الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المنطقة الدافئة».. قاتلة الطموح

«المنطقة الدافئة».. قاتلة الطموح
19 مارس 2015 21:45
علي معالي(دبي) غريب أمر عدد كبير من أندية دورينا، سقف الطموحات لديها محدود للغاية، الكل يلهث وراء المنطقة الدافئة، وكأن البطولة أصبحت محصورة فقط بين عدد محدد من الأندية، والبقية الباقية تبحث منذ انطلاق الموسم وحتى نهايته عن طوق نجاة من خلال الوجود بين المركزين الخامس والعاشر، والأغرب من ذلك أن تصريحات ما قبل الموسم تتسم بالكلام الوردي المعسول، وأن المنافسة على اللقب ستكون متاحة، ثم تتوارى هذه التصريحات خجلاً، مع تراجع الترتيب والمستوى، ثم تبدأ مرحلة البحث عن الأعذار والأسباب التي نعتبرها مسكنات وقتية غير مقبولة في كثير من الأحيان. ومن الواضح أن ميزانيات الصرف لكل أنديتنا كبيرة للغاية من تعاقدات متنوعة ما بين لاعبين أجانب ومحليين، ومدربين يصل في بعض الأوقات إلى جهازين وثلاثة، ومع ذلك نجد الطموحات مقتولة لدى عدد كبير من أنديتنا، وطموح المنافسة منحصر بين أندية بعينها نشاهدها كل موسم. ولكي يصبح الكلام أكثر دقة، نقول إنه منذ انطلاق الاحتراف نجد أندية الوصل والشارقة والظفرة وعجمان لم تبحث على المنافسة، بل اكتفت بالمنطقة الدافئة، حتى وصل الحال ببعضها أنه لم تستطع الوجود في هذه المنطقة لتهبط للدرجة الأولى مثلما حدث مع الشارقة والظفرة، وهذا الموسم ربما يأتي الدور على عجمان، وهناك أيضاً أندية مثل النصر وبني ياس اقتربت من القمة، ولكنها لم تستطع الاستمرار لتعود مرة أخرى إلى المنطقة الدافئة. القضية تحتاج إلى مناقشة مستفيضة لمعرفة الأسباب، ولكن المبررات بالفعل غير مقنعة لدى البعض، ولابد صحوة أندية الوسط من سباتها العميق مع الاحتراف للمنافسة على المربع الذهبي، ولا تكون هذه الأندية مجرد«كمالة عدد» في المسابقات المحلية. وفي حلقة الأولى اليوم نتناول 3 فرق، وهي الوصل والنصر وبني ياس، ونستكمل في حلقة الغد بقية الفرق. ترويسة من المتوقع أن تشهد بقية جولات دوري الخليج العربي متغيرات كثيرة، في ظل التنافس الكبير بين أكثر من فريق لترك المنطقة الدافئة، واللعب مع الأربعة الكبار، أملاً في المشاركة الآسيوية. العرفي: بني ياس ينافس الموسم المقبل عبدالله القواسمة (أبوظبي) عندما شارك بني ياس ضمن الأندية المحترفة في موسم 2009 - 2010، في أول ظهور له، كان متميزاً للغاية، حيث أحدث مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون، عندما اقتنص المركز الرابع، بل إنه حافظ على مستواه وتحسن كثيراً في الموسم التالي 2010 - 2011، ليحتل مركز «الوصافة»، ليؤكد أنه فريق قوي، وقادر على مقارعة الكبار، وبدلاً من أن يستمر مؤشر «السماوي» في الصعود والارتقاء للحصول على اللقب في الموسم التالي، تراجع 7 درجات إلى الخلف، ليقبع في المركز التاسع خلال موسم 2011- 2012، ثم عاد إلى دائرة القمة مجدداً في موسم 2012- 2013، ليكون الفريق صاحب المركز الرابع في الدوري، وفجأة وبدون مقدمات تراجع بني ياس في موسم 2013 - 2014 ليحتل المركز التاسع، وهذا الموسم لم ينصلح الحال كثيراً، بل يحتل الفريق حالياً المركز الثامن. يقول سالم العرفي مساعد المدير الفني لـ «السماوي» إن الصعوبات التي تواجه فريقه منذ مطلع الموسم الحالي كبيرة وخارجة عن إرادة الجهاز الفني، وحدت من حضور بني ياس التنافسي، وأدت إلى ابتعاده عن المراكز المتقدمة، رغم أنه في بعض المراحل كان قريباً منها. وشدد العرفي على أن الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها شركة كرة القدم والجهاز الفني للفريق تقضي ببناء فريق قادر على المنافسة في الموسم المقبل، وليس الموسم الحالي على حد وصفه، كاشفاً النقاب عن الصعوبات التي تواجه بني ياس والمتمثلة في عدم اكتمال قائمة لاعبيه في أي مرحلة تحضيرية خاضها، سواء قبل انطلاق الدوري أو خلاله، وهذا الأمر على قلص من معدل التجانس والانسجام لدى اللاعبين، لافتاً إلى أن بعض التجمعات كانت في بعض الأحيان تقتصر على 15 لاعباً. يوفانوفيتش: النصر يرصد 3 أهداف رئيسية مراد المصري (دبي) موسمان فقط كان فيهما النصر متميزا في عصر الاحتراف، الأول 2010- 2011، حيث حل في المركز الثالث، وفي الموسم التالي 2011- 2012 ارتفع درجة أعلى ليحتل المركز الثاني، وقبل وبعد هذين الموسمين كان الوضع مختلفاً كثيراً، حيث ظل في أول موسمين مع الاحتراف محافظا على ترتيبه في المركز العاشر. وفي موسم 2012 - 2013 ارتقى نسبياً ليحتل المركز السادس، ثم في موسم 2013- 2014 احتل المركز الخامس، وفي الموسم الجاري يحافظ «العميد» على وجوده في ترتيب الموسم الماضي نفسه، ولكن ربما يفقد هذا المركز سواء باحتلال مركز متقد أو يتراجع وذلك بحسب الأداء والنتائج المنتظرة منه في بقية مباريات الموسم. وعلق المدرب الصربي إيفان يوفانوفيتش، على ذلك قائلا: «النصر يمر في مرحلة تطور مستمر ويخوض المنافسات جميعها بهدف الفوز، وهو ما جعله يغير من شكله العام خلال آخر عامين، والموسم الماضي حاولنا أن نرفع من مستوانا ونجحنا بذلك تدريجياً حتى أحرزنا لقب كأس الأندية الخليجية في نهاية الموسم، وهو الأمر الذي قمنا بالبناء عليه خلال التحضيرات بالصيف، ثم جاءت انطلاقة الموسم الحالي التي حققنا فيه لقب كأس الخليج العربي». وأضاف: «الموسم الحالي لم ينته بالنسبة لنا، أمامنا ثلاثة أهداف رئيسية بداية من المنافسة على مراكز متقدمة على لائحة ترتيب الدوري، وحصد إحدى البطاقات المؤهلة إلى دوري أبطال آسيا، إلى جانب محاولة المنافسة لإحراز لقب كأس الأندية الخليجية أو كأس صاحب السمو رئيس الدولة». حميد يوسف: غياب الاستقرار الفني والإداري وراء تراجع «الأمبراطور» دبي (الاتحاد) يعتبر الوصل هو الفريق الوحيد الذي لم يغب عن شمس كرة القدم، قبل الاحتراف وبعده، ولكن الغريب أن «الأصفر» تألق مع «الهواية» فقط، واختفى نجمه مع عالم الاحتراف، بل ظل حريصاً على مجرد الوجود في المنطقة الدافئة كثيراً، ولم نجده يوماً ما منافساً على اللقب، وهو أمر لافت للنظر، خاصة أنه في موسم 2007، كان بطلاً متوجاً للدوري والكأس معاً. ومؤشر «الأمبراطور» كان غريباً مع الاحتراف، حيث كانت سنة أولى احتراف موسم 2008- 2009 في مركز سادس، ثم ارتفع المؤشر نسبياً في الموسم التالي 2009- 2010، ليصعد للمركز الخامس، ثم فجأة بدأ حال «الفهود» ينحدر في الترتيب، حتى وصل أقصى مدى له في الموسم الماضي الذي أنهاه الفريق في مركز لا يليق به مطلقاً وهو الـ 12، وكان الفريق في موسم 2011 - 2012 في المركز الثامن، وفي موسم 2012- 2013 في التاسع، وفي موسم الموسم الماضي تراجع إلى أدني مستوى في المركز الـ 12، ولكن مؤشره عاد للتوازن النسبي بع مرور 19 جولة من الموسم الجاري ليحتل المركز السادس، ومستوى الفريق في ارتفاع من جولة إلى أخرى، وهو ما يؤكد أن ترتيب الفهود في تصاعد. تناول حميد يوسف مدير الكرة الحالي ما حدث للفريق خلال فترات سابقة، وقال: «الفرق التي حققت البطولات في السنوات الأخيرة دائماً تطمح في المنافسة على اللقب، وهناك فرق أصبحت معروفة بفرق «وسط الجدول»، حيث تتجنب الهبوط، وأندية أخرى تعودت على البطولات، وبالتالي تنافس عليها، وهناك فرق كانت تنافس على البطولة ثم غابت لفترة طويلة ومنها الوصل والنصر». وأضاف: «الفرق التي يراها الناس حالياً أنها جاهزة للمنافسة لوجود ما بين 4 إلى 5 من لاعبي المنتخب وعنصر أجنبي على مستوى عالٍ أيضاً، ومنها على سبيل المثال العين والجزيرة والأهلي». وقال: «الوصل في السنوات الماضية لم يكن هناك استقرار إداري أو فني، وحتى على مستوى اللاعبين، لذلك كان طبيعياً أن نشاهد الوصل في المراكز المتأخرة أحياناً، وفي منطقة الدفء والوسط أحياناً أخرى، وعندما يكون هناك استقرار إداري وفني ولاعبين، سيكون هناك طفرة، والمتغيرات التي حدثت بالوصل في السنوات الأربع الأخيرة لم تحدث في أي نادٍ، ولو حدثت من الممكن أن يهبط للدرجة الأولى، ولكن التماسك النسبي أبعد النادي عن ذلك». وأضاف: «هذا الموسم نلاحظ بداية الاستقرار، وصنع هوية للفريق، واندماج اللاعبين مع بعضهم بعضاً، وهناك تفكير كبير بأن تستمر هذه الحالة المستقرة من خلال إتمام وتجديد التعاقد مع بعض اللاعبين الذين يوجدون في قائمة الوصل على سبيل الإعارة، ومع بقائهم في الفريق سوف يستمر نهج الاستقرار الذي لابد أن تكون له الإيجابيات فيما بعد وهو ما نبحث عنه ونفكر فيه». وقال: «التجديد للجهاز الفني لموسمين، واحدة من العناصر المهمة التي ستكون ثمارها خلال الفترة المقبلة، وكلها أمور تسهل عملية تكوين الطموحات والرغبات للفريق، والوصل بحكم تاريخه الطويل وجماهيره العريضة مطالب بالعودة لتحقيق الإنجازات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©