الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات «لوّل» هزمن شظف العيش

أمهات «لوّل» هزمن شظف العيش
19 مارس 2015 21:19
هناء الحمادي (خورفكان) في يومهن تبرز أمهات «زمان»، وتظهر بصماتهن الواضحة في حياة أبنائهن، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي واجهنها، ومهما قدم لهن الأبناء من الهدايا، فإن ذلك لن يفيهن حقهن، فعطاؤهن ليس له حدود. دفء الحياة تظل الأم المرفأ الذي يشتاق إليه الصغير والكبير، فهي أجمل نداء، وأحلى نغم، لا نمل جميعاً من تكرارها، بل تزداد كل يوم ارتقاء وسمواً، وتظل سرا يكتنز دفء الحياة بأكملها، إنها لحن الخلود، ومصدر الخير والإحسان، والبسمة الوادعة التي تمسح عن الجبين الهموم والأوجاع. ويظل الكلام ناقصاً مهما اكتمل عن الأم، وعن هذه الكلمة التي تحمل في طياتها الكثير؛ فهي كلمة لا تفارق شفاه الجميع، وحروفها تلازمنا، ولا نجيد من خلالها فن التعبير عن إيصال المعنى الحقيقي لمشاعرنا تجاهها، ولما تستحقه بالفعل. إلى ذلك، تقول أمينة سليمان «تظل الأم مصدر الحنان والعطف لأبنائهن، فهي بعد سفر زوجها لشهور طوال في عرض البحر للغوص، تتكفل بتحمل مسؤولية البيت بأكمله، بدءا من توفير احتياجات المنزل إلى تربية الأبناء». وتضيف «في الماضي كان الأبناء يشعرون بقيمة عطاء الأم، فهي تشعرهم بوجودها حين يكونون بقربها، وتسعد بسعادتهم واجتماعهم حولها، وكانت لا تكل ولا تمل من العطاء والحب، وتعطي بلا مقابل، ولا تنتظر الشكر أو الهدايا، فعطاؤها مجاني منبعه عاطفة الأمومة»، مؤكدة «هذه أم زمان التي كانت تعتمد على نفسها في كل شيء». أجيال صالحة تسترجع الوالدة عائشة علاي، موظفة في مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان، والتي ربت 12 من الأبناء، علاقتها بأبنائها في الماضي، مؤكدة أنها لم تختلف عن اليوم، رغم أنهم أصبحوا يتبوأون مراكز مرموقة في مختلف المؤسسات، بعد أن نالوا حصتهم من التعليم العالي، وذلك كله بسبب حسن تربيتها لهم. وتقول «رغم أن أمهات زمان لم يتعلمن أو يدخلن الجامعات، ولم يحصلن على أعلى الشهادات، إلا أنهن استطعن تربية الأبناء تربية حسنة، فالأم كانت عمود البيت في ظل انشغال الزوج بتوفير زرق العيش، فهي من تسهر على راحتهم وتوفر لهم احتياجاتهم، وتشعر مع أولادها في حزنهم وفرحهم، وتفهمهم من نظرة عيونهم، إلى جانب أنها استطاعت أن تنشئ أجيالاً صالحة فبنت فيهم القيم الحميدة والصفات الحسنة، ورغم ذلك لم تنتظر منهم مقابل هذا العطاء سوى أن يوفروا لها الحب والألفة». معاناة ومشقة تؤكد عائشة علاي، وأم لأربعة أبناء، مسترجعة أيام زمان، «رغم المعاناة والمشقة التي عانتها المرأة في الماضي، إلا أنها كانت على قدر المسؤولية فكانت تقوم بجميع الأدوار من تربية وعطاء واهتمام ورعاية وتعليم، ولم تنتظر هدية من أبنائها لعطائها، بل كانت تقدم الغالي والنفيس من أجل تربيتهم، وتحرم نفسها من أجل أولادها، وتكون إلى جانبهم في السراء والضراء، ولا تتخلى عنهم، بل تقف إلى جانبهم حتى وإن أسسوا حياة أسرية جديدة». وتضيف «زرعت في أبنائي المحبة والمودة والتواصل فيما بينهم، وما غرسته في أبنائي أراه اليوم واضحا أمامي من حسن الأخلاق والتواصل، فيما بينهم، الجميع يقف بجانب الآخر في الحلوة والمرة والحزن والفرح، وهذا ما يشعرني بالسعادة اليوم، فحبهم لبعض هو نتاج تربية صحيحة من أم لم تصل إلى مرحلة تعليم عال. ثروة سهرت عائشة علي على راحة 6 من الأبناء، وهي حاليا تجني ثمار تربيتها؛ فالفرح يدب بقلبها لنجاح أبنائها. وتقول «وردة من ابني أمر بسيط ، ولكن تأثيره كبير علي؛ فهو تعبير عن الحب والامتنان، وبعض أبنائي يأتون بإنجازاتهم ويشكرونني وهذه أهم هدية أتلقاها منهم»، مضيفة «أعشق أبنائي واشتاق لهم بكل ثانية فهم ثروتي، وفي كل يوم يغيبون فيه عني ينفطر قلبي، ولكنني أقدر ظروفهم، فكل منهم لديه أعمال وأشغال، ولكن يبقى الشوق لرؤياهم وسماع أخبارهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©