الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاكتشافات النفطية في كوبا تسيل لعاب الشركات الأميركية

الاكتشافات النفطية في كوبا تسيل لعاب الشركات الأميركية
27 يونيو 2008 22:55
تخطط كوبا في وقت ما من العام المقبل الشروع في حفر حقل رئيسي آخر للنفط قبالة سواحلها الشمالية ليفضي إلى ما فشلت فيه حقول أخرى أصغر حجماً في إحداث نقلة نوعية في العلاقات الأميركية الكوبية· ففي توافق ظرفي نادر الحدوث بما في ذلك من وصول زعيم جديد لسدة الحكم في هافانا وانتظار رئيس جديد للولايات المتحدة في غضون أشهر قليلة قادمة يبدو أن الاكتشافات البترولية القادمة بالقرب من الحديقة الخلفية للولايات المتحدة سوف تساعد على تزييت عجلات مركبة العلاقات التي طال توقفها بسبب حالة العداء المستحكمة بحيث تفضي إلى إعادة الحياة إلى مجاريها مرة أخرى بين الجارتين اللدودتين من منطلق الحاجة والمصلحة المشتركة،بحسب محللون· ولكن الدخول إلى هذه الموارد يتطلب إجراء سلسلة من التغيرات الجذرية في السياسة الأميركية وتحديداً العمل على إلغاء الحظر التجاري الأميركي المفروض ضد كوبا منذ العام 1962 بهدف الإطاحة بالحكومة الشيوعية للزعيم فيدل كاسترو· إلا أن المعارضين لهذا الحظر يستبعدون حدوث مثل هذه التغيرات حتى موعد خروج الرئيس جورج دبليو بوش من البيت الأبيض على الأقل· وحتى بعد ذلك فهم يتوقعون أن ينشب نزاع حاد بشأن جدوى مساعدة الحكومة الكوبية ومدى تأثير ذلك على الأسباب التي دعت في المقام الأول لفرض الحظر الذي امتد إلى 46 عاماً مضت· وإلى ذلك فإن وكالة المسح الجيولوجي الأميركية تقدر أن الحقل الكوبي الجديد يحتوي على خمسة مليارات برميل على الأقل من النفظ القابل للاسترداد بالاضافة إلى 10 تريليونات قدم مكعبة (280,1 مليار متر مكعب) من الغاز الطبيعي· وفي غضون أعوام قليلة فإن كوبا سوف يصبح بمقدورها انتاج 525 ألف برميل من النفط يومياً· وهي كمية كافية لتجعل من هذه الجزيرة دولة مستقلة فيما يختص باحتياجاتها للطاقة وربما دولة مصدرة للنفط،بحسب جورجي بينون المدير التنفيذي السابق لإحدى الشركات النفطية وأحد الباحثين حالياً في جامعة ميامي· ويذكر أن كوبا تستهلك الآن 145 ألف برميل من النفط يومياً منها 92 ألف برميل تأتي من فنزويلا رغم أن هذه الكمية مرشحة للازدياد بشكل كبير متى ما تم رفع الحظر التجاري· وكانت الحكومة الكوبية قد باعت امتيازات نفطية إلى سبع شركات كما ذكرت أن كونسيرتيوم يتألف من شركات اسبانية وهندية ونرويجية سوف يشرع في حفر أول بئر انتاجي في النصف الأول من العام ·2009 وكان من المفترض أن تبدأ أعمال الحفر هذا العام قبل أن يتم تأجيلها لمرتين بسبب عوامل لم يتم الكشف عنها· ولكن بعض المحللين الأميركيين أشاروا إلى أن الأسباب تتعلق في الغالب بصعوبة الحصول على حفارة بسبب ما يشهده العالم من نشاط محموم في مجال الحفر بالاضافة إلى الحاجة إلى المزيد من المرافق والمعدات الخاصة بمناولة النفط ناهيك عن تأثيرات الحظر التجاري الأميركي· علماً بأن الحقل الكوبي على بعد ستة أميال أو 9,7 كيلومتر تحت مستوى سطح البحر وهي الأعماق التي تتفوق فيها التكنولوجيا الأميركية على وجه الخصوص،بحسب جوناثان بنيامين خبير النفط الكوبي في جامعة نبراسكا· وفي محاولتها لتجاوز الولايات المتحدة الأميركية كانت كوبا قد دخلت في محادثات مع شركة بتروبراس البرازيلية التي تتمتع بخبرات كبيرة في مجال التنقيب في المياه العميقة من أجل المشاركة في تنفيذ المشروع· وعلى صلة بذلك يُشار إلى أن الحظر الأميركي تمكن من الصمود أمام محاولات تشريعية متكررة تهدف إلى تخفيف شروطه بما في ذلك مسودات لقوانين لم يكتب لها النجاح داخل الكونجرس عام 2006 من أجل إعفاء الشركات النفطية· إلا أن كيري جونز الاستشاري في الأعمال التجارية الكوبية وأحد مؤسسي غرفة التجارة الكوبية - الأميركية في واشنطن ذكر أن الاكتشاف النفطي الكوبي الكبير الحجم بات في طريقه لأن يعمل على تغيير المعادلة السياسية· ومضى يقول: ''إنها المرة الأولى على الاطلاق التي تتكبد فيها الولايات المتحدة الأميركية ثمناً جراء استمرارها في فرض الحظر على كوبا· إننا نحتاج إلى النفط ونحتاج الحصول عليه من أي مكان مهما بعدت المسافة وفي هذه الحالة فهو على بعد 50 ميلاً فقط من سواحلنا''· أما جيف فليك العضو الجمهوري من ولاية ايرزونا والذي تقدم بمشروعات القوانين إلى الكونجرس من أجل رفع الحظر عن الشركات النفطية فقد قال من جانبه: ''اذا كنا سوف نشهد حفارات نفطية تعمل بالقرب من سواحل فلوريدا فإن معظم الأميركيين سوف يشعرون بارتياح كبير اذا كانت هذه الحفارات أميركية عوضاً عن أن تكون صينية أو تخص أي شركات أخرى قادمة من وراء البحار''· نقلاً عن ''إنترناشونال هيرالد تريبيون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©