الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الرفق بالحيوان.. فضيلة إسلامية

العلماء: الرفق بالحيوان.. فضيلة إسلامية
12 مايو 2017 15:40
أحمد مراد (القاهرة) أوضح علماء دين أن الإسلام الحنيف سبق وتفوق على جميع الحضارات الإنسانية في توفير الرعاية للحيوانات والرفق بها، وقد تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على الرفق والرحمة في استخدام الحيوانات، والإحسان إلى البهائم وإتباع الطرق السليمة عند الانتفاع بها. وأكد العلماء أن الإسلام حرم قتل الحيوان جوعاً أو عطشاً، وحرم إرهاقه بالأعمال الشاقة، ونهى عن كيها بالنار وأنكر العبث بأعشاش الطيور، وحرق قرى النمل، وقد أوجب الإسلام نفقة مالك الحيوان عليه، فإن امتنع أجبر على بيعه، أو الإنفاق عليه، أو تسييبه إلى مكان يجد فيه رزقه ومأمنه. التعامل بالرأفة مفتي الديار المصرية السابق، د. علي جمعة، يقول: اهتم الإسلام بالحيوان اهتماماً بالغاً، وأكد على ضرورة التعامل معه بالرأفة والرحمة، فهو مسخر للبشر، وغير قادر على التعبير عن احتياجاته وآلامه، ولذلك كان الاهتمام به أكبر، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه ويسلم نهى عن قتل العصفور، فقال: «ما من إنسان يقتل عصفوراً فما فوقها بغير حق إلا سأله الله عز وجل عنها»، وبيّن أن الإساءة للحيوان وتعذيبه والقسوة معه تدخل الإنسان في عذاب الله، فيقول صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض»، وجعل الإسلام دخول الجنة جزاء للرفق بالحيوان، وأن الرفق به قد يكون سبباً في تجاوز الله عن كبائر وقع فيها الإنسان، فقال صلى الله عليه وسلم: «بينما كلب كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به»، وقال صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش، مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له»، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: «نعم، في كل ذات كبد رطبة أجر». وأوضح أن الإسلام حرم قتل الحيوان جوعاً أو عطشاً، وحرم المكث على ظهره طويلاً، وهو واقف، وحرم إرهاقه بالأثقال والأعمال الشاقة، وحرمت الشريعة التلهي بقتل الحيوان، كالصيد للتسلية لا للمنفعة، واتخاذه هدفاً للتعليم على الإصابة، ونهى الإسلام عن كي الحيوانات بالنار في وجوهها للوشم، أو تحريشها ببعضها بقصد اللهو، وأنكر العبث بأعشاش الطيور، وحرق النمل، وقد أوجب الإسلام نفقة مالك الحيوان عليه، فإن امتنع أجبر على بيعه، أو الإنفاق عليه، أو تسييبه إلى مكان يجد فيه رزقه ومأمنه، وإذا لجأت هرة عمياء إلى بيت شخص وجبت نفقتها عليه حيث لم تقدر على الانصراف. أمم أمثالنا أما د. محمد عبدالحليم عمر، الأستاذ بجامعة الأزهر، فيقول: الإسلام بأصوله وفروعه وتطبيقاته سبق وتفوق على جميع الحضارات في توفير الرعاية للحيوانات والرفق بها، وقد تعددت الآيات في القرآن الكريم التي تتناول الحيوانات، وتنوع أساليبها بشكل يظهر أن موقف القرآن الكريم من الحيوانات يتطلب العناية بها ورعايتها، وفي البداية نذكر أن القرآن الكريم نص على أن الحيوانات أمم مثل البشر، حيث يقول تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)، «سورة الأنعام: الآية 38»، والله سبحانه كما تكفل للإنسان بالرزق، فإنه تكفل للحيوانات بالرزق، والذي يعني خلق الموارد اللازمة لقيام حياتها وتيسر سبل الوصول إليها، فيقول سبحانه: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ...)، «سورة هود: الآية 6». كما سميت بعض أسماء سور القرآن الكريم بأسماء حيوانات، ومنها: البقرة، والأنعام، والنمل، والنحل، والعنكبوت، والفيل، كما ورد بالقرآن الكريم الإشارة إلى الحيوانات على إجمالها بمسميات عدة مثل «البهيمة» التي وردت ثلاث مرات، والدابة 14 مرة، والدواب 4 مرات، والأنعام 26 مرة وإلى جانب ذلك جاء ذكر العديد من أنواع الحيوانات والحشرات بأسمائها المعروفة في عالم اليوم، مثل: الذباب، والناقة، والعجل، والهدهد، والماعز، والنمل، والجمل، ويلاحظ أن ذكر هذه الحيوانات في القرآن الكريم جاء كثيراً في معرض التفضل من الله عز وجل على عباده وخلقها لمنفعتهم وبيان أن هذه الحيوانات تسبح بحمده والله يرزقها ويرعاها وكلها أمور تدل على أهمية الحيوانات بشكل عام ومنه تنبع أهمية رعايتها والعناية بها. ويضيف: وبيّن القرآن الكريم سبل الانتفاع بالحيوانات، مع العلم إن نفع الحيوان ليس فقط لإطعام الإنسان، لأن وجود الحيوانات في الحياة ضروري لإحداث التوازن البيئي، وإذا كان عدد أنواع الحيوانات، كما يقول العلماء نحو 2 مليون نوع، فإن ما عرفه الإنسان منها نحو 18 ألفاً فقط، ينتفع الإنسان ببعضها بأكل لحومها ومنتجاتها من لبن وصوف ووبر، وكذا الانتفاع بها بغرض التنقل والزينة، وقد أخبر القرآن بأنها تسبح بحمد الله، كما جاء في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ...)، «سورة الحج: الآية 18»، ويلاحظ أن ذكر الدواب جاء معرفاً بالألف واللام الدالة على الاستغراق، وأما الناس ذوي العقول، فجاء التعبير عن تسبيحهم في الآية بقوله تعالى (... وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ...) وليس كل الناس. إحسان واجب أكدت الباحثة الإسلامية، د. خديجة النبراوي، أن السنة النبوية زاخرة بأحاديث عديدة تحث على الرفق بالحيوانات وعدم إيذائها، فقد نهى النبي عن ضرب الحيوانات خاصة في الأماكن الحساسة، مثل الوجه، وكذا النهي عن الوشم في الوجه، فيروى أن النبي مر عليه حمار قد وشم في وجهه، فقال: «لعن الله الذي وسمه»، وفي ذلك أيضاً ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كنت على بعير صعب، فجعلت اضربه، فقال لي رسول الله: «عليك بالرفق، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه»، كما حثت السنة النبوية على الرفق والرحمة في استخدام الحيوانات فيما خلقت له من دون قسوة وعدم استخدامها في غير ذلك، ونهت عن استخدام الحيوانات غرضاً في اللعب والمسابقة برميها حتى تموت، قال النبي: «لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً»، أي ترمونه. وأشارت إلى أن الإسلام دعا إلى الإحسان إلى البهائم واتباع الطرق السليمة عند الانتفاع بها حتى ولو عند الذبح للانتفاع بلحومها فلقد روى عن رسول الله أنه قال: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته»، كما حث الإسلام على رعاية الحيوان بتوفير وسائل الحياة له، وفي ذلك ورد أن الرسول مر ببعير قد لحق ظهره ببطنه من الجوع والتعب، فقال: «اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©