الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أراجونيس ينتصر في الحرب الشعواء

أراجونيس ينتصر في الحرب الشعواء
28 يونيو 2008 22:12
صنع المدرب لويس أراجونيس هوية جديدة لمنتخب اسبانيا، فلطالما كانت الاخيرة تضم نجوم ناديي ريال مدريد وبرشلونة العملاقين، بدون ان تتمكن من مجاراة قوى القارة العظمى مثل المانيا وايطاليا وفرنسا وانجلترا وغيرهم· فك اراجونيس الكثير من الاحجية في كاس اوروبا 2008 في البداية تصدر مجموعته بثلاثة انتصارات سهلة، ثم فك نحسا لازم الاسبان طويلا امام الطليان في ربع النهائي وجعل ركلات الترجيح تبتسم له منذ وقت طويل، ودفع اخيرا بالاسبان الى النهائي الذي يحلمون به منذ عقود طويلة، لكن هل سيتوج هذه المسيرة بنجاح امام المانيا ليدخل صديق الملك خوان كارلوس تاريخ الكرة الاسبانية من الباب العريض؟ غريب امر هذا المدرب، فاراجونيس الذي تعرض لحرب شعواء لابعاده المهاجم راؤول جونزاليس عن البطولة، رفع له الجمهور الاسباني خلال مباراة روسيا في نصف النهائي يافطات تطالب بالبقاء مع المنتخب بعد كأس اوروبا، وهو عكس ما حدث مثلا مع المدرب الفرنسي ريمون دومينيك الذي غادر البطولة تحت صافرات استهجان الجماهير الفرنسية· خطط اراجونيس جيدا لمباراة روسيا، وهو عرف ملامح التشكيلة الحمراء بعد ان هزمها 4-1 في اولى مباريات الدور الاول، لكن اصابة دافيد فيا في الدقيقة 34 خلطت اوراق ''الحكيم''، لان الاول متصدر ترتيب الهدافين (4 اهداف) وشهيته مفتوحة منذ بداية البطولة· واحدة من سمات المدربين الكبار والمخضرمين هي قدرتهم على التعامل مع الاحداث الطارئة من اصابات اللاعبين او طردهم، او حتى تقلبات الطقس والتغييرات الفاضحة في النتائج· هنا كان على اراجونيس التفاعل سريعا مع واقعة فيا، اسبانيا متعادلة، هدافها يتألم وبعينه دمعة الخروج، اما الروس فهم في افضل حالاتهم· للوهلة الاولى كانت التوقعات تشير الى اشراك هداف ريال مايوركا والدوري الاسباني دانيال جويزا الذي يخوض البطولة احتياطيا انما بثقة كبيرة بالنفس، لكن اراجونيس لعب الورقة الثانية وفضل انزال فابريجاس لاعب الوسط والدفع باندريس انييستا ليكون المساعد الاول لفرناندو توريس الذي اصبح بدوره راس الحربة الوحيد في ظل خروج فيا· عرف اراجونيس (69 عاما) من اين تؤكل الكتف الروسية وهي قاسية جعلت مهمة هولندا مستحيلة في ربع النهائي وقبلها اليونان والسويد في الدور الاول· في الشوط الاول حارب اراجونيس الروس بنفس سلاحهم، فطلب من لاعبيه اعتماد الكرات الطويلة لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي· لكن في الشوط الثاني ركز الاسبان على التمريرات الارضية المركزة في وسط الملعب، فجعلوا الروس يلهثون خلف الكرة بدون طائل، فسرعوا اللعب وبحثوا عن الشباك التي ما لبث ان وجدوها بفضل اينييستا وخافي من خلال الهدف الاول· تعملق المهاجم الروسي اندريه ارشافين في مباراتين خاضهما مع روسيا، وكان المسؤول الاول في اخراج هولندا من البطولة، لكن اراجونيس عرف ان مهاجم زينيت يحب اللعب في المساحات الكبيرة ويعشق الحرية على ارض الملعب، فاوكل ماركوس سينا بمراقبته بشكل لصيق، وبحال تخلص الروسي من الاخير ينقض لاعب اخر عليه مثل خافي هرنانديز· وكان المدرب الهولندي جوس هيدينك اكثر المتفهمين لخسارة روسيا في نصف النهائي، فبعد ان اعترف بافضلية الاسبان، قال ''سندباد'' المدربين: ''الاسبان يلعبون بلمسة واحدة، يعرفون كيف يعطلون الخصم··· يستمرون في مداعبة الكرة لوقت طويل، خصمهم يتعب الى ان يأتي الوقت ويتمكنوا من التسجيل''· كلام هيدينك هو مديح غير مباشر لتكتيك اراجونيس الذي قاد اسبانيا كي تكون الفريق الاكثر ثباتا حتى الان، فهي لم تخسر بعد ولم تكن مهددة من اي طرف اخر في مبارياتها الخمس التي خاضتها، وحتى امام ايطاليا في ربع النهائي جارى الاسبان ملل الطليان وجروهم الى ركلات الترجيح التي ابتسمت للايبيريين·
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©