الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العمالة الفلبينية في هونج كونج.. فريسة لمهربي البشر

12 ابريل 2018 23:54
هونج كونج (د ب أ) بينما عقد الرئيس الفلبيني «رودريجو دوتيرتي» اجتماعاً مع 2500 من مواطنيه المقيمين في هونج كونج، أمس، لم يتمكن كثيرون غيرهم من الحضور، بسبب ظروف العمل القاسية التي يعيشون فيها، والتي عادة ما تتسم بالتقييد والتعسف. وقالت الخادمة الفلبينية إيما، وهي في الخمسينات من عمرها: «إنها معجبة بدوتيرتي وبالكثير من التحسينات، التي تشعر بأن الفلبين شهدتها، منذ توليه منصبه قبل عامين». وأضافت إيما، التي لم ترغب في الكشف عن اسمها بالكامل، خوفاً مما قد يترتب على ذلك من تداعيات فيما يتعلق بعملها: «سنطالب بتقليل ساعات العمل الخاصة بنا هنا، لأن أغلب العاملين الأجانب هنا يقضون 24 ساعة تقريباً في اليوم وهم يعملون». ومع بلوغ عدد ساعات العمل في هونج كونج 50 ساعة أسبوعياً، وهو أكبر عدد ساعات عمل في العالم بحسب دراسة أجراها مركز «يو بي إس» في عام 2015، يوجد 350 ألف شخص يعملون في مجال الخدمة المنزلية بالمدينة، شأنهم شأن إيما، حيث يقومون بتربية الأطفال والاهتمام بشؤون المنزل، إضافة إلى الاعتناء بأفراد العائلة من كبار السن. ويأتي نحو نصف العاملين في مجال الخدمة المنزلية بهونج كونج من الفلبين، وجميعهم تقريباً من النساء، فيما يأتي العدد المتبقي من دول آسيوية أخرى، من بينها إندونيسيا ونيبال. لكن ما يزيد الأمر سوءاً إلى جانب طول عدد ساعات العمل، هو الإهانة المفرطة، بدنياً ولفظياً، إلى جانب المعاملة العنصرية التي يتعرض لها القادمون من جنوب شرق وجنوب آسيا. ويدين بعض العمال بآلاف الدولارات لوكالات التوظيف، أو قد يقعون فريسة لمهربي البشر، أثناء محاولتهم إيجاد فرصة عمل في الخارج. وفي واحدة من أشهر الوقائع التي شهدتها هونج كونج، تعرضت الإندونيسية «إرويانا سوليستيانينجسيه»، للضرب والحرق على يد رب العمل الذي كانت تعمل لديه، وذلك لمدة ثمانية أشهر في عام 2014. وقد تم الحكم على صاحب العمل بالسجن لمدة ست سنوات، لكن على الرغم من ذلك، تستمر حالات سوء المعاملة في الظهور بصورة معتادة في وسائل الإعلام المحلية. ويشار إلى أن الرئيس دوتيرتي، الذي وصل إلى هونج كونج أمس الأول الثلاثاء، يستغل رحلاته الخارجية للإعراب عن شجبه لسوء المعاملة التي يتلقاها الفلبينيون في الخارج. وقد تجنبت هونج كونج حتى الآن غضب «دوتيرتي»، الذي بدأ زيارته الرسمية يوم الثلاثاء الماضي لمدة ثلاثة أيام، على الرغم من روايات سوء المعاملة المتكررة. ولا يزال آلاف الفلبينيين يواجهون إغواء الأجور الأجنبية، وهو ما يجعل من غير المحتمل أن يستطيع «دوتيرتي» منع العاملين من السفر إلى كل دولة بها سوء معاملة، وذلك في الوقت الذي يترأس فيه دولة يعتمد اقتصادها بشكل كبير على القوة الفلبينية العاملة في الخارج. وفي هونج كونج، يحصل العاملون من أمثال إيما، على 4300 دولار هونج كونج (550 دولاراً أميركياً)، شهرياً، وهو مبلغ صغير مقارنة مع المعايير الدولية، إلا أنه يمثل خمسة أضعاف ما يحصل عليه العاملون في مانيلا، إذ يحصل العامل على خمسة آلاف بيزو (96 دولاراً) مقابل نوعية العمل ذاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©