السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حمى المنافسة تتجدد بين «نوكيا» و«إريكسون»

حمى المنافسة تتجدد بين «نوكيا» و«إريكسون»
14 ابريل 2018 01:04
ترجمة: حسونة الطيب يؤكد انهيار شركة نوكيا للهواتف المحمولة أن النجاح لا يخلو من المخاطر، حيث ناهزت قيمتها السوقية في منتصف الألفية الثانية 290 مليار دولار، وشكلت 40% من المبيعات العالمية للهواتف النقالة بحلول 2007. كما أغرتها السيطرة على الأجهزة لتقليص تركيزها على البرامج، ما ولِّد الفشل، وتراجع القيمة إلى 33 مليار دولار في الوقت الحالي. أما إريكسون، المنافس القوي لنوكيا في أوروبا التي كانت توفر 40% من البنية التحتية العالمية للهواتف النقالة بداية العقد الحالي، وناهزت قيمتها السوقية 40 مليار دولار، فقد تراجع الرقمان بنحو النصف الآن. تجددت حمى المنافسة المباشرة بين الشركتين مرة أخرى، ما يتطلب التقييم لمعرفة من الأفضل. وربما يتساءل البعض عن إمكانية تدخل الحكومات الأوروبية لمد يد العون لهما. والشركتان هما، ضمن آخر شركات القارة العاملة في صناعة الهواتف النقالة ومعدات الشبكات التي هيمنت على العالم في يوم ما، بيد أنهما سلكتا سكة التراجع لتقبعا خلف الشركات الأميركية والصينية في الوقت الراهن. وفي حالة استمرارهما في التراجع، تبقى شنايدر إليكتريك، الشركة الأوروبية الوحيدة، ضمن أكبر 35 شركة للإلكترونيات في العالم من حيث العائدات. سيطرت نوكيا، ولفترة طويلة من الوقت، على عمليات التجديد. واستهلت الشركة مسيرتها كمشغل لمطحنة لب في 1865، حيث يقف جوز من أحذية المطاط في متحفها الصغير، شاهداً على ذلك. ولتحقيق النجاح، نوكيا في حاجة لبعض الحظ، الذي حالفها عند دفع مايكروسوفت 7,2 مليار دولار مقابل الاستحواذ على نشاط الهواتف النقالة في الشركة في 2013، بجانب 2,8 مليار دولار أخرى مقابل بيع «هير» فرعها المتخصص في عمل الخرائط. ساعدت هذه الأموال الشركة للوقوف على أقدامها مرة أخرى، مستعينة بقسم معدات الشبكة كقاعدة للانطلاق السريع. قامت الشركة بشراء سيمنز من شركة مشتركة، نوكيا – سيمز نتويركس في 2013، مقابل 2,2 مليار دولار. وبعد عامين من ذلك، قامت بشراء ألكاتيل لوسنت، الشركة الفرنسية الأميركية، مقابل 17 مليار دولار في شكل أسهم. معظم عمليات الاندماج والاستحواذ السابقة في قطاع الاتصالات، مُنيت بالفشل، لأن من الصعب للغاية التخلي عن المنتجات للحصول على فوائد الكفاءة، مع الاحتفاظ بالعملاء في وقت واحد. وإذا كان جوز الأحذية يمثل تاريخ نوكيا، فإن برج الاتصالات في استكهولم، خير رمز لشركة إريكسون التي عملت في العاصمة السويدية منذ 1913 لتقديم خدمة تزيد على 5 آلاف خط. من الطبيعي لشركة يعود تاريخ تأسيسها لعام 1876 بالعمل في صناعة معدات الاتصال، الدفاع عن حصتها السوقية، عندما برز منافسون صينيون في منتصف الألفية الثانية مثل، هواوي وزد تي إي. كما وسعت الشركة نشاطها في تشغيل شبكات العملاء، ليصادف ذلك نجاحاً مقدراً، وزيادة في حصتها السوقية. أثبتت هذه الاستراتيجية نجاحها على المدى المتوسط، فعندما خسرت المؤسسات الغربية أعمالها لصالح نظيراتها الصينية، تمكنت إريكسون من توسيع دائرة حصصها السوقية. لكن مع ذلك، أخفقت الجهود في تحسين الأرباح. وعند تراجع الأرباح في نهاية 2007، انخفض سعر سهم الشركة بما قارب الثلث. وزاد تعرض الشركة عند بدء تراجع الاستثمارات في شبكات الهواتف النقالة في 2014. ولم تفلح محاولة التنويع بالدخول في نشاطات شملت الخدمات والبرامج لشركات البث التلفزيوني والحوسبة السحابية. وانخفضت عائدات إريكسون، من 250 مليار كرونة سويدية (29,5 مليار دولار) في 2015، إلى 200 مليار كرونة في 2017. وعمدت الشركة، بداية العام الماضي، على خفض تكاليفها، والتوقف عن عقود الخدمات غير المربحة، وبيع الأعمال غير الرئيسة، مع التركيز على تقنية الجيل الخامس ذات التقنية اللاسلكية. ونتيجة لذلك، بدأت أوجه الشبه تتقارب بين نوكيا وإريكسون، حيث العدد نفسه من الموظفين «نحو 100 ألف لكل»، مع تحقيق أرباح مماثلة، تراوحت بين 30 إلى 40% في نشاط الشبكات، بالإضافة إلى قيمة سوقية متقاربة. لكن لا تزال الفروقات قائمة لترجح الكفة لصالح نوكيا، حيث تتفوق محفظة إنتاجها على إريكسون، وهي تتضمن معدات الشبكات الثابتة. ويعتبر البعض نوكيا أكثر ابتكاراً، لا سيما وأنها تمتلك مختبر «بيل لابس»، حيث تم اختراع الترانزيستور، كما تخطط الشركة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق مزيد من الكفاءة. لكن ربما تشهد السنوات القليلة المقبلة تفوق إريكسون، حيث يعتبر بعض خبراء القطاع أن معداتها للجيل الخامس أفضل من نوكيا. والأهم من ذلك، فعندما استنفدت نوكيا قواها، لا تزال إريكسون في بداية الطريق. ويعتمد جزء كبير من انتعاش الشركتين على مدى انتشار تقنية الجيل الخامس وقوة تبنيها، حيث لا تتوقعان نمواً مفاجئاً في استثمارات هذه التقنية، بل طرح شبكات جديدة تدريجياً خلال السنوات القليلة المقبلة. ومع أن هواوي، تشكل منافساً قوياً لهما، إلا أن هاجس أجهزة التنصت التي تستخدمها الصين في معدات الاتصالات، يساور العديد من الدول، خاصة أميركا، ما يتطلب اتخاذ الحذر في التعامل مع شركات الاتصالات الصينية. وفي حالة عدم كفاية ذلك، يبدو أن لا مفر من الدخول في عمليات الدمج والاستحواذ. وبينما تخطط نوكيا لشراء أكبر عدد ممكن من مؤسسات التقنية الصغيرة لتعضيد نشاطها في البرامج لإدارة الشبكات، لا تضع إريكسون عمليات دمج كبيرة ضمن خياراتها المستقبلية. كما يدور الحديث، أيضاً، حول إمكانية شراء سامسونج جزءاً من إريكسون. واندماج نوكيا مع إريكسون، الذي يبدأ ممكناً أحياناً، هو من أقل الاحتمالات، برغم أنه سيشكل قوة احتكارية في أميركا. تصاعد الضغوط من المرجح، تصاعد الضغوط في الاتحاد الأوروبي المسؤول عن قانون الاتصالات، ليخفف من العبء التنظيمي لشركات تشغيل الشبكات. وربما ينادي المسؤولون، بضرورة طرح تدابير حمائية. وتتمثل الطريقة الأفضل، في تذكر الأسباب التي جعلت قطاع الهاتف النقال في أوروبا، أفضل من غيره في الماضي. وعند طرح تقنية الجيل الثاني «جي أس أم» نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وافقت العديد من الدول الأوروبية على أشياء مثل، طيف الراديو الذي يمكن استخدامه والخدمات المتوقع الحصول عليها ووقت إطلاقها، التعاون غير المتوافر في الوقت الراهن. ويمكن لجهد مشابه، الدفع بعجلة النمو في كل من إريكسون ونوكيا، في وقت ليس القلق فيه حول النجاح الذي يفقد معظم قيمته، بل حول المحافظة على التعافي. نقلاً عن: ذا إيكونوميست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©