الجماعية من قبل المسلمين المحافظين ضد مقاضاة حاكم جاكرتا المسيحي مداها عند إيداعه في السجن، والذي أصاب الأقليات في إندونيسيا بصدمة كبيرة. وأصدرت محكمة في العاصمة الإندونيسية الثلاثاء الماضي، حكماً بالسجن سنتين بحق حاكم جاكرتا المنتهية ولايته «باسوكي تجاهاجا بورناما»، لإدانته بالتجديف على خلفية تعليقات أدلى بها حول القرآن. وقد أثار الحكم المخاوف بشأن التعصب الديني في الدولة ذات الأغلبية المسلمة. وتم إيداع «بورناما»، وهو أول حاكم مسيحي عرقي لجاكرتا، في السجن، رغم تأكيده أنه سيرفع دعوى استئناف. وقال «أرنولد بريادي بولانج»، وهو مسؤول مسيحي محلي:«إن أحلامنا كأعضاء في الأقلية قد ماتت إلى جانب العدالة». وردد كثيرون هذه المشاعر الكئيبة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وخسر «بورناما» محاولة لإعادة انتخابه في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي أمام المرشح المسلم «أنيس باسويدان»، رغم حصوله على معظم الأصوات في الجولة الأولى التي خاضها ثلاثة مرشحين في 15 فبراير. وخلال تجمع انتخابي رسمي في سبتمبر الماضي، قال «بورناما» لسكان جاكرتا: «إن خصومه قد (كذبوا) عليهم، عندما قالوا لهم إن القرآن يمنعهم من التصويت لحاكم غير مسلم». وتم نشر فيديو لكلمته على الإنترنت، وهو ما دفع مئات الآلاف من المسلمين المحافظين، إلى التظاهر في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي مطالبين بمقاضاته. وإندونيسيا هي أكبر دول العالم من حيث الأغلبية المسلمة، ويشكل المسيحيون نحو 10 في المئة من سكانها البالغ تعدادهم 250 مليون نسمة. وقال «راي رانجكوتي»، وهو محلل سياسي ومدير منظمة «لينجكار مداني إندونيسيا»، التي تدافع عن المجتمع المدني، «إن الحكم يمهد الطريق لتزايد التشدد، إذ أن من الممكن تقديم شخص للمحاكمة استناداً إلى حجة دينية وإنهاء مسيرته السياسية». وأضاف أن سجن «بورناما» لا يبشر بخير فيما يتعلق بالمستقبل السياسي للرئيس «جوكو ويدودو»، الذي من المتوقع على نطاق واسع أن يسعى إلى إعادة انتخابه لولاية ثانية في الانتخابات المقررة العام 2019. ويُنظر إلى «بورناما» على أنه محمي من الرئيس الإندونيسي. ويعتقد بعض المحللين أن المستهدف الحقيقي في الضجة التي أثيرت ليس «بورناما»، بل «ويدودو». وقال «رانجكوتي»: «الوضع سيئ بالنسبة لـ(جوكو)، لأنه من ناحية ليس له صديق بين المحافظين، الذين يتزايد نفوذهم، ومن ناحية أخرى يشعر الليبراليون وغيرهم من الإندونيسيين المؤيدين للديموقراطية بخيبة أمل بسبب تراخيه المتصور في مواجهة التعصب». ودعم المسلمون المحافظون الراغبون في سجن «بورناما» بسبب الإساءة المتصورة للإسلام، منافسه المسلم «باسويدان». وبعد اتهامات التجديف، تراجعت نسب تأييد «بورناما» في استطلاعات الرأي، بعد أن أوشك على الفوز في الانتخابات. وعلى النقيض، ارتفع معدل تأييد «باسويدان»، المتعلم في الولايات المتحدة، بعد لقائه بأحد قادة الاحتجاجات المناهضة لـ«بورناما»، وهو الإمام محمد رزق شهاب. ويرى أنصار «بورناما» أنه إداري مؤثر في نظام بيروقراطي. ولكنه جلب على نفسه عداوات بتعليقاته غير المتحفظة، بل واستخدام لهجة منفرة أحياناً. وأثار قرار «بورناما» بطرد سكان الأحياء الفقيرة ومستوطنيها لإفساح المجال أمام التنمية، في إطار برامجه للتجديد الحضري، الاستياء بين الفقراء. وأفاد «إمروس سيهومبينج»، المحلل السياسي في جامعة «بليتا هارابان» بأنه يعتقد أن «جوكو» سيتمكن من الصمود أمام التحديات السياسية ، مشيراً إلى أن «سياسة إندونيسيا سلسة للغاية، ويمكن أن يحدث الكثير خلال عامين». وقال:«إذا استمر في الأداء الجيد وإنشاء البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد كما يفعل الآن، فسينتخب لولاية ثانية». وأشار المحلل إلى أن التعددية ليست مهددة، قائلاً: «إن المحكمة تصرفت بشكل مستقل دون ضغط من الحكومة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©