السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مسيحيو الأردن يعيشون شعائر رمضان

26 أغسطس 2009 02:20
تحرص سمر هتلر حدادين وهي مسيحية أردنية على الامتناع عن الطعام والشراب، أثناء عملها وتواجدها مع زملائها المسلمين في سلوك اعتادت عليه سنويا خلال شهر رمضان، احتراماً لقدسية الشهر. وتقول سمر لـ«الاتحاد» إنها «تعشق طقوسه»، خاصة الإفطارات الرمضانية التي يتم دعوتها إليها من قبل صديقاتها المسلمات». وأكثر من ذلك، فإن حدادين، التي تعمل صحفية في إحدى المؤسسات الإعلامية، تحرص على إعداد إفطار رمضاني بشكل يومي، ليس لها بل لخادمتها المسلمة التي تعمل لديها. وأضافت سمر «إنني اعتدت على طقوس رمضان، وأصبحت أتأقلم معها، سواء من حيث عدم الأكل والشرب في الأماكن العامة وكذلك أثناء قيادة السيارة، وهذا الشيء أصبح جزءا من ثقافتنا وتراثنا المجتمعي». ولا غريب، بحسب سمر، أن تكون هي الداعية لزميلاتها في العمل من المسلمات لإفطار رمضاني، أو تكون هي إحدى المدعوات على إفطار رمضاني. وتجسد حالة سمر حدادين، واقع مسيحي الأردن، الذين يشكلون (3%) من السكان الذين يبلغ عددهم حوالي (5.5) مليون نسمة. وتعكس حالة التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، متانة العلاقات التي تربط بينهما، الى حد أن هنالك عشائر مسيحية تحمل نفس الاسم لعشيرة مسلمة. وأوضح المدير التنفيذي للمركز الأردني لبحوث التعايش الديني الأب نبيل حداد أن شهر رمضان «فرصة طيبة» نجدد فيها إيماننا بالوطن حاضرا ومستقبلا، ونحن نعيش معا على ترابه مسلمين ومسيحين متحابين في وطن التعايش والمحبة. وأضاف في تصريحات إلى «الاتحاد» إننا في رمضان نرافق إخواننا المسلمين بالصلاة ونشاطرهم بالسعي إلى العبادة، ومراجعة الذات، ومحاسبة النفس والتزود من الغذاء الروحي، والقيام بأعمال البر والإحسان والرحمة والمودة والتكافل والتآخي» . ويرى «أن علاقة المسلمين والمسيحيين تتجلى فيها مظاهر الاحترام المتبادل والتوقير، ففي رمضان على وجه الخصوص يصبح اللقاء حول مائدة الإفطار فرصة يسبحون الله معا فيها». ويتابع «ويتقاسمون الخبز والملح، يتسابقون في طاعة الله من خلال حب الله وحب القريب والجار مسلحين بهذه القيم والتمسك بها تعلقهم بالكلمة السواء محبة ومودة وموعظة حسنه». ومع قدوم شهر رمضان، يحرص المسيحيون على تقديم التهنئة للمسلمين سواء عبر الرسائل او الاتصال الهاتفي او التواصل الشخصي من خلال زيارته الى منزله، او بإرسال بطاقات تهنئة. ويقول شادي مساعدة العكشة (مسيحي) أنه ينظر الى شهر رمضان باحترام، ويقدر طقوس هذا الشهر، الذي يتعايش معها، احتراماً لمشاعر المسلمين. ويشير إلى أنه «بحكم عمله، الذي يستمر حتى ساعات المساء، انه في شهر رمضان يصوم، إذ لا يأكل ولا يشرب الى حين العودة الى المنزل الذي يتزامن مع أذان المغرب في اغلب الأحيان». وفي لفتة تعكس حالة التعايش بين المسلمين والمسيحيين، يشير العكشه الى أنه تلقى «رسائل تهنئة بقدوم شهر رمضان، رغم أنه مسيحي». وفي الإفطارات الجماعية، التي تنظمها الوزارات والمؤسسات الرسمية والخاصة، فإن الدعوات توجه إلى الجميع مسلمين ومسيحيين، والاستجابة للدعوة بالحضور يكون أيضا من الطرفين. وتحرص سمر حدادين، على حضور الإفطار الرمضاني السنوي الذي تقيمه نقابة الصحفيين الأردنيين لأعضائها ، وتقول إن هذا الإفطار «مناسبة جميلة تجمعني مع الزملاء والزميلات في هذا الشهر». ولا تقتصر احترام المسيحيين لطقوس شهر رمضان، بل تتجلى في مظهر آخر خلال عيد الفطر السعيد، حيث يشاركون المسلمين فرحتهم بقدوم العيد، ويقدمون لهم التهاني والدعاء بقبول طاعتهم خلال الشهر الفضيل.
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©