الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين نموذج فتيات الإعلان والمطربات

بين نموذج فتيات الإعلان والمطربات
28 يونيو 2008 21:10
تتهافت الكثير من بنات الجيل الصاعد على عمليات التجميل، والتي باتت ظاهرة آخذة بالانتشار، على الرغم من كل المحاذير والتحذيرات حولها· والجدل القائل إن الجمال غاية يسعى الجميع إلى إدراكها، بغض النظر عن النتائج، هو محور حديث فئات اجتماعية مختلفة، بما في ذلك المنتديات الإلكترونية· يروي محمد العرسان، من موقع ''عمان نت''، ''قصة فتاة في الرابعة عشرة من عمرها ألحت على أهلها للسماح لها بإجراء عملية تجميلية لتصحيح شكل أنفها· وبعد الموافقة، خضعت للعملية، وأثناء وجودها داخل غرفة العمليات توقف دماغها عن العمل، ما أدى إلى تعطل رئتيها ووفاتها بعدما فشلت كل المحاولات لإنقاذها''· في الإطار نفسه، ومن موقع ''إسلام اون لاين''، تقول لينا عواد وهي عارضة أزياء: ''عليَّ الاهتمام بجمالي ولياقتي ونظامي الغذائي، ومعظم دخلي أصرفه في شراء الثياب المناسبة لمظهري الخارجي ومساحيق التجميل· ولو كان هناك عيب في أنفي لكنت حتماً أجريت عملية تجميل· وعندما تظهر التجاعيد في بشرتي سأسعى إلى إخفائها عن طريق عملية شد''· هذه حال الكثير من الفتيات اللاتي اخترن لأنفسهن العمل في مجالات تعتمد على جمال مظهرهن· وهنالك الكثير من اختصاصيي التجميل يقنعون المرأة بضرورة إجراء عملية لإصلاح أي عيب في شكلها· ومن الموقع نفسه تقول اختصاصية التجميل فدوى الحسن: ''لقد بدأنا نلمس اهتمام المرأة الشرقية بمظهرها الخارجي وبشكل كبير جدّاً، فكما أننا نقوّم الأسنان، كذلك يمكننا أن نجري عملية تجميل لأنوفنا، أو لشفاهنا، فما الخطأ في ذلك؟''· فراغ الروح وعلى الناصية المقابلة، هناك نسبة من الفتيات اللاتي يعترضن على عمليات التجميل، ''باعتبارها ناتجة عن الإحساس بفراغ الروح· ولو كان لهذه الفتاة أو تلك اهتمامات أكثر عمقاً لما انشغلت بشكل أنفها، ولما استهلكت الوقت والمال وعرضت نفسها الى الجراحة''· تؤكد مزن مرشد من ''منتديات دمشق'' أنها ترفض اللجوء إلى عمليات التجميل لأنها مكلِّفة مادياً وتعد نوعاً من الترف غير المبرر، ''إذ نلاحظ أن الفتيات الجميلات والمقبولات اجتماعياًّ بدأن يجرين عمليات التجميل فقط لتقليد صديقاتهن· وهذا أمر غير مقبول''· يرد عليها سعيد العسلي، الذي يأسف لكون ''الفتاة الشرقية بعيدة من الاهتمامات الأساسية في الحياة، إذ تنشغل بشكلها الخارجي عن الاهتمام بمضمونها· وتجد في أنف المذيعة الفلانية أو عارضة الأزياء العالمية نموذجاً يحتذى به''· ومن الموقع نفسه وأمام القبول والرفض لعمليات التجميل ترى الدكتورة إسعاف حمد المتخصصة في علم الاجتماع أن الإنسان سواء أكان رجلاً أم امرأة يلجأ إلى إجراء عمليات التجميل ليصلح من خلالها عيباً ما في جسده، إذ يكون رضاه عن ذاته قليلاً نسبياً، بمعنى أنه يريد صورة أفضل من صورته الموجودة بشكلها الواقع· مسألة ثقة ومن موقع ''البرامج المسجلة'' تعلن كفاح الحداد أن الجمال مسألة نسبية ومن الخطأ أن تتسابق الفتيات في هوس للوصول إلى نمط بنات الإعلان أو نمط المذيعة''· تضيف: ''طبعاً، إحساس الفتاة بكونها جميلة يؤدي إلى زيادة ثقتها بنفسها والعكس صحيح· لكننا، معرضون إلى كارثة تربوية وأخلاقية واجتماعية''· وإذ تؤكد على أنها ليست ضد الاهتمام بالمظهر إلا أنها تحارب اللهاث وراء عمليات التجميل من غير حاجة ملحة في كثير من الأحيان· وتورد ابنة المنصورة من منتديات ''ميكسات'': ''لا شك أن قضية الجمال تحتل المقام الأول في عقل الفتاة وقلبها في مقتبل حياتها، إذ تطرح على أمها الأسئلة التالية: هل أنا جميلة؟ ما رأيك في شكلي؟ أنا أجمل أم فلانة؟''· ومن هنا، توجه ابنة المنصورة رسالة إلى فتيات الجيل الناشئ مضمونها: ''الجمال ليس جمال الشكل والملامح والصورة فقط، وانما جمال العقل والأخلاق والسلوك''· ومن الموقع نفسه تعتبر ''ستروبري'' أن ''جمال الروح هو الأهم لأنه ينعكس، بلا شك، على الشكل والتصرفات· وهذا الجمال الداخلي هو الأكثر جاذبية كونه يبقى ويدوم حتى مع تبدلات العمر· ومن الخطأ أن نلجأ إلى تجميل الشكل بعملية جراحية قبل النظر أولاً إلى العمق في الداخل''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©