الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإمام عبد الرزاق.. محدث اليمن

11 مايو 2017 22:24
أحمد مراد (القاهرة) أحد أبرز حفّاظ الحديث النبوي الثقات، ولد ونشأ وعاش في صنعاء، لقب بـ«محدث اليمن»، وكان يحفظ سبعة عشر ألف حديث. هو الإمام الجليل عبد الرزاق بن همام بن نافع، ولد في صنعاء باليمن سنة 126 هجرية، ومنذ صغره، كان شغوفاً بطلب العلم، وأقبل على تحصيله بهمة عالية، وقد تتلمذ على أيدي كبار أئمة وعلماء عصره أمثال: هشام بن حسان، وعبيد الله بن عمر، وأخيه عبد الله، وابن جريج، ومعمر، وحجاج بن أرطاة، وعبدالملك بن أبي سليمان، والمثنى بن الصباح، وعمر بن ذر، ومحمد بن راشد، وزكريا بن إسحاق، وعكرمة بن عمار، وعبدالله بن سعيد بن أبي هند، وثور بن يزيد، وأيمن بن نابل، والأوزاعي، وسعيد بن عبدالعزيز، وسفيان الثوري، ووالده همام. وبعد رحلة طويلة في طلب العلم وتحصيله، أصبح الإمام عبد الرزاق أحد رموز العلم في عصره، وقد جمع بين العلم والعمل، فكان من العباد الصالحين، والعلماء العارفين، عاش حياة عبادة وصلاح وزهد، وكان محباً للعلماء وطلاب العلم. قال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: «أخزى الله سلعة لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف، حتى إذا بلغ أحدهم مئة سنة، كتب عنه، فإما أن يقال كذاب، فيبطلون علمه، وإما أن يقال مبتدع، فيبطلون علمه، فما أقل من ينجو من ذلك». وقال أحمد بن صالح المصري: قلت لأحمد بن حنبل: هل رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق؟ قال ابن حنبل: لا، وقال أبو زرعة الدمشقي: عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه، وكان يحفظ نحواً من سبعة عشر ألف حديث. وضع الإمام عبد الرزاق العديد من المؤلفات القيمة والمهمة التي أثرت المكتبة العربية والإسلامية، والتي ما زال يستفيد منها أهل العلم حتى وقتنا الراهن، ومن أهم هذه المؤلفات: الجامع الكبير، والسنن، وتفسير القرآن، والمصنف. ويعد «المصنف» أحد أهم كتب الحديث عند أهل السنة والجماعة، وهو من أوائل كتب رواية الحديث في تاريخ الإسلام، وقد جمع أحاديثه ورواها الإمام عبد الرزاق، ورتب أحاديثه على ترتيب أبواب الفقه، فقسم الكتاب على 31 كتاباً فقهياً متفرعة إلى أبواب، اشتملت على 19.202 نص مسند، وقد بدأ المصنف بكتاب الطهارة، واختتمه بكتاب أهل الكتابين، ونظراً لأهميته الشديدة، فقد وصف الحافظ الذهبي هذا الكتاب بأنه «خزانة علم». ولم يقتصر المصنف على رواية الأحاديث المرفوعة فقط، بل روى أيضاً أحاديث موقوفة ومقطوعة، ولم يشترط الترتيب بينها، كما أكثر من رواية آراء شيخه الإمام معمر في المسائل التي ينقلها، ولم يشترط الصحة لرواية الأحاديث والأخبار، فروى الصحيح والحسن والضعيف، وتميز الكتاب بعلو أسانيده، فأغلب الأسانيد أتت ثلاثية. وكان الإمام عبد الرزاق مقصداً لعشرات ومئات طلاب العلم في عصره، والذين حرصوا على أن يتلقوا منه العلم، وبالأخص علم الحديث. وبعد رحلة حافلة بالعطاء، قضاها الإمام عبد الرزاق في خدمة القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، توفي سنة 211 هجرية، ودفن باليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©