الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم في بطـــاقة

العالم في بطـــاقة
28 يونيو 2008 21:04
محبو البطاقات البريدية يمكنهم أن يجدوا ما يشبع هوايتهم الجمالية في أروقة معرض خاص بفكرته ومحتوياته، حيث تقدم البطاقة البريدية كعمل فني وجسر حواري بين فناني العالم· يقام المعرض الموسوم بـ ''طاقة البطاقة'' في متحف الشارقة للفنون ويستقبل الزوار حتى أواخر أغسطس المقبل· منذ أن وجدت البطاقة البريدية جاءت متمردة على تقاليد البريد المتبعة آنذاك· فهي قطعة من الورق المقوى بلا ظرف خارجي وبلا صفحات مطوية، بل إطار أنيق ذو وجهين، يحمل في وجه منهما صورة فوتوغرافية أو رسماً أو عبارة رقيقة، ليخصص الوجه الآخر للكتابة، وبذلك تكون رسالة مفتوحة بوضوح للعلن· فهي لا تخشى الرقابة لأنها بسيطة بساطة الصراحة الخالصة· وعلى الرغم من انتشار وسائل الاتصال، ولاسيما الهاتف وشبكة الانترنت، مازالت البطاقة البريدية تتمتع بخصوصيتها ووهجها بشكل يصعب تفسيره· فالبطاقات البريدية لم تتخل عن مكانتها أو تفقد دورها، ولا يزال سكان الكرة الأرضية يتبادلون سنويا مليارات البطاقات المطبوعة الموقعة بكلمات الحب والأمنيات الجميلة· أعمال فنية المعرض، كما يفصح هشام المظلوم، مدير إدارة الفنون في الشارقة: ''للتأكيد على ضرورة الحوار بين حضارات العالم عموماً والمثقفين والفنانين خصوصاً· وقد طُرحت فكرته على إيقاع تداعيات 11 سبتمبر وغزو العراق· فالهدف منه هو إيصال ال-صوت الثقافي والفني المختلف لدول الخليج عموماً والإمارات والشارقة خصوصا، من خلال إرسال بطاقات تعريفية إلى أكبر فئة ممكنة من مثقفي العالم وفنانيه، الذين وصل عددهم، بحسب أرشيف إدارة الفنون، إلى مئة ألف''· وفي التفاصيل، يُعنى المشروع، بحسب المظلوم، ''بالتعريف بدور الشارقة الفني والثقافي وإطلاع الآخر على المرافق والخدمات والبرامج التي تقدمها الشارقة للمعنيين بالشأن الثقافي والفني؛ ويسعى إلى تكوين قاعدة بيانية وأرشيفية تتضمن معلومات تفصيلية عن الفنان وعنوانه وبلده، مع إعطاء الفنان حيزاً ينتج من خلاله عمله الفني''· ويكشف المظلوم أن عدد الملفات التي قدمها الفنانون كمشاريع فنية مستقلة وصل إلى ثلاثة آلاف· ما يعني بناء أكبر قاعدة للبيانات الفنية والأرشيفية على مستوى العالم''· جهد 4 سنوات تكشف ميساء السويدي، منسقة المعرض أن ''عملية فرز البطاقات استغرقت شهراً كاملاً من العمل المتواصل''· وتشدد على أن المعرض ''التزم مجموعة من الأسس في تلك العملية، أهمها الحرص على طريقة عرض البطاقات التي تحوي رسوماً بارزة من الورق المقوى بطريقة لا تعرضها للتلف، إضافة إلى فرز البطاقات في مجموعات مستقلة بحسب مواضيعها، فوتوغرافية أو نحتية أو خطية''· وتلفت السويدي الانتباه إلى أن ''المشارَكات هي من 45 دولة، معظمها من إيطاليا وفرنسا''· وتضيف: ''شارك في المعرض فنانون من معظم دول العالم من خلال مئة ألف بطاقة أرسلتها إدارة الفنون إليهم، كي يعيدوا إنتاجها فنيا· وقد استغرق الإعداد لهذا المشروع الفني أربع سنوات كاملة، لتتميز أعماله بالتنوع والثراء البصري· فعلى الرغم من الحيز المحدود لحجم البطاقة، إلا أن الهدف العام هو خلق علاقات فنية تجمع الفنانين في فضاء مشترك يعبر عن إبداعاتهم وأفكارهم وتصوراتهم''· يأتي معرض ''طاقة البطاقة''، كما تشير مدونة المعرض، ضمن المشروع الإبداعي الذي تتبناه الشارقة من خلال المعارض والورش الفنية والدورات التخصصية· ويمنح المعرض الفرصة للمشاركين كافة للالتقاء في تظاهرة تجذب انتباه العالم، إذ يتوحد شكل العمل الفني على الرغم من اختلاف التصاميم والألوان، لاسيما أن إدارة الفنون تقوم باختيار واستضافة بعض الفنانين لإقامة معارض تخصصية على صعيد البطاقة· وتعمل إدارة الفنون في الشارقة على إصدار أول كتاب من نوعه يحوي ألف بطاقة من البطاقات المشاركة في المعرض مصحوبة بشروح من جانب أصحابها، ومن المقرر أن يصدر الكتاب رسميا في يوليو المقبل·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©