الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سؤال التجنيس

سؤال التجنيس
23 مارس 2011 19:48
ضمن إصدارات جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، صدر كتاب “الرواية المغربية وقضايا التنوع السردي”، وهو كتاب جماعي يشتمل على أعمال الندوة العلمية الوطنية التي نظمها فريق البحث في مشروع “بروتارس 3”، والكتاب الصادر تحت إشراف رئيسة المشروع الدكتورة والناقدة المغربية زهور كرام، يقارب الشأن الروائي المغربي. ويعد محور الندوة “الرواية المغربية وقضايا النوع السردي” من أهم الإشكالات المعرفية والنقدية التي واجهت الباحثين، وهم يشتغلون على المادة المعجمية لكل رواية على حدة. إذ طرحت كثير من النصوص المغربية سؤال تأطيرها الأجناسي، ومدى انتمائها إلى جنس الرواية، والحدود الفاصلة بين الرواية و السيرة الذاتية. وهي أسئلة كما تقول زهور كرام في تقديمها للكتاب “نابعة من طبيعة راهن التجربة الروائية المغربية، التي بدأت تعرف في تحديدها التأطيري الأجناسي مجموعة من التعيينات الاصطلاحية مثل: السير ذاتي الروائي، رواية سير ذاتية، محكيات، محكي، تخييل ذاتي، نص مفتوح. يجعلنا هذا الوضع نتساءل: هل الأمر يتعلق بتطور بنيوي داخل منطق الجنس الروائي الذي يشهد تحولات في بنائه وتكوّنه الداخلي؟”. وتتساءل الدكتورة كرام أيضا: “هل نتحدث في هذا الصدد عن اتجاهات في الكتابة الروائية، أم تيارات، أم تجنيسات صغرى داخل الجنس السردي الواحد (الرواية)، أم نصوص على عتبة جنس آخر سيتم تحديده بعدما تشهد التجربة تراكما، وتحدد منطقها؟، أم يمكن الحديث عما يسمى بانفجار جنس الرواية؟. أم أن الأمر يتعلق بأنواع روائية متعددة لم يكن النقد ينتبه إليها، أو لم يكن يخصّص لها من انشغاله المعرفي ما تستحقه من تريث في القراءة، بعدما تم اعتماد مبدأ تعالي الرواية عن النوع؟”. لقد تولدت عن سؤال التجنيس الروائي، أسئلة نقدية ساهمت في توسيع دائرة النقاش حول المسألة الأجناسية وعلاقتها بنظرية الأنواع الروائية. شكلت معظم هذه الأسئلة مجال نقاش وحوار بين كل الباحثين والنقاد الذين شاركوا في الندوة، والذين اقترحوا مقاربات عديدة لإضاءة هذه الأسئلة في ضوء نظرية الأجناس الأدبية، والشعرية، ولعل النقاش الساخن الذي عرفته أشغال الندوة العلمية، قد عبر على قدرة الرواية المغربية التي تعرف تطورا ملحوظا على مستوى أساليب الكتابة، على تجديد أسئلة النقد، ومدّ خطابه بآليات تفكير جديدة تعمل على إضاءة منطقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©