«نظام حليب النوق».. طرائق خمس للوصول إلى الجسد المعافى

كتاب يصحبنا في رحلة داخلية إلى أعماق الجسد وخلاياه ومساربه وكيف يتغذى، وما أهم الأشياء التي عليه أن يحتويها كي يتحرك، ويفكر ويعيش. قوة الجسد العظيمة، أين مكمنها، في أي زاوية منه، ذلك ما تكشفه الرحلة الداخلية في خبايا أجسادنا، وهل صحيح أن «حليب النوق» خير دواء للعلة والمعلول. في كتاب «نظام حليب النوق» لمؤلفيه أحمد ساري المزروعي وأحمد عبدالله الشامسي والصادر عن دار العلم للملايين ببيروت، نكتشف أن هناك خطة لخمس مراحل باستطاعتها أن تغير حياتنا الى الأبد، وبالفعل لو أننا تصفحنا التاريخ لوجدنا أين يكمن الجسد الأصيل وأين تختبئ وتنمو الصحة والعافية، إن موطنها الصحراء بلا منازع. في هذا الكتاب نجد فصلاً عن حليب النوق بوصفه غذاء ودواء ومميزاته ومكوناته وماذا يجني شارب هذا الحليب ومحتوياته من الأحماض الأمينية وما هي المعادن الموجودة فيه والفيتامينات التي يتوافر عليها. لم يكتف الباحثان بكل تلك التوصيفات، بل ذهبا الى الأساليب المختلفة للتعامل مع هذا الكنز الصحراوي والسر الكوني الذي أودعه الله في الصحراء كونه الصحة والجسد المعافى. لذا تطرق الباحثان الى حليب النوق بأنواعه الجديدة التي تعدت العشرين نوعاً حين يخلط بغيره من الأطعمة فيعطي الجسد مناعة والفكر قوة والذهن صفاء. أما الفصل الثاني فقد عني بالمرحلة الثانية من الخمس خطوات وهي البدائل الغذائية حيث قدم الكتاب جدولاً بها. وهو نظام يعتمد على قاعدة سهلة ومتدرجة للوصول بنا الى العادات الغذائية الصحية والتغلب على العادات غير الصحية بشكل سهل وفعال. ويقول المؤلفان: «الفكرة هي إيجاد بديل صحي أو أقل ضرراً لأي غذاء أو عادة غذائية غير صحية، فيتم بذلك تنظيم برنامجنا الغذائي بشكل سهل وبلا أية ضغوط نفسية، فالبديل عادة ما يكون شبيهاً بالغذاء الأصلي من حيث الطعم ولكنه خال من الدهون والشد أو من أحدهما، وقد يكون البديل طعاماً أكثر ملاءمة للحالة من حيث اكتمال العناصر الغذائية والألياف أو تغييراً الى حجم الوجبة فقط، وقد يكون البديل طريقة مناسبة أكثر للطبخ، أو توقيتاً يكون فيه تناول طعام معين هو الأنسب من تناول طعام آخر. الفصل الثالث تناول مصطلح «التثبت» وهي أطعمة مرحلة البدائل، وهذه المرحلة تعتبر وسيلة سهلة وفعالة لتنظيم وقياس نوع وكم الغذاء الذي علينا تناوله، فهي لا تحتاج لحساب السعرات الحرارية اللازمة أو كمية الجرامات التي يجب تناولها من كل نوع من الغذاء، بل بقليل من الممارسة والالتزام سيكون بإمكاننا تقدير ما إذا كان الطبق الذي أمامنا يحوي طعاماً كافياً أو أنه يحتوي على أكثر مما نحتاجه من طعام. أما الفصل الرابع من هذا الكتاب فيتناول الوجبات المتعددة، وهو ما أظهرته الدراسات التي تؤكد على تفوق نظام الوجبات المتعددة على أسلوب الوجبتين أو الثلاث وجبات التي ينتهجها الناس بشكل اعتيادي، ومن أهم فوائدها هي أولاً تسريع التمثيل الغذائي الأساسي وتنظيم هرمونات الأنسولين حيث يظل تحت السيطرة طوال الوقت، والمحافظة على المستويات المثلى لهرمون اللبتين وتوفير بيئة مثالية لنمو الأنسجة العضلية وحرق الدهون. أما الفصل الخامس والأخير من هذا الكتاب المهم فيتطرق الى البرنامج التدريبي حيث يتناول البرنامج الدائري العام وطرق أداء البرامج المساندة لبرنامج التدريب العام، وتمارين البرنامج الدائري للسيدات وبرنامج الأنوثة. كتاب مشفوع بالصور وطرائق الوجبات الثلاثية أو المتعددة، وأهم الأطعمة التي تترافق مع بعضها كي لا تشكل عبئاً وسمنة للمتناول، وموسوعة معرفية ساهم بها الباحثان بكل اقتدار، مما جعلنا بحق نعترف بقدرتهما على تناول الموضوع من كل جوانبه بالاستناد الى فضيلة حليب النوق الناشئ من عمق الصحراء العربية التي عرفت الصحة والعقل والرسالات السماوية موطناً لها.