«شجرة الحياة» تبوح بأسرار الحياة الفطرية في الإمارات

سلطت مجموعة عمل الإمارات للبيئة في محاضرتها المجتمعية الثالثة لهذا العام الضوء على العلاقات المتداخلة بين كافة أشكال الحياة والأرض، من خلال استضافتها يوسف ثاكور، المخرج وصانع الأفلام الوثائقية. وتحدث عن العلاقات المتداخلة والمتشابكة بين كافة أشكال الحياة والأرض ضمن مفهوم يسمى “شجرة الحياة”. وركز عليها في فيلمه الوثائقي “رأس الخيمة - شجرة الحياة”، من خلال تناول الدور الأساسي الذي تؤديه الأنواع الأصيلة من الأشجار في إثراء الحياة الفطرية والنمو الثقافي لدولة الإمارات. وبدأت المحاضرة التي عقدت في فندق تماني مارينا مساء أمس الأول بعرض قدمته حبيبة المرعشي، رئيسة المجموعة، لأهم أنشطة المجموعة خلال الفترة الماضية. وأشارت إلى تكيف الأجيال السابقة مع ظروفها وبيئتها المحيطة، وذلك في حدود إمكاناتها، دون معرفة مفاهيم كالإفراط في الاستهلاك أو التبذير، ودون استخدام جائر للموارد الطبيعية أو تأثير على الحياة من حولهم. وقالت المرعشي، إن “دولة الإمارات تعتبر اليوم واحدة من أعلى الدول المنتجة للنفايات للفرد الواحد، ومن أعلى الدول استهلاكاً للمياه في العالم”. وأكدت على ضرورة تغيير هذا الحال، والسعي نحو توعية الناس بنتيجة أنماط الحياة الحالية. وبدأ ثاكور محاضرته حول فيلم “رأس الخيمة - شجرة الحياة”، مشيراً إلى أنه اختار في الفيلم خمسة أنواع من الأشجار الأصيلة تشمل السمر (الأكاسيا)، والسدر، والنخيل، والغاف، والقرم (المنغروف). وتشكل هذه الأشجار جزءاً مهماً من تراث البلد وموروثها الشعبي، علاوة على أنها تساعد في استدامة الحياة النباتية والحيوانية من حولها. ويظهر الفيلم ازدهار حياة الناس حول هذه الأشجار في منطقة رأس الخيمة، كما يبين لنا كيف عاش أسلافنا في حدود إمكاناتهم المتوفرة، دون التسبب في أي ضرر على البيئة من حولهم. وبين ثاكور أنه من خلال فيلمه يحاول تذكير جمهوره بأن الناس كانوا يعيشون ذات يوم بما لا يتجاوز قدراتهم الحقيقية ولم يشكلوا أي خطر على الطبيعة من حولهم. كما بين الفيلم بعضاً من تفاصيل الحياة في ذلك الوقت كاستخدام الأخشاب لبناء المنازل والقوارب والطرق المتبعة لتجميع مياه الأمطار. واجتذبت المحاضرة المجتمعية الثالثة لمجموعة عمل الإمارات للبيئة جمهوراً كبيراً بدافع معرفة المزيد عن مفهوم شجرة الحياة والإطلاع على طرق الحياة السائدة سابقاً في دولة الإمارات.