الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمَّسني جدّي إن أقبلت فبشعرةٍ تقاد

28 يونيو 2008 21:01
لاحظ جدي اكتئابي وحزني لأنني لم أوفق في مشروع خضته على أمل تحقيق الربح، فقال لي: اصبر يا ولِدي ترى المثل يقول ''إن أقبلت فبشعرةٍ تقاد''· ودعاني إلى الجلوس بجواره ليخبرني قصة المثل ويروّح عني، فقال: ''أصل هذا المثل بيت من الشعر، قصته متداولة في موروثنا المحلي· وقد ذكر بعض الرواة هذه القصة والمناسبة التي يضرب فيها المثل· لذا تجد أننا نردده نحن كبار السن، عندما نسمع عن قصص الحظ الحسن، وابتسامة الدنيا في وجوه البعض بعد شدة عبوس وطول عناء· يقال: إن نوخذة كبير في السن ومجتهد ويعمل كثيراً، كان غواصوه يغوصون ولا يخرجون بصيد ثمين رغم نشاطهم ونشاط النوخذة، فكان محصولهم في كل أسفارهم البحرية عبارة عن لآلئ صغيرة نسميها ''خشارة'' أي لا تحمل في جوفها دانات أو حصابي· وكان النوخذة يسمع بين الحين والآخر بأن النوخذة الفلاني حصل على عدة دانات، وآخر حصل على عدة حصباة وهكذا··· كان يفرح لأجلهم ويحزن في الوقت ذاته؛ لأن حظه العاثر لم يوفقه إلى صيد ثمين· أوشك الموسم على الانتهاء دون أن يرزقه الله تعالى ما رزق سواه من النواخذة، فقرر الغوص بنفسه، وحين أبحر وغاص تعلقت إحدى الأصداف في شعر لحيته بينما هو يجمع المحار، ولما خرج نزعها عن لحيته ورماها جانباً، وبدأ بكسر المحارات التي اصطادها، وللأسف كانت جميعها خالية!· ولما انتهى مما في يده، قام يائساً إلى المحارة التي تعلقت بشعر لحيته وفتحها، وإذا بها حصباة كبيرة وغالية الثمن لفتت أنظار صحبه إليه وفرحوا لأجله، فقام فرحاً مردداً: الدنيا إن أقبلت فبشعرةٍ تقاد وإن أدبرت راحت تقد السلاسلا وهكذا تناقل الأجداد هذا البيت الذي أصبح مثلاً يضرب للدلالة على أهمية الصبر وحسن الحظ وجمال العاقبة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©