الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الخطوط الحمراء» تضع مصداقية ماكرون على المحك

«الخطوط الحمراء» تضع مصداقية ماكرون على المحك
12 ابريل 2018 23:56
باريس (أ ف ب) يرى خبراء أن للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدة أسباب للرد عسكرياً على هجوم كيميائي مفترض في سوريا، بدءاً بمصداقيته بشأن «الخطوط الحمراء» و«علاقته المتينة» مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وسيتحول الرئيس الفرنسي الذي كان واضحاً بشأن نواياه، لأول مرة إلى قائد عسكري لإصدار أوامر بتنفيذ عملية عسكرية، بعد أن ورث عن سلفه العمليتين ضد الإرهابيين في المشرق والساحل. وستعلن فرنسا ردها على الهجوم «في الأيام المقبلة» بالتنسيق مع شركائها الأميركيين والبريطانيين، حسبما أعلن ماكرون يوم الثلاثاء الماضي، مؤكداً علناً أنه ينوي «ضرب القدرات الكيميائية التي يملكها النظام» السوري. ويرى عدد من الخبراء أنه ليس أمام ماكرون أي خيار آخر، إذا أراد أن يترجم عبارة «وجود خطوط حمراء» في سوريا. ووفقاً لهذا المبدأ ستعمد فرنسا لشنّ ضربات عندما يتخذ الهجوم الكيميائي طابعاً «فتاكاً» و«تثبت» مسؤولية النظام. ورأى «برونو تيرتري» الخبير في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية أنه «خلافاً للأحداث المفترضة أو المحققة التي وقعت في الأشهر الأخيرة، فإن ما حصل في دوما يوم السبت الماضي انتهاك كبير وفاضح للخطوط الحمراء الغربية». وأكد من دون مواربة «في حال لم تتحرك فرنسا سنفقد مصداقيتنا في حين أن المعايير كافة قائمة وواضحة». وبحسب منظمة «سيريان أميريكان ميديكال سوسايتي» غير الحكومية قتل أكثر من أربعين شخصاً يوم السبت في الغوطة الشرقية المعقل الأخير السابق للمعارضة قرب دمشق. وقال «فرنسوا هيسبورغ» رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: «بتكرار تصريحه حول (الخطوط الحمراء) اختار إيمانويل ماكرون تكبيل يديه». ووجد نفسه في وضع أوباما في 2013 وفي حال اختار عدم احترام هذا الواجب سيدفع ثمناً سياسياً. وفي أغسطس 2013 عدّل باراك أوباما في اللحظة الأخيرة عن ضرب النظام السوري بعد هجوم مماثل. وعلق «هيسبورغ» «مذاك من بوتين إلى شي جينبينغ مروراً بنتانياهو لم يعد أحد يأخذه على محمل الجد». وفرنسا التي كانت البلد الأول الذي يوظف عدداً كبيراً من الأشخاص لإنتاج الأسلحة الكيميائية في التاريخ العسكري في 1915 هي أيضاً في الخط الأمامي لمكافحة انتشار الأسلحة الكيميائية، وأعربت عن قلقها للسابقة التي قد يشكلها ما حدث في سوريا. وعشية زيارة دولة لواشنطن في 24 أبريل، لدى «إيمانويل ماكرون» الكثير ليكسبه من ضربات محتملة من ناحية سمعته لدى دونالد ترامب، كما قال «بنجامان حداد» الباحث في «هادسن إنستيتيوت» في واشنطن. وقال في مجلة «فورن بوليسي»: «بنى الرئيسان علاقة شخصية متينة». ويشيد دونالد ترامب دائماً بماكرون منذ زيارته لباريس في 14 يوليو 2017 بمناسبة العيد الوطني. لكنه لاحظ أنه منذ الاتفاق حول المناخ، فإن هذه العلاقة الجيدة، خلافاً لتلك التي يقيمها ترامب مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لم تترجم حتى الآن بـ«نتائج ملموسة». وقال فرنسوا هيسبورغ إنه في مثل هذه الأجواء فان «إظهار وحدة فرنسية-أميركية حول سوريا لن يضر» خلال زيارته لواشنطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©