السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يحلم بالأسرة الصالحة ويتمنى رضا الوالدين

يحلم بالأسرة الصالحة ويتمنى رضا الوالدين
28 يونيو 2008 20:59
لا شيء أجمل في الحياة من لقاء أبناء الحياة أنفسهم، هؤلاء البسطاء الذين وزعوا ابتساماتهم حالمين بغدٍ أفضل في كل مكان· البسطاء الذين يمكن أن يأخذ عنهم المرء أجمل العبر وأعظم الدروس· السعيد محمد السعيد السيد، واحد منهم· شاب مصري في مقتبل العمر· اقتحم بابتسامته وطموحه مجال التسويق، عندما رفضت أبواب التدريس الذي تخصص فيه أن تنفتح أمامه· ومضى في دربه مؤمناً بأن الحياة كفاح وعمل وصبر وتجربة، وخبرة مفيدة يكتسبها الإنسان في كل خطوة يخطوها، عن مشوار حياته كانت لنا معه هذه الوقفة· ''درست اللغة العربية وحصلت على ليسانس الآداب والتربية· ولم يتسن لي العمل في مجال تخصصي فمارست أعمالاً مختلفة كالتدريس والزراعة والكهرباء وعملت سائقاً في بعض الأحيان، حتى شاء الله لي القدوم إلى الإمارات منذ ما يقرب السنتين''· هكذا بدأ السعيد قصته التي تشبه في شكلها العام قصص الكثيرين وإن اختلفت في التفاصيل: ''عملت كحارس أمن في أحد الأسواق الكبيرة في الشارقة، حيث أقوم بمساعدة الزبائن وحركة البيع والشراء ومراقبة سير عمل أمين الصندوق، وملاحظة بعض التصرفات غير السليمة التي قد تصدر من أي أحد داخل السوق، كما أقوم بتفحص صلاحية البضائع ورصد الأصناف التي يطلبها الزبون للعمل على توفيرها''· وعلى الرغم من العلاقة البعيدة بين عمله وتخصصه لا يبدو سعيد متبرماً بحاله، بل ''أنا سعيد بهذا العمل الذي أكسبني خبرات متعددة، وزاد من طلاقة لساني عند الحديث بالإنجليزية نظراً لاحتكاكي بالأجانب، كما تعرفت إلى الكثير من الزبائن المهذبين الذين ربطتني ببعضهم صداقة أعتز بها''· لكن الأمر لا يخلو من المصاعب بطبيعة الحال، يذكر منها السعيد: ''كثرة المهام وتبدلها تربك الذهن بسبب التركيز على أكثر من أمر في وقت واحد، ولكن لعل التجارب الصعبة تكون حافزاً لتطوير الخبرة· فأنا أحاول الإفادة من مديري في كل موقع أعمل فيه، والتكيف مع كل الظروف خاصة مع امتداد عملي لوحدي لساعات طويلة خلال الليل· وأعتقد بشكل عام أن المصاعب تروض المرء وتزيد من قدرته على التحمل والالتزام، أما على صعيد السكن فلا أواجه مشكلات خاصة وأنني أتشارك سكني مع ثلاثة أشخاص طيبين''· ويعترف السعيد بأن ظاهرة الغلاء ''تؤثر سلباً على الشباب وتستنزف مدخراتنا، وتزلزل تخطيطنا للمستقبل، حيث يتحتم علينا الإقامة لمدة طويلة حتى نحقق ما نريد، خاصة وأن لدينا التزامات، فأنا على سبيل المثال أكبر إخوتي ودخلنا محدود في مصر والمصاريف متعددة وكثيرة، مما يضطرني لإرسال كل راتبي لأهلي مكتفياً بالنزر اليسير لمصروف عيشي الشخصي''· أما عن هوايته وطموحاته فيؤكد السعيد: ''للأسف ليس لدي وقت فراغ حالياً ولكني أحب ممارسة كرة القدم ولعب دور الحارس دائماً، أما طموحاتي فهي العودة إلى أهلي وتكوين أسرة صالحة بعد الحصول على عائد مادي جيد وتأمين منزل خاص· وأتمنى أن يمن الله على والديّ بالصحة والعافية وأن يمد في عمرهما حتى يريا أبنائي، وأن يكون لي مشروع خاص إلى جانب تحقيق حلمي بالعمل في التدريس''· وأخيرا يختتم السعيد وقفته معنا عن أصعب وأجمل اللحظات التي واجهته في مشوار عمله وحياته: ''أصعب إحساس هو ألا تجد يد العون ممتدة لك ممن وعدك بالوقوف معك· يحزنني بعدي عن أهلي ووالديّ اللذين أتمنى أن أدخل السعادة إلى قلبيهما دائماً، فرضى الله من رضا الوالدين· وأجمل اللحظات هي التي أقضيها معهم على الهاتف كل أسبوع، ولو ملكت الوقت كنت سأحادثهم مع كل أهلي وأقربائي عبر الانترنت''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©