الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خالد الفيصل: السعودية والإمارات نموذجان مشرفان في العالم العربي

خالد الفيصل: السعودية والإمارات نموذجان مشرفان في العالم العربي
12 ابريل 2018 23:38
تحرير الأمير (دبي) أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نموذجان مشرفان في العالم العربي. جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الختامية أمس لأعمال مؤتمر فكر 16 والذي تواصل على مدى الثلاثة الأيام الماضية تحت شعار «تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار»، في فندق جراند حياة بدبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وكان الفيصل قد استهل الجلسة التي عقدت تحت عنوان «نحو إنسان عربي جديد»، بكلمة أكد فيها أن «الإنسان العربي منذ الأزل قادر على التغيير وتتجلى هذه المقدرة حين آمن بالرسالة الإسلامية، وكانت الخطوة الأولى في انتقال العربي من بدوي منغلق إلى إنسان مشارك، وحين تولى الخليفة أبوبكر الصديق القيادة قام بتعيين قاضٍ ومن هنا انفصل القضاء عن الدولة وحين تولى الخليفة عمر بن الخطاب الحكم لم يستمر على ما كان عليه الوضع بل استفاد من الدواوين من الغرب والروم وبدأت الدولة الإسلامية بالتطور حتى أصبحت من أعظم الدول وأقوى المجتمعات والجيوش، منوهاً، لقد نقل المسلمون الحضارة الشرقية إلى الغرب وقام المسلمون بترجمة الكتب مثل الفلسفة الإغريقية واليونانية. وأضاف الفيصل «هذا هو الإنسان العربي الذي انتقل من بدوي بسيط إلى مفكر يؤثر بجميع مناحي الحياة، فإذا تذكرنا الأندلس حين كان الأوروبيون يلتحقون في المدارس والجامعات في الأندلس، ورسائل ملوك إنجلترا التي تتوسل لقبول أبنائهم للدراسة في الأندلس». وقال إن الإنسان العربي تتجلى قدرته بالفكر والحضارة التي ولدت القوة العسكرية، متسائلاً ماذا نحن اليوم بعد الحرب العالمية الثانية؟، لقد أصبح الوطن العربي مقسما ومحكوما من الآخرين، ثم جاء التحرر العربي من بعض القادة وتحولت الانقلابات العسكرية إلى ثورة شعبية لكنها بالواقع عسكرية من هنا ابتلينا بالخنوع، وانتشر الركود الفكري والثقافي، فالإنسان العربي أصبح لا يفكر فقط بل ينفذ ما يملى عليه، ولكن في السنوات الأخيرة ابتدأ الفكر العربي يتحول من التبعية للتفكير لذا أنشئت المؤسسات والجمعيات الفكرية والثقافية ومن ضمنها مؤسسة الفكر العربي فأصبح للمفكر رؤية وفكر. و«الحال اليوم في الوطن العربي مبشر عبر هذا التجديد في الثقافة والفكر فهناك نماذج حية ولكن العناصر الانقلابية في الوطن العربي لا تتحدث عنها بل تهمشها وتصمتها وتوصفها بالرجعية». وتحدث الأمير خالد الفيصل عن نموذجين من التجارب العربية الناجحة الأول هو وحدة المملكة العربية السعودية حيث توحدت القبائل وتغير المجتمع من مجتمع قبلي إلى مجتمع متعلم ومثقف يحصد شبابه الجوائز العالمية. أما التجربة الثانية فهي الأمن والاستقرار في اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال «وهذه الأمثلة تعطينا الأمل». مضيفاً أن الإنسان والإرادة والفكر العربي لا تنقصها سوى الثقة بالنفس، حيث الاستعمار هز ثقتنا ولكن لابد أن نؤمن بتقاليدنا ومرجعيتنا، ويجب أن لا نتبع أحدا ونرفض ما لا نريد أو يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا المستمدة من الدين الإسلامي السمح ولن نتخلى عن ديننا، وأنهي خطابي بمقولة «إذا كان التمسك بالدين هو الرجعية فأهلاً بالرجعية». مشروع وطني قال الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إن الإنسان العربي مثل غيره من البشر لكنه مر بظروف وسياسات فكرية ودينية وكذلك الامتداد السلبي لبعض الإيديولوجيات وتعرض لانعطافات كثيرة مؤكداً أنه لا يختلف عن الشعوب الأخرى بالطموح لكنه مر بأوضاع «هزمته». ودعا الحكومات إلى رسم استراتيجيات في إطار إقليمي بحكم دورها الهام، وكذلك الاهتمام بالأسرة باعتبارها نواة المجتمع ثم التعليم، وهو المكمل ويأتي بالدرجة الثانية بالتراتبية، ثم منصات التأثير وفي طليعتها الإعلام الذي يقود الرأي العام ويشكل الثقافة والعادات. وأشار إلى أن الحل الحقيقي يبدأ من خلال صياغة مشروع وطني لصالح أفراد الشعب عبر منظومة ثقافية واستشراف المستقبل بخطة استراتيجية واضحة المعالم ومحددة التوقيت والأزمان تتمتع بشفافية مطلقة بهدف تقييم نتائجها من إخفاقات وحالات ركود ونجاحات وتحديد مواطن الضعف والقوة بشرط تجريد المصلحة الخاصة لصالح العامة. واستشهد العيسى بأوروبا في عصر الانغلاق الذي أعقبه عصر التنوير حيث الفصل الحاد بين الدين والدولة وتطور هذا الأمر ليصل إلى جدليات ثم تحولت إلى مرحلة الإبداع والتغيير، قائلاً الفرد العربي لا ينقصه شيء كي يكون فردا جديدا قادرا على العطاء والنجاح والتطور. الخيال والعلم والتوافق قال الدكتور علي الدين هلال الدسوقي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن الدولة هي مجموعة أفراد تتكون من حاكم وشعب عليها أن تتعاطى وتتجاذب التيارات الأخرى مع المجتمع الدولي. وقال إن الأمم لا تتمايز فقط بالموارد البشرية وبامتلاكها مخزونات بل برأس المال البشري والاجتماعي من ذكاء ومهارات لدى مجموع المواطنين لديها. وأشار إلى أنه في الخمسينات ظهر مفهوم «خلق الإنسان الجديد» ضمن أيديولوجية واحدة يتحكم بها الحكم ولكن نحن لا نريد بشراً متشابهين ويؤمنون بفكر واحد بل نريد أيديولوجيات متباينة وأفكاراً إبداعية وتعددية حزبية وشعوباً تعتز بأوطانها وتحمل فكراً بناء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©