الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اشتعال السباق بين البورصات الإقليمية عبر التحالفات العالمية

اشتعال السباق بين البورصات الإقليمية عبر التحالفات العالمية
28 يونيو 2008 22:43
تلقى السباق على موقع البورصة الإقليمية العالمية دفعة جديدة مؤخراً مع قيام بورصة مركز دبي المالي العالمي ''دايفكس'' بإنجاز أول إدراج مزدوج لشركة متداولة في بورصة ناسداك الأميركية، والإعلان عن تعزيز الشراكة الاستراتيجية لـ''سوق الدوحة للأوراق المالية'' مع بورصة ''نيويورك-يورونكست'' بالإعلان عن تملك الأخيرة حصة نسبتها 25% من البورصة القطرية مقابل 250 مليون دولار· وتمثل خطوة ''دايفكس'' السالفة الذكر إضافة لقيامها الأسبوع الماضي بالإعلان عن تعيين جيفري سينجر مسؤول العمليات الدولية السابق في البورصة الأميركية رئيسيا تنفيذيا لـ''دايفكس'' -خلفا للسويدي بير لارسن- أولى ثمار الشراكة الاستراتيجية بينها وناسداك التي تملكت 33% من أسهم الأولى ضمن اتفاقية مركبة أصبحت بمقتضاها شركة بورصة دبي مساهما رئيسيا في البورصة الأميركية كجزء من صفقة تملك ناسداك لشركة ''أو ام اكس'' السويدية لإدارة البورصات· وقد فاجأت الخطوة القطرية الأخيرة الكثيرين، حيث اعتقدوا أن تيار الدمج والاستحواذ بين مشغلي البورصات العالمية لن يصل الى المنطقة العربية قريبا على أساس أن معظم البورصات العربية كيانات حكومية صرفة، باستثناء سوق دبي المالي الذي طرح 20% من أسهمه أوائل العام الماضي، وبالتالي تصبح فرص دمج بعض البورصات الإقليمية او استحواذ إحداها على الأخرى ضعيفة للغاية· لكن القطريين الساعين وراء تحويل سوق الدوحة الى سوق إقليمي عالمي يجتذب إدراجات من خارج المنطقة على غرار بورصة ''دايفكس'' خالفوا التوقعات، وتحالفوا مع بورصة ''نيويورك-يورونكست''، وزادوا على ذلك ببيع 25% من البورصة لمشغل البورصات العالمي المعروف الأمر الذي يعني أن سبقا البورصات الإقليمية نحو العالمية أصبح مفتوحا على كل الاحتمالات· وانطلقت بورصة ''دايفكس'' -التابعة لشركة ''بورصة دبي'' التي تشغل أيضاً سوق دبي المالي- في دبي خلال سبتمبر من العام 2005 بهدف التحول الى سوق مال عالمية في منطقة الشرق الأوسط، لكن بداياتها اتسمت بالتعثر مع فشل عدد من الإصدارات الأولية، ومعاناة الأسهم المدرجة في السوق من ضعف النشاط· ولدى إطلاق بورصة المركز المالي العالمي ''دايفكس'' عند الساعة الثانية من بعد ظهر السادس والعشرين من سبتمبر 2005 من خلال إدراج شهادات دويتش بنك التي ترصد 5 مؤشرات عالمية رئيسية، كان التفاؤل شديدا بأن تأخذ البورصة مكانها سريعا، وتحدث مسؤولوها عن ما يتراوح بين 10 و 15 إصدارا أوليا سيتم طرحها وإدراجها في ''دايفكس'' خلال سنتها الأولى، لكن عدد الأوراق المالية المتداولة لم يزد على 3 في السنة الأولى هي المملكة الفندقية وفورتشن مانجمنت والبركة، و14 ورقة مالية مع اقترابها من نهاية عامها التشغيلي الثالث· وأدرجت كل من ديبا والمملكة للاستثمارات الفندقية شهادات إيداع في لندن بخلاف الأسهم العادية في دايفكس، كما أن سهم البركة مدرج أيضا في بورصة المنامة، كما رخصت البورصة 18 شركة للوساطة منها ـبوظبي للخدمات المالية والمال للأوراق المالية والوسيط المباشر وهيرميس وضمان والإمارات للأوراق المالية ومكاسب ورسملة· وتتأهب البورصة لاستقبال إصدار أولي جديد ينتظر إدراجه يوم 8 يوليو المقبل، حيث أعلنت شركة داماس العاملة في مجال تجارة وتصنيع المجوهرات والساعات أنها تسعى لجمع حوالي 354,5 مليون دولار أي ما يوازي 1,3 مليار درهم من السوق عبر طرح عام أولي في بورصة ''دايفكس''· وكانت موانئ دبي العالمية قد أنجزت إصدارا عاما أوليا هو الأكبر في الشرق الأوسط بقيمة 5 مليارات درهم، وعاني سهمها من أداء متراجع منذ إدراجه في 26 نوفمبر ،2007 وبلغ أدنى مستوى يسجله منذ الإدراج 73 سنتا، بينما كان سعر الإدراج هو 1,30 دولار، وبلغ سعر السهم 87 سنتا وفق آخر سعر إغلاق· ويعد سهم ديبا لتصميمات الديكور الداخلي آخر الادراجات الناجحة في البورصة، بينما ألغت 4 شركات خطط إدراج هي أوجيه تليكوم في العام 2006 ومن ثم نانو دايناميكس الأميركية في فبراير 2008 شركة فيوتشر بايب لصناعة الأنابيب في مايو· ويشير مدير إدارة البحوث في شعاع كابيتال وليد الشهابي إلى أن المنطقة بدأت تشهد بدايات تبلور التيار العالمي لترابط واندماج الأسواق ''كونسوليديشن''، فالبورصات العالمية لم تعد كيانات مستقلة ومنعزلة، وسيكون من الصعب على أي منها ان تنمو وتتوسع إذا ما ظلت خارج سياق هذا التيار العالمي· وتمتلك ''بورصة دبي'' -التي تأسست العام الماضي عبر دمج حصص حكومة الإمارة في كل من سوق دبي المالي و''دايفكس''- حصة نسبتها 22% في بورصة لندن فيما تمتلك هيئة الاستثمار القطرية حصة تصل الى 20%، وتمتلك ''بورصة دبي'' 80% من شركة سوق دبي المالي، و100% من بورصة ''دايفكس''، وبإنجاز الصفقة المشتركة مع ناسداك ستصل حصة بورصة دبي في الشركة الأمريكية الى 19,9%· ويضيف الشهابي: ''بخلاف ذلك تلقى أسواق المنطقة اهتماما متزايدا من المؤسسات المالية العالمية منذ حوالي عامين، وهناك رغبة في الاستثمار في أسواق واقتصاد المنطقة العربية بوجه عام والخليجية على وجه الخصوص، وفي المقابل تحرص المؤسسات المالية الإقليمية على تملك حصص في البورصات العالمية سواء بهدف تحقيق مردود استثماري او التعامل مع تلك الملكيات كحصص استراتيجية، وكل هذه التحركات بدأت تظهر نتائجها سواء بتملك المشغلين العالميين حصصا في بورصات إقليمية أو تطوير القوانين وفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية، وتعني هذه الأمور احتدام المنافسة بين الأسواق الإقليمية ضمن منافسة أوسع نطاقا بين نيويورك يورونكست وناسداك''· ويعتقد الشهابي أننا مازلنا في مراحل التطور الأولى لتيار دمج مشغلي البورصات على المستوى الإقليمي، مشيرا الى أن أسواق المنطقة تعاني من زيادة في عدد البورصات الأمر الذي يحتم حدوث دمج واستحواذ بين تلك البورصات لمواكبة التوجه العالمي· ويقول الشهابي إن الارتباط بمشغل عالمي مثل ناسداك او نيويورك يورونكست سيسهم في تسريع وتيرة تطوير أسواق إقليمية مثل بورصة الدوحة وبورصة دايفكس، موضحا في الوقت ذاته أن الأخيرة تملك مزايا تنافسية عالية خاصة على صعيد القوانين والقواعد التنظيمية التي تتيح طرح نسب اقل من الأسهم قياسا الى القوانين المحلية التي تشترط طرح 55% للاكتتاب العام، وكذلك إمكانية طرح أسهم قائمة دون الحاجة الى طرح أسهم جديدة، ناهيك عن آلية بناء سجل الأوامر وهي الممارسة المعمول بها على المستوى العالمي· ويؤكد مدير صندوق المال مينا للأوراق المالية التابع لشركة المال كابيتال طارق قاقيش أهمية مواكبة الأسواق الإقليمية للتوجه العالمي نحو ترابط مشغلي البورصات من خلال عمليات الدمج والاستحواذ، مع الإشارة الى أهمية التحالفات الاستراتيجية مع أسماء عالمية مرموقة مثل ''نيويورك-يورونكست'' و''ناسداك'' بما يعنيه ذلك من جلب التقنية والخبرات، إضافة الى زيادة فرص الإدراج المزدوج بين البورصات الإقليمية ومثيلاتها العالمية· ويعلق مسؤولو ''دايفكس'' آمالا كبيرة على دخول ''ناسداك'' شريكا في البورصة بحصة الثلث لتحويل البورصة الناشئة الى أهم البورصات الإقليمية في السنوات الإقليمية المقبلة؛ خاصة وأن دخول ''ناسداك'' شريكا في ''دايفكس'' سيوفر لها امكانات نمو وتطور كبيرة سواء من خلال شبكة علاقات ناسداك او تقنياتها· وتسعى بورصة ''دايفكس''، التي سيتغير اسمها إلى ''دايفكس-ناسداك'' لجذب الشركات للقيام بادراجات رئيسية من دول الاتحاد السوفييتي السابقة وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ناهيك عن جذب إدراجات رئيسية من الولايات المتحدة أيضـــا·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©