الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فلسفة حكام آل نهيان صنعت دولة الاتحاد

فلسفة حكام آل نهيان صنعت دولة الاتحاد
19 مارس 2015 22:43
رضاب نهار (أبوظبي) تناولت الجلسة الحوارية الثالثة من ملتقى متحف «زايد الوطني» يوم الأربعاء في قصر الحصن في أبوظبي، تاريخ القيادة القوية التي مهّدت لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعملت على تأسيسها من خلال التركيز على القادة: الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. تحدث في الجلسة الدكتور عبدالله الريس المدير العام للأرشيف الوطني والدكتور خالد البلوشي، أكاديمي وباحث، بينما تولت الدكتورة فاطمة الصايغ أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات العربية المتحدة مهمة إدارة الحوار، حيث مهّدت للموضوع بمجموعة من التساؤلات تدور جميعها حول مقومات نجاح دولة الإمارات، سر التعايش السلمي على أراضيها بوجود أكثر من 205 قوميات، وأسئلة أخرى كثيرة تتعلق بالجانب الحضاري والمتطور الذي بات يميزها. وذهبت الدكتورة فاطمة في محاولتها الإجابة عما طرحته من تساؤلات، إلى نشأة الحياة في أبوظبي بدءاً من اكتشاف الماء وتشكيل حلف بني ياس الذي أسهمت البيئة التاريخية والجغرافية آنذاك في إيجاده كحلف بري رعوي قوي، مروراً بجهود الشيخ زايد الأول في بناء إمارة منيعة وراسخة، وبالامتيازات البترولية والجوية والبنى التحتية المتماسكة في عهد الشيخ شخبوط بن سلطان، ممهداً لإقامة دولة بمفهومها الحقيقي ممتلكة جميع العناصر والأساسيات اللازمة. كما ركزت الصايغ على أن الشيخ زايد بن سلطان، كان يمتلك فكراً وحدوياً أخذ البلاد إلى ما هي عليه اليوم. وأننا عندما نتحدث عن الإمارات لا بد أن ننظر إلى مجموعة القيم الراسخة، التراث والمظلة الحضارية التي تظللها. والسبب في هذا كله ليس البترول، إذ إنه موجود في دول كثيرة لم تستطع المضي قدماً، إنما في فلسفة الشيخ زايد الثاني في بناء وطن وأمة. وقد ذكر الريس أن تاريخ آل نهيان مكتوب في ملايين الصفحات الموجودة في الأرشيف الوطني وفي إصداراته، متطرقاً إلى المقارنة بين زايد الحفيد وزايد الجد في فكرهما الوحدوي. فلطالما سعى الأول إلى الوحدة لكن الحلم لم يتحقق والبيت لم يتوحد إلا بمجيء زايد الثاني. بعدها عاد الريس بالتاريخ إلى الوقت الذي كان فيه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد حاكماً للعين حيث حقق العديد من الإنجازات معتمداً في فلسفته البنائية والتطويرية على التعليم والصحة، وإن ظهور بعض الأخطاء البسيطة في بداية مشروعه، إنما يرجع إلى أنه كان يريد لأي مشروع أن ينتهي قبل أوانه رغبة منه بتحسين ظروف الشعب خلال مدة زمنية قياسية. كذلك وصفه بالقائد الشغوف بهم الوحدة، وهو ما كان يجعله ينام أياماً وليالي في الصحراء ليلتقي بالشيوخ أثناء العمل على قيام دولة الاتحاد، الذي ما إن تحقق حتى راح يعمل الشيخ زايد بن سلطان لأجل وحدة أشمل، فكانت «دول مجلس التعاون الخليجي»، كياناً وحدوياً قوياً في المنطقة. وظل راغباً في الأكثر طامحاً بسوق عربية مشتركة. وقال الريس: «ورحل زايد الثاني بعد أن أسس لدولة قوية تقوم على مبادئ السلام والمحبة والتعايش السلمي بين الشعوب.. هو الذي لم يدرس الدبلوماسية والسياسة في جامعات متخصصة إنما عايشها من خلال احتكاكه المباشر مع الشعب». بدوره أشار خالد البلوشي إلى أن بذرة الاتحاد كان غرسها الشيخ زايد الأول. ففي العام 1905 في دبي حاول أن يوحد شيوخ القبائل. إلا أن الوضع الدولي لم يكن مؤهلاً لقيام مثل هذه الوحدة. مبيناً أن قوة القرار السياسي قد انتقلت في مرحلة لاحقة من القرن الماضي إلى شيوخ آل نهيان نظراً للدور الريادي الذي قاموا به جاعلين لأبوظبي مكانة هامة في كل المنطقة. وركّز على ترحيب زايد الأول بالحوار مع الآخر، ولعل تجربة الرحالة الألماني بورخارت جديرة بالذكر في هذا الشأن. أيضاً تناول البلوشي حياة الشيخ شخبوط بن سلطان وما عرف عنه من تواضع وثقافة، موضحاً فلسفته في الحكم التي، وإلى جانب استثمار النفط لمصلحة بناء المجتمع، ركزت على الحياة التعليمية مستحضراً مدرسة درويش بن كرم والمدرسة الفلاحية عام 1958، وبدء التعليم النظامي للبنات عام 1963.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©