الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وسائل الإعلام الفرنسية تشيد بعرض «زايد والحلم»

وسائل الإعلام الفرنسية تشيد بعرض «زايد والحلم»
13 مايو 2010 19:45
لا تزال ردود الأفعال الإيجابية التي أعقبت العرض المسرحي الضخم ‘’زايد والحلم’’ الذي حلَّ ضيفاً على عاصمة الأنوار باريس في السابع والثامن من هذا الشهر متواصلة. حيث أشادت كثير من وسائل الإعلام الفرنسية والعربية بهذا العمل الفني الذي يخلّد مسيرة القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما حيّت معظمها اختيار هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وإنجازاتها من أجل إنعاش الحياة الثقافية والفنية في العالم العربي، ومدَّ جسور التواصل الثقافي بين الشرق والغرب. الصحافة المكتوبة خصّت الحدث بتغطية واسعة، وكانت معظم الصحف الفرنسية مثل اللوموند، لوفيجارو، ليبيراسيون ولومانيتيه، قد نقلت خبر العرض وأوصت القرّاء بحضوره. يومية لو لوفيجارو العريقة، كتبت في مقدمة الخبر الذي صدر في ملحقها الثقافي تحت عنوان: “زايد والحلم العرض الراقص”: ‘’فرقة كركلا تمنحنا بهذا العرض قصّة مغامرة عظيمة وشيّقة أبطالها فرنسيان شجعان يعيشون في قلب الصحراء العربية... العرض مدهش بأزيائه ونغماته التي تنقلنا للشرق الساحر”... وكانت الصحيفة الفرنسية قد إهتمت في أعداد سابقة بنشاط هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وأشادت بالمجهودات التي تبذلها من أجل نشر الفن والثقافة، فكتبت في مقال مطول بعنوان: ‘’الحلم الثقافي لأبوظبي ....يصبح حقيقة’’، ما يلي: ‘’بالرغم من الأزمة التي أضعفت اقتصاديات كثير من الدول إلا أنَّ أبوظبي بدأت تجسّد على أرض الواقع حلمها الثقافي... فمن جهة هناك مشروع لوفر أبوظبي الذي يسير بخطى سريعة بفضل نشاط لجنة مقتنياته التي تعمل بلا هوادة لتفعيل المشروع، حيث وصل الآن لمرحلة حاسمة، بعد أن تّم جمع أكثر من 40 مجموعة أثرية تخّص ميادين مختلفة ومتنوعة كالنحت والرسم والهندسة، وهي ذات قيمة فنية عالية، ومن جهة أخرى ثمة معرض الفن المعاصر الذي أصبح في ظرف قصير ملتقى عالمياً لجميع هواة هذا الفن وعشاقه. ثمَّ تواصل مبعوثة الصحيفة إلى أبوظبي باتريس دو غورشبوئي قولها: هيئة أبوظبي فاجأت الفرنسيين بإنفتاحها الكبير على كل أشكال الفن، وبإختياراتها الحكيمة حين قررت مثلاً إقتناء تحف نادرة كتمثال فينوس للنحات فرانسوا لاغروني الملقب ب ‘’ليني’’. عرض يجب مشاهدته وتحت عنوان «زايد والحلم» ... باليه شرقي.. رائع’’ أفردت يومية لوبرزيان عموداً كاملاً للخبر، ولفتت الإنتباه إلى أن الصداقة بين الشعوب ومعرفة الآخر لا يمكن أن تتقدم إلا بمثل هذه الاعمال الجيّدة... ‘’زايد والحلم’’ العرض المسرحي الراقص الذي سجّل في قالب فني جميل بعض محطات مسيرة حكيم العرب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أثار أيضاً إهتمام الشبكة العنكبوتية، حيث خصصّت كثير من المواقع والمدونات الثقافية مساحة لهذا الحدث. موقع”باري سكوب”، دليل الفرنسيين الأول لمعرفة أهم الأحداث الفنية والثقافية التي تشهدها عاصمتهم، كتب عن العرض مشيداً بقيمته الفنية والتاريخية: ‘’عرض ضخم ومدهش ديكوراته قوية.... وأزياؤه ملونة وباهرة”... أما مدونة “بوز إي إيفنت. كوم” الصادرة عن وكالة الإتصال والعلاقات العامة، فقد أفردت للموضوع خبرين، إستهل فيها الكاتب مقاله الثاني الذي حمل عنوان “العرض الذي يجب مشاهدته هذا الأسبوع: زايد والحلم لباليه كركلا’’، بما يلي: ‘’إذا كان هناك عرض فني يجب عليك مشاهدته في نهاية هذا الاسبوع فهو بدون شك هذا العرض، إذ أنَّه لن يدوم إلا يومين فقط، ولن يتسنى لك بعدها مشاهدته إلا في شهر أغسطس بلندن، القصة تتناول السيرة الذاتية للشيخ زايد الذي يتحّلى بالخصّال السبع: الشرف الصبر الحق الشجاعة الامانة الخير والحكمة، وهو رحلة في الصحراء العربية من أجل تحقيق الحلم الجميل الذي يتمثل في بناء أمة تنعم بالسلام، وتشجع الثقافة والعلوم و الفنون”. ثمَّ يتابع الكاتب مقاله بقوله: ‘’العمل مدهش، ويتميز بالتناسق بالرغم من مزجه بين الفلكلور الشرقي والرقص العصري والكلاسيكي”. ثمَّ إختتم مقاله بهذه العبارات:”أعدكم أنكم ستعجبون كثيراً بهذا العرض، وتعيشون لحظات متميزة ومختلفة تماماً”. من جهته موقع “لاجوندا.كوم” الذي يهتم بالنشاطات الثقافية كتب عن العرض مايلي: ‘’هاهي فرقة كركلا تعود لتأخذنا في رحلة موسيقية جميلة في بلدان المشرق، هذا الإنجاز الجديد للفرقة سيأخذ المتفرج إلى الصحراء العربية في عرض غني بالألوان والنغمات والمشاعر’’. أما صاحبة مدونة ‘’أن ديمانش أ باري’’ (يوم أحد في باريس) فكتبت تقول: أنا محظوظة لاني إكتشفت عرض فرقة كركلا ‘’زايد و الحلم’’ قبل الجميع، فقد حضرت تدريباتهم البارحة، صحيح أني أعجبت بعملهم، لكن حلمي أن أشاطركم مثل هذه اللحظات اللذيذة والقوية”... وسائل الإعلام السمعية البصرية إهتمت هي الاخرى بهذا الحدث الفني، فقناة فرانس 2 (الحكومية) وهي الثانية من حيث نسب المشاهدة العالية بعد قناة تي أف 1 (30 بالمائة من نسب المشاهدة) خصّصت للموضوع حيزاً مهماً، حيث بثّت تقريراً في موجز أخبار الواحدة في إطار زاوية ‘’اين نذهب هذا المساء’’ نقل فيها الصحفي يوسف بوشيخي للمشاهدين أحداث المسرحية الراقصة مثنياً على الإنجاز الفني لفرقة كركلا، دون أن يفوته التذكير بأن قصة الأوبريت تدور حول شخصية حقيقية هي شخصية الشيخ زايد الذي حكم الإمارات العربية المتحدة، وعُرف بإنسانيته وحكمته الكبيرة. أما القناة الثالثة فرانس3 (الحكومية أيضاً) فقد خصّت العرض بتغطية خاصة أعادت بها المتفرج سنواتاً إلى الوراء إلى مدينة بعلبك، مسقط رأس مؤسس فرقة كركلا، ونقلت مشاهداً لمسرحها التاريخي. التقرير أورد أيضاً شهادة مدير الفرقة، عبد الحميد كركلا الذي عرّف عمل فرقته على أنه زواج ناجح بين عبقرية الفن الغربي وسحر الشرق الآخاذ، ف”باليه كركلا يحتفل بالشرق، ولكن برؤية فنية وتقنيات غربية”. كذلك فعل تلفزيون (تي.في 5) الذي يتمتع بنسب مشاهدة عالية في محيط الدول الفركوفونية (إفريقيا، المغرب العربي، كندا، سويسرا وبلجيكا) والذي إهتم هو الآخر بهذا الحدث الفني الثقافي، أورد في نشرة الثامنة تقريراً عن عرض فرقة كركلا في القاعة الباريسية “بالي دي غونريه”، تحت عنوان ‘’فرقة باليه كركلا على المنصة الفرنسية’’. أما إذاعة الشرق التي تبّث من باريس بإتجاه الجاليات العربية، فقد أجرت بهذه المناسة حوارا مع إيفان كركلا، مخرج المسرحية الراقصة ‘’زايد والحلم’’ وقد ذكر أنها المرة الاولى التي تتناول فيها الفرقة موضوعاً تاريخياً معاصراً، ولم تكن لتفعل ذلك لولا أنَّ مضمونه قوي، فحياة الشيخ زايد، طيب الله ثراه كانت حافلة بالإنجازات، وتستحق أن تخلد في عمل فني. الجمهور يرحب ردود الأفعال الإيجابية على المسرحية كانت أيضاً من جانب الجمهور الفرنسي، والهيئات الدبلوماسية المعتمدة في باريس، والجاليات التي إستقبلت العرض بكثير من الترحيب، وقد كانت قاعة المؤتمرات ‘’بالي دي كونغريه’’ التي تتسع لأكثر من 3000 متفرج (والتي سبق لها أن استقبلت فنانين مشهورين أمثال بروس سبرينستين، ليزا مينيلي وبوب ديلن) قد اكتظت بالمشاهدين في اليومين اللذين شهدهما العرض. ومن بين الحضور عقيلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، السيدة نازك، التي لم تفارق البسمة محيّاها طيلة الحفل، وخصّت “الاتحاد” بكلمة عبّرت فيها عن إعتزازها بحضور أي احتفال يقوم بمعّية دولة الإمارات، لا سيما إن كان يخلد ذكرى قائد تكّن له معزة خاصة في قلبها. أما البروفيسور ‘’هنري لورانس’’، أستاذ التاريخ في المؤسسة العريقة “كوليج دو دو فرانس”، والمتخصّص في العالم العربي، وصاحب المؤلفات الكثيرة، فقد عبّر ل”الاتحاد” عن إعجابه بالعرض، قائلاً أنَّ ‘’إنجازات الإمارات كثيرة، ومرة أخرى نلمس على أرض الواقع أن هذه الامة الفتّية هي الآن سائرة بخطى سريعة نحو التطور، والجميل في الأمر أنَّ تقوية حبال التواصل الثقافي بين الشرق والغرب، تحتل موقعاً مهماً بين أولويات إهتمامات حكامها، وهو دليل على حكمتهم وذكائهم الشديدين’’. للعرب نصيبهم كما لوحظ أيضا حضور قوي للجاليات العربية من المشرق والمغرب العربي، والتي إستغلت هذه الفرصة لتجتمع إلى بعضها البعض في عرس فني وثقافي جميل. محمد، موظف في السفارة المغربية، قال إن الجاليّات العربية تتوق لمثل هذه النشاطات الفنية الراقية التي تمكنها من التواصل مع ثقافتها الأصلية، وليس غريباً على الإمارات العربية المتحدة مثل هذه المبادرات، فهي أصبحت نموذجاً للنجاح والتألق في كثير من الميادين. أما تاتيانا، وهي لبنانية مقيمة في باريس، فقد إعترفت أنها تأثرت كثيراً، وإقشعر جسدها وهي تشاهد العرض خاصة حين تّم عرض صور المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ف”حّب هذه الشخصية العظيمة ليس في قلب كل إماراتي فقط، بل في قلب كل مواطن يفخر بعروبته’’. من بين الحاضرين كثير من العائلات الفرنسية جاءت طلبا للترفيه والمتعة وبحثاً عن تغيير لا توفره العروض التقليدية التي تعودت عليها. لورانس دوبونتي أمينة متحف في باريس حضرت الحفل مع زوجها جيروم، قالت ل”الاتحاد” أنها تفاجأت بالنوعية الجيّدة للعرض، وأكثر ما سرّها ترجمة النصّوص إلى اللغة الفرنسية مما مكنّها من متابعة أحداث المسرحية، وإستيعاب معانيها إستيعابا جيّداً”.. أمَّا عائلة لوتونوليي، التي جاءت من ضاحية فرساي القريبة من باريس، فقد أبدت إعجابها بالعرض، وقال الأب جاك: ‘’جئنا هذا المساء لننفس عن أنفسنا، وننسى تعب الاسبوع، فإذا بنا نسافر إلى الإمارات، ونكتشف جانباً من ثقافتها وتاريخها في أقل من ساعتين... شيء رائع’’. أما كوليت وزوجها فيليب، وهما ناشطان سابقان في وزارة الثقافة، فرغم قيامهما بعدة رحلات إلى بلدان عربية كتونس ،المغرب، مصر، الاردن ولبنان، إلا أنها المرة الأولى التي يلمسان فيها عبر الأغاني والرقصات والأزياء جانب من ثقافة دولة خليجية، وهو ما أثار فيهما الحماس لبرمجة زيارة قريبة لأبوظبي. اعتزاز بالحضور تفاعل الجمهور مع العرض وتصفيقاتهم الحّارة في بعض المشاهد، كتلك التي كانت تعرض صور الشيخ زايد رحمة الله عليه تركت أثراً طيباً على أعضاء البعثة الدبلوماسية الإمارتية في باريس، وعلى رأسهم سعادة سفير الإمارات العربية المتحدة محمد المير الرئيسي الذي أعرب عن إعتزازه الشديد بما يراه و يلمسه من حّب الناس لشخصية الشيخ زايد طيب الله ثراه، وأحسن دليل على ذلك، وفق تعبيره، مشهد القاعة التي لم يبق فيها مقعد واحد إلا وشغل، كما أكد إعتزازه بالصورة الإيجابية التي تظهر من خلاله بلاده في الخارج، وبمشاعر الصداقة والإحترام التي يكّنها الفرنسيون لأصدقائهم في الإمارات، كما لا ينسى التنويه بمكانة أبوظبي الجديدة كعاصمة ثقافية وفنية مهّمة معترف بها عالمياً. المطرب حمد العامري، صاحب الصوت الدافئ الذي يحيي لأول مرة حفلاً في عاصمة الأنوار بمناسبة مشاركته في العرض الراقص ‘’زيد و الحلم’’ صرّح ل”الاتحاد” أنه يكفيه فخراً مشاركته في عمل فني يخلد مسيرة أب الإمارات الغالي الشيخ زايد آل نهيان، مع علمه المسبق بأنَّ أي عمل يقوم به لن يوفي هذا الرجل حقه، وهو الذي سخّر حياته لخدمة بلاده. بعد النجاح الذي أحرزته المسرحية في عاصمة الانوار تعود فرقة كركلا إلى العمل من جديد، من أجل التحضير لعرضها القادم على خشبة مسرح لندن كوليزيوم في الأول والثالث من شهر أغسطس القادم.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©