السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوباما يجدد الثقة في بن برنانكي لقيادة «الاحتياطي الفيدرالي»

أوباما يجدد الثقة في بن برنانكي لقيادة «الاحتياطي الفيدرالي»
26 أغسطس 2009 01:10
الرئيس الأميركي باراك أوباما يصافح بن برنانكي بعد تجديد الثقة فيه كرئيس للاحتياطي الفيدرالي (رويترز) واشنطن (وكالات) - رشح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بن برنانكي لفترة رئاسة ثانية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) محملاً الرجل الذي أشاد به لتجنبه كساداً عظيماً جديداً مسؤولية ضمان تحقيق انتعاش اقتصادي سلس. وفتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع أمس بعد أن أعاد الرئيس الأميركي باراك اوباما ترشيح بن برنانكي لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لفترة ثانية وبعد أن أظهرت بيانات أن أسعار المنازل ارتفعت في يونيو الماضي للشهر الثاني على التوالي. وقال أوباما «أنا واثق من أن بن برنانكي باعتباره من الخبراء في قضايا الكساد العظيم لم يكن يتصور أبداً أن يكون ضمن فريق مسؤول عن منع كساد جديد»، وأضاف «ولكن نظرا لخبرته وتحمله وشجاعته وقدرته الابداعية فإن هذا بالتحديد هو ما ساهم في تحقيقه، ولهذا السبب فإنني أعيد ترشيحه لفترة رئاسة ثانية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي». وكان كبير موظفي البيت الابيض رام ايمانويل قد قال لصحيفة وول ستريت جورنال أمس أن اوباما سيبقي برنانكي في منصبه لأنه ساهم في تعزيز مصداقيته «بإبعاد الاقتصاد من جديد عن الانكماش». وكان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش عين برنانكي في فبراير 2006 على رأس المصرف المركزي الاميركي خلفا لآلن جرينسبان الذي بقي في هذا المنصب 18 عاماً في مرحلة من الازدهار الاقتصادي. وفي نهاية ولاية بوش الثانية وبداية ولاية أوباما لعب برنانكي دوراً أساسياً في ضمان استقرار الاسواق وتحديد أساليب مواجهة اسوأ أزمة منذ الركود الكبير في ثلاثينات القرن الماضي. وقد لقي برنانكي تأييداً واسعاً من وول ستريت بسبب ليونته وأساليبه غير المتشددة في إنقاذ القطاع المصرفي وإعادة تحديد قواعد صناعة المال ومنع الانكماش من التحول الى ركود. ويمكن أن يواجه أوباما بعض المعارضة في الكونجرس لقراره اعادة تعيين برنانكي، ويمكن اعتبار قرار اوباما اشارة الى الاستمرارية وطمأنة اسواق المال التي ما زالت ضعيفة على الرغم من المؤشرات على عودة الاقتصاد الشامل الى نمو بطىء ولا سيما خارج الولايات المتحدة. وكان يمكن لتغيير برنانكي أن يؤدي إلى اثارة قلق المستثمرين ويعد تغييراً كبيراً في السياسة بما أن برنانكي كان لاعباً أساسياً في مكافحة الازمة، وقد عمل برنانكي، الذي يبلغ السادسة والخمسين من العمر، بشكل وثيق مع وزارة الخزانة والبيت الابيض في التخطيط لوقف الانكماش واصلاح القطاع المصرفي. وهو يواجه اليوم القرار الصعب المتعلق بطريقة تخفيف الجهد الحكومي في ضخ السيولة في النظام المالي، وقال الاحتياطي الفيدرالي مطلع الشهر الجاري انه سيبدأ بالتراجع عن شراء سندات الخزينة وسندات الرهون العقارية في خطوة قال محللون انها تراجع عن الدعم الاستثنائي للاقتصاد. وفي الوقت نفسه، أكد برنانكي الاسبوع الماضي ان آفاق الانتعاش في العالم تبدو جيدة على الرغم من وضع اسواق المال، لكنه حذر من أن أي نمو اقتصادي سيكون بطيئا في البداية. وصرح في اجتماع للمصارف المركزية في ولاية وايومينج الأميركية «بعد انكماشه بحدة العام الماضي، يبدو أن النشاط الاقتصادي بدأ يتحسن في الولايات المتحدة والخارج على حد سواء وآفاق العودة الى النمو في وقت قريب تبدو جيدة». وبرنانكي أستاذ اقتصاد سابق أصبح رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في عهد بوش، وهو مولود في اوجوستا في ولاية جورجيا لأب صيدلاني وام مدرسة في 13 ديسمبر 1953. وقد تخرج من جامعة هارفرد في 1975 بدرجة الشرف وحصل على دكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا ثم عمل في جامعة برنستون قبل ان يلتحق بالاحتياطي الفيدرالي في 2002. ويبدو أن عمله بلا هوادة لانقاذ الاقتصاد الاميركي في ما وصفه بانه «اسوأ ازمة مالية منذ الثلاثينات» هو الذي سمح له بكسب ثقة أوباما الذي كان نسب له في البداية انه ينوي التخلص من هذا الجامعي الذي عينه في هذا المنصب جورج بوش. وأفضل مثال على «ثورته» في الاحتياطي الفيدرالي هو سياسة انقاذ المؤسسات المالية وانعاش القطاع النقدي غير المسبوقة التي طبقها في اوج الازمة، وقد غير هذا الرجل المتحفظ الذي يختلف في كل شىء تقريباً عن سلفه، وبهدوء، عادات المصرف المركزي الاميركي ورفض الانجرار الى مبدأ «عبادة» الشخصية الذي كان يعتمده جرينسبان الذي كانت تصريحاته تهز الاسواق. وبعد دراساته في جامعة هارفرد العريقة حصل على الدكتوراه من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في 1979 ثم قام بتدريس الاقتصاد في جامعة برنستون اعتبارا من 1985 قبل ان يتولى رئاسة قسم الاقتصاد بين 1996 و2002. وفي 2002 عين حاكما في الاحتياطي الفيدرالي ثم غادر هذا المنصب في 2005 ليترأس مجموعة المستشارين الاقتصاديين لجورج بوش الذي عينه بعد ذلك رئيسا للاحتياطي الفيدرالي لولاية مدتها اربع سنوات. وفي خطاب القاه في نوفمبر 2002 يحمل عنوان «الانكماش»، أشار الى نظرية للاقتصادي ميلتون فريدمان الذي يرى ان السلطات النقدية يمكنها اخراج بلد من ازمة سيولة تكون فيها معدلات الفائدة معدومة ولا يمكنها بذلك تنشيط الاقتصاد، عبر اعطاء الاموال الى المؤسسات والمستهلكين مباشرة. وبرنانكي متأثر في عمله على ما يبدو باخطاء الاحتياطي الفيدرالي خلال الركود الكبير الذي تحول في 1929 الى ازمة تاريخية كما قال في كتابه «مقالات حول الركود الكبير» الذي نشر في 2004، وبانتظار معرفة ما سيقوله التاريخ بشأن عمله، اصبح برنانكي وهو اب لولدين، واثقاً من أن اسمه لن يمحى، فمدينته «ديون» كرمته في مارس الماضي باطلاق اسمه على شارع فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©