الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

فاطمة النبوية.. أم اليتامى والمساكين

19 مارس 2015 22:58
أحمد مراد (القاهرة) أقامت أول مؤسسة خيرية واجتماعية في التاريخ الإسلامي لرعاية أبناء شهداء الحروب، وهو الأمر الذي جعل المؤرخين يلقبونها بـ «أم اليتامى»، إنها فاطمة النبوية ابنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنها، والمولودة في أوائل العقد الثالث من الهجرة بين ثلاث أخوات وستة إخوة من التابعيات الجليلات اللاتي عرفن برواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روت العديد من الأحاديث المرسلة عن جدتها السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله، كما روت أحاديث أخرى عن أبيها وعمتها السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب، وأخيها الإمام علي زين العابدين، فضلاً عن مروياتها عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وعبدالله بن عباس والسيدة أسماء بنت عميس، وبلال بن رباح مؤذن الرسول. وقد روى عنها الإمامان أحمد وابن ماجة عن أبيها الإمام الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكرها وإن قدم عهدها فيحدث لها الاسترجاع إلا كتب الله له من الأجر مثل يوم أصيب». سيرة طيبة ومن أبرز جوانب حياتها وسيرتها الطيبة، ما عرف عنها باصطحابها لسبع بنات تيتمن بعد حادثة كربلاء الشهيرة، حيث أخذتهن معها أينما كانت، وتكفلت برعايتهن طوال حياتها، ولم تكتف بهن فقط، وإنما كانت دارها مأوى للمساكين والفقراء من جميع الأقطار الإسلامية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، فكانت تحسن إلى المساكين وتطعمهم وتكسوهم وتعينهم بكل السبل على مواجهة ظروف الحياة، ومن هنا جاء لقبها «أم المساكين». تزوجت السيدة فاطمة من ابن عمها الحسن بن الإمام الحسن بن علي والمعروف باسم «الحسن المثنى»، ويروى في قصة زواجهما أنه حين خطب الحسن بن الإمام الحسن إلى عمه الإمام الحسين قال له عمه: يا ابن أخي قد كنت هذا منك، انطلق معي، فخرج به حتى أدخله منزله، فخيره في ابنتيه السيدة فاطمة والسيدة سكينة فاستحيا، فقال له الإمام الحسين: قد اخترت لك فاطمة فهي أكثر شبها بأمي فاطمة، وأنجبت عبدالله الملقب بـ «الشريف المحض» لأنه كان أول من يجمع بين نسب الحسنين، وقد صار شيخ بني هاشم. النفوس والقلوب ومن مواقفها وأقوالها المأثورة ما قاله ابنها محمد بن عبدالله بن عمرو «جمعتنا أمنا فاطمة بنت الحسين فقالت، يا بني ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئاً ولا أدركوا من لذاتهم شيئاً إلا وقد أدركه أهل المروءات بمروءاتهم، فاستتروا بستر الله، ومما يدل على عميق خبرتها بالنفوس والقلوب أنها أعطت أولادها من الحسن المثنى كل ميراثها منه، وأعطت أولادها من عبدالله بن عمرو كل ميراثها منه، فوجد أولادها من الحسن في أنفسهم من ذلك لأن ميراثها من عبدالله بن عمرو كان أكثر، فقالت لهم: يا بني إني كرهت أن يرى أحدكم شيئاً من مال أبيه بيد أخيه فيجد في نفسه، فلذلك فعلت ذلك. حرائر كرام ويروى عن السيدة فاطمة أنها كانت مصاحبة لأبيها لحظة استشهاده هو وأكثر أهل بيته وأولاده في موقعة كربلاء، وتم اصطحابها إلى قصر يزيد بن معاوية، وصرخت فيه قائلة: أبنات رسول الله سبايا يا يزيد؟، فخجل وقال: بل حرائر كرام وأدخلهن على أهله وبالغ في التودد إليهن محاولاً أن يصلح من وقع الجريمة الشنعاء على قلوب المسلمين، ومن دلائل جودها الفريد ما حدث منها في رحلة الرجوع للمدينة من كربلاء فقد كان يصحبها وأهلها رجل من أهل الشام بعثه يزيد لرفقتهم، فلم تنس في مثل موقفها العصيب وحزنها الدامي أن تهتم به وأن تفكر في مكافأته فأخذت من أختها سكينة سوارين وبعثت بهما إليه، إلا أن الرجل ردهما قائلًاً إنه صنع ذلك لقرابتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي سنة 116 هجرية توفيت السيدة فاطمة عن عمر يناهز الـ 90 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©