الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي العامري: الكتابة هي تلمس الجمال المتواري

علي العامري: الكتابة هي تلمس الجمال المتواري
19 مارس 2013 23:22
سلمان كاصد (أبوظبي) - «الكتابة ليست مجرد حروف مصفوفة، وهي ليست نزوة أبجدية، هكذا في البدء تعلمت ذلك، إذ إن الاشتغال في الكتابة يمثل اشتعالاً في اللهب، وهي محاولة لسبر مفازات روحية، وتلمس الجمال المتواري في عتمة الحياة والزمن والذات». بهذه العبارات التوصيفية للكتابة المبدعة، عرض الشاعر الفلسطيني المقيم في الإمارات علي العامري تجربته الشعرية ومرجعياتها، في أمسية شعرية نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، أمس الأول، في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، وحضرها أدباء وشعراء وصحفيون. وفي تقديمه للشاعر العامري، تحدث الروائي الأردني قيس الدمشقي عن علاقته بشعر العامري على الرغم من أنه لم يلتق به إلا في هذه الأمسية وإعجابه بشعره وشفافيته. وعرض الدمشقي سيرة العامري الأدبية من خلال نتاجه الإبداعي في ثلاثة دواوين، وهي «هذي حدوسي.. هذه يدي المبهمة» و«كسوف أبيض؟ و«خيط مسحور». ويعد العامري خامس خمسة شعراء في الأردن من «جماعة أجراس الشعرية»، وشارك في عدد من المعارض الفنية كونه فناناً تشكيلياً. قرأ علي العامري قبل عرض تجربته الشعرية عدداً من قصائده، وهي «نعمة الالتباس» و«خيط مسحور» و«قرنفل أزرق» و«لوحة» و«مشهد داخلي» و«حديقة» و«فردوس» و«باب ليل» و«خفاء طليق». وتنوعت قصائد العامري بين الطويلة والقصيرة، وبدت ذات حس رومانسي لفت انتباه الجمهور إلى شفافيتها العالية ومشاعرها الرقيقة وخطابها الوجداني المفعم بالحب والوجد والهيام. ومن قصيدته القصيرة «لوحة» يقول العامري: «عاشق في ممر طويل رأى لوحة لطيور محلقة في الأعالي هناك رأى بينما ظله يتمدد فوق الجدار ترف يداه كأن الإشارة قطرة ضوء على ليلكٍ في النفوس ولكن ليلاً مرمى نجمه في السكوت المريع نام المكان ونام الكمان على حجر الأمس مالت سماء على مقعد في ممر طويل وغطت بمعطفها عاشقاً في يديه الطيور» وبدت ظاهرة التكرار التي هي جزء من نسق يتحكم في قصيدة النثر العربية، جزءاً من بنية شعر علي العامري، خاصة في قصائده «نعمة الالتباس» و«خيط مسحور» و«قرنفل أزرق» و«إخفاء طليق»، وهذا التكرار كما يبدو مهيمناً على القصيدة الطويلة لديه، كونه يمثل تقطعات في نفس القصيدة وتمثلات توقف الصورة، ومنها «أنت» و«أحبك» و«في الحب» و«غمام». واستكمل الشاعر علي العامري عرض تجربته الشعرية، خاصة عن هذه التجربة وعلاقتها بالحراك الثقافي في الإمارات إبان الثمانينيات، ووصف الجو الثقافي آنذاك بالمشاغب وذي الطبيعة السجالية، وتعرفه إلى أحمد راشد ثاني وعلى شعر حبيب الصايغ وظبية خميس وخالد البدور وعادل خزام. وتطرق العامري إلى أن الإمارات بالنسبة إليه وطن عاش فيه تفتحه الشعري، وشهد انطلاقة قوله الإبداعي، وأن تجربته تلتقي في الكثير من جوانبها مع شعراء الإمارات، كونه عاش كل تجليات التشكل الشعري الإماراتي الأول. وحول تجربته الشعرية، يواصل العامري وصف الكتابة فيقول «الكتابة مثل الحب، كلاهما طريق في المعرفة الحدسية، فالحب يختبر قلوبنا من خلال اجتياح جمالي، وكذلك القصيدة تجتاحنا وتصيبنا برعشة الجمال، واعتقد أن الإبداع هو المماثل لعشبة الخلود في أسطورة جلجامش، خصوصاً أن الإنسان منذ الكهف الأول يسعى إلى علاج الغياب، فوجد عشبته السحرية في الإبداع، عبر الرسم على جدران الكهوف الصخرية، لتكون شاهداً على أثر الإنسان، أي علامة وجود. وتدرجت الابتكارات عبر الزمن، وصولاً إلى الأبجدية حفيدة الرسم الكهفي، إذ اختزلت الأشكال المرسومة لتغدو حروفاً، عبر ارتحال الصورة من التجسيد إلى التجريد». ويصف العامري علاقته بالمكان فيقول «دائماً أتذكر المشهدية التي تتشكل في كل لحظة، في حقول القرية وفوق يد النهر وفي جبال البلوط، تلك المشهدية تتشكل مع رفرفة الطيور وتحليقها إلى انسياب نهر الأردن الذي تعمدنا بمياهه مبكراً، إلى رسائل الحب التي كنت أخبئها تحت صخرة بجوار شجرة سدر برية في الجبل، لكي لا تقع تلك الرسائل في يد أبي، وكنت أصعد الجبل وأتفقد كنز القلب، وأهبط إلى الوادي، حيث فتاة الرسائل تعبئ دلوها من مياه النبع، كما لو أنها تغرف صورة العاشق من مرايا النبع». ويلخص ذكرياته مع الحركة الشعرية في الإمارات، فيقول «جامعة الإمارات في مدينة العين كانت تضم عدداً كبيراً من الطلاب والطالبات الذين لديهم شغف بالإبداع، من الشعر إلى الفن التشكيلي والمسرح والقصة والرواية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©