الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كولن باول: تسونامي ثورة الإعلام يكسر الحواجز والقيود التي تفرضها الدول على شعوبها

كولن باول: تسونامي ثورة الإعلام يكسر الحواجز والقيود التي تفرضها الدول على شعوبها
23 مارس 2011 00:10
تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات المؤتمر السنوي الـ16 لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي يقام تحت عنوان «التطورات الاستراتيجية العالمية.. رؤية استشرافية». وقال الجنرال المتقاعد كولن باول وزير الخارجية الأميركي الأسبق إن ما وصفه بتسونامي ثورة الإعلام مثل «الفيسبوك» و«تويتر» كسر الحواجز والقيود كلها التي تفرضها الدول على شعوبها، مشيراً الى أن الثورة في وسائل الإعلام سمحت للناس بالتواصل بشكل لا يمكن للحكومات السيطرة عليه وبات بإمكان الناس الكشف عن النفاق والفساد والأنانية عند القادة. ولفت باول خلال الكلمة الرئيسية للمؤتمر إلى أن الشعوب تطالب اليوم بالمشاركة في السلطة وهي تؤمن بأن هذا من حقها وهي تطالب بهذا ليس لكي تعتدي على الدول الأخرى بل لتحسين حياتها. وأضاف أن السعي إلى التنمية الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية أكبر قوة قادرة على إعادة تشكيل العالم اليوم، موضحاً أن معظم الأنظمة الدكتاتورية التي كانت في أميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا اضطرت تحت الضغوط الممارسة عليها من قبل شعوبها إلى الانتقال نحو الديمقراطية وسعت إلى تطوير اقتصاداتها من أجل توفير الوظائف الملائمة للمواطنين. وأشار باول إلى أن التغييرات التي يشهدها الشرق الأوسط هذه الأيام مماثلة لتغييرات حدثت في أماكن أخرى من العالم وأنه شهدها على مدى السنوات الـ25 الماضية، لافتاً الى أن التغيير سيكون سلساً في بعض البلدان وعسيراً في بعضها الآخر وأنه يجب أن تكون تونس ومصر النموذج لهذه المنطقة. وقال «لابد لنا هنا من ذكر العراق وأفغانستان اللذين استطاعا التخلص من القيادة المستبدة وإحراز تقدم نحو إقامة حكومة تمثل الشعب وما زال الكفاح فيهما مستمرا، مشيراً الى ان بعض الحكومات ستتصرف بحكمة وتصلح نفسها من خلال الاستجابة لتطلعات شعبها بصورة تمكنها من الحصول على تأييده». وأوضح باول أن الطريقة المناسبة للإصلاح هي وضع الشعب على الطريق نحو حياة أفضل، وسيكون على جميع الدول مواجهة التحدي المتمثل في توفير فرص العمل والمساكن والتعليم والحياة الكريمة لشعوبها وإذا كانت القيادة تتمتع بالحكمة وبعد النظر فبإمكانها الاستفادة من القوة الدافعة لهذه الموجة العاتية في تحقيق مستقبل أفضل لشعبها. وأكد كولن باول ضرورة استجابة الأنظمة لتطلعات شعوبها وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة، منوهاً إلى أنه لا يعني ذلك في الأساس أن تسعى تلك الأنظمة في الطريق الذي تسير فيه الولايات المتحدة الأميركية بل أن تحقق آمال شعوبها وتطلعاتها. من جانبه قال الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إن العالم العربي يشهد اليوم تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية عديدة الأمر الذي يتطلب إحداث تنمية شاملة في المنطقة من أجل إيجاد مناخ سياسي واقتصادي واجتماعي سليم في المجتمعات التي تفتقر إلى التنمية في تلك المجالات، مؤكدا ضرورة تحسين ظروف المعيشة لشعوب المنطقة وتوفير فرص عمل مناسبة للشباب لتحقيق الأمن والاستقرار في الدول كافة. التطورات العسكرية المستقبلية وتناولت الجلسة الثانية للمؤتمر ـ التي رأسها اللواء الركن الطيار المتقاعد خالد عبدالله البوعينين قائد القوات الجوية والدفاع الجوي سابقاً رئيس مجلس إدارة «مجموعة بينونة» في دولة الإمارات ـ التطورات العسكرية المستقبلية. وقال الدكتور إيرل تيلفورد مدير البحوث في معهد الدراسات الاستراتيجية في كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي في الولايات المتحدة الأميركية في ورقته التي حملت عنوان «حروب المستقبل» إن وزارة الدفاع الأميركية تحتاج إلى إعادة هيكلة جذرية لتصبح قادرة على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. وأضاف «مع أنه لا تبدو هناك نهاية قريبة للحرب على الإرهاب فيجب على القوات المسلحة الأميركية الاستعداد لمجموعة من التهديدات الحالية والمستقبلية أيضا، مؤكداً أن كلاً من إيران وكوريا الشمالية تمثل تهديداً في الوقت الحاضر». استشراف التحديات الأمنية وفي الجلسة الثالثة للمؤتمر التي ترأسها اللواء الركن طيار رشاد محمد سالم السعدي قائد كلية القيادة والأركان المشتركة في دولة الإمارات العربية المتحدة تم استعراض موضوع «استشراف التحديات الأمنية». وتحدث المقدم الركن جاسم عبدالله عبداللطيف الشرفاء المدير التنفيذي لقطاع العمليات في «جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية» في دولة الإمارات عن «إدارة المخاطر وحماية المنشآت والمرافق الحيوية» موضحاً أن فكرة تأسيس «جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية» في مايو 2007 جاءت من منطلق حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، للحفاظ على المنشآت الحيوية في إمارة أبوظبي. وتعرض الدكتور إيكاترينا ستيبانوفا باحث أول في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في الأكاديمية الروسية للعلوم في روسيا الاتحادية لقضية «التهديدات المستقبلية للأمن القومي». وفي ختام مناقشات اليوم الثاني تناول ريتشارد كلارك المستشار السابق للرئيس الأميركي المنسق القومي لمكافحة الإرهاب شريك في مؤسسة «جود هاربر كونسالتينج» بالولايات المتحدة في ورقته البحثية «مدن المستقبل الذكية: الانعكاسات على أمن الدول. وتختتم اليوم فعاليات المؤتمر بعقد جلستين تتناول إحداهما الحديث عن استشراف الاقتصاد العالمي وتتطرق الأخرى إلى وضع خريطة طريق لمستقبل دول الخليج العربية. رؤية استراتيجية لأمن الخليج استعرض الدكتور جون تشيبمان المدير العام والرئيس التنفيذي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في المملكة المتحدة في ورقته التي قدمها خلال الجلسة الثانية للمؤتمر، بعنوان «رؤية استراتيجية لضمان أمن الخليج» التهديدات التي يواجهها أمن الخليج، موضحاً أنها عديدة ومتنوعة، وقال «يتطلب تعزيز المرونة في الخليج إزاء التهديدات الداخلية والإقليمية والدولية مجموعة من الجهود تتراوح بين تحسين العلاقة بين المواطن والدولة وتحقيق مزيد من التشاور بين القوى الإقليمية وتعميق العلاقات وتنويعها مع عدد أكبر من القوى الخارجية. وأضاف تشيبمان أن التحديث السياسي والاقتصادي يكتسب أهمية جوهرية للحفاظ على الاستجابات الاستراتيجية التقليدية مثل الاستعداد العسكري والتشاور بين الحلفاء كونها تعد جزءاً مهماً من مجموع الاستجابات للتهديدات الخارجية. وأكد أن العلاقة الخليجية مع الولايات المتحدة تعد محورية، لافتاً إلى أن مسألة إقامة دولة فلسطينية تظل أمراً حيوياً لإضفاء الشرعية على العلاقة الأمنية والسماح بالتعاون في النهاية مع إسرائيل في أي مصالح سياسية وأمنية مشتركة. دعوة إلى تعزيز الشراكات في الورقة الثانية التي ناقشت «مستقبل التحالفات العسكرية» أكد ياب دي هوب شيفر الأمين العام السابق لمنظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» أنه لا وجود لتحالف عسكري ناجح من دون مؤسسة سياسية سليمة، مشيراً الى أن التحالف العسكري يعمل على جمع الدول المعنية وتوحيدها من خلال بناء نموذج للأمن الجماعي ولكن الأمن الجماعي في عصرنا هذا يمثل أكثر بكثير من مجرد الأمن العسكري. وأعرب عن أسفه لأن الاتحاد الأوروبي لا يزال بعيداً عن المكانة السياسية والعسكرية اللائقة لاستكمال قوته وتأثيره الاقتصادي بينما يسعى حلف شمال الاطلسي «الناتو» إلى التعايش مع دوره الجديد المتمثل في التحرك «خارج النطاق». وأوضح شيفر أن النظام متعدد الأطراف في حالة تغير مستمر ويتعين علينا العثور على إجابات لتحدياتنا الراهنة، داعياً الى تعزيز الشراكات بما في ذلك التحالف بين «الناتو» ومنطقة الخليج مع إمكانية مناقشة إبرام تحالفات جديدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©