الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مناغاة الوليد «ما.. ما» أول وأعظم جائزة تنتظرها «ست الحبايب»

مناغاة الوليد «ما.. ما» أول وأعظم جائزة تنتظرها «ست الحبايب»
19 مارس 2015 20:25
خورشيد حرفوش (أبوظبي) إذا كانت احتفالات يوم الأم الذي يصادف يوم غد «21 مارس» تاريخاً سنوياً يذكرنا بأهمية إعلاء قيمة «الأمومة»، وأهمية تكريم الأمهات في مثل هذا اليوم من كل عام في خضم تراجع الكثير من القيم الإيجابية إن لم تكن قد تلاشت واختفت! وإذا كنا نحتفل بيوم الأم، فلنجعله يوماً نكرم فيه هذه القيمة، ليصبح تاريخاً سنوياً للتذكير بأن تكون سائر الأيام أيام عرفان وتبجيل مطلق للأمومة، واعترافاً مجتمعياً وإنسانياً وأخلاقياً بعلو شأن الأم أعلى القمة السامقة الجديرة بها، لتصبح دائماً رمزاً للحب والعطاء والإيثار. وما من شك أن ليس هناك من فرحة تعادل فرحة الأم التي تحتضن «مناغاة» وليدها الجديد بأحرف « مم مم مم» أو «ما.. ما.. ما» مهما اختلفت اللغة ليجمعها في النهاية بأحلى صوت أو «سيمفونية»، ويجمعها في حروف طالما انتظرتها الأم طويلاً، ويختصر كل علاقته بالعالم الذي الذي يتأهب لاستقباله في كلمة: «ماما». إن أعظم وأغلى جائزة تنتظرها الأم أن يناديها طفلها بفطرته الكاملة بكلمة «ماما» أو حسب لغة المجتمع الذي ينشأ ويترعرع فيه. فأغلب الأطفال العرب تتوزع مناداتهم للأم بين «يا أمي» أو «يمه»..أو «ماما» أو «وا أماه»، بينما ينادي الطفل الروسي أمه بـ«ماتي»، والطفل اليوناني بالقول «ماتا»، بينما نجد الطفل الهولندي ينادي أمه بـ«ماتكا»، والطفل الانجليزي يقول «ماذر»، والطفل النمساوي يناديها «مونزك». أما الطفل الفرنسي فينادي أمه بـ«مامان»، والإيراني يناديها «موت»، والبلجيكي يناغيها بـ«مام»، والألماني يناديها «موتر» والهندي يقول «مّمي». الملفت أن كل اللغات واللهجات تدور في فلك حرف «الميم»، فيما عدا اللغة التركية حيث ينادي الطفل أمه «نينا»، أما الطفل الياباني فينادي أمه «ها.. ها». وقد فسر علماء اللغة ذلك بأن حرف «الميم» من الحروف «الشفاهية» التي تخرج من «الشفاه» ويعد من أسهل الحروف نطقاً لدى الطفل الرضيع، وهو من أول الكلمات التي يستطيع أن يتعلمها أو ينطقها، ولا يحتاج جهداً في النطق به كما هو الحال في الأحرف «الحلقية» أو«اللسانية» أو«الهوائية»، التي تحتاج التحكم في الصوت والأنف وغير ذلك. يشير الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية إلى أن فريق من العلماء توصلوا في دراسة حديثة، إلى السر وراء «الارتباط العاطفي» بين الأم وطفلها الذي ينشأ خلال الرضاعة الطبيعية. وأن الحركة التي يؤديها الطفل أثناء الرضاعة يتسبب في زيادة إفراز هورمون الحب المسمى بـ«الأوكسيتوسين»، الذي يسمى بهرمون «الثقة والدلال» داخل الدماغ، ومن ثم يؤثر على السلوك العاطفي للأم، وأن زيادة إفراز هذا الهرمون يعمل على تعزيز مشاعر الأم من الثقة والحب والمودة. كما يسهم هذا الهرمون الذي يتم إفرازه بشكل طبيعي في الغدة النخامية، على تعزيز الشعور بالثقة، ويساعد على الحد من الخوف، كما يتم إفرازه في الدم أثناء الولادة، ليعمل على إفراز حليب الثدي، كما يزداد إفرازه داخل الدماغ أثناء الرضاعة الطبيعية. كما أظهرت نفس الدراسة باستخدام نماذج من الحاسب الآلي أن خلال قيام الرضيع بعملية الرضاعة والشفط، تستجيب الخلايا العصبية لدى الأم من خلال إفراز هرمون «الأوكسيتوسين» من نهاياتها العصبية. وبزيادة إفراز الهرمون تنشأ روابط قوية جداً بين الخلايا العصبية، مما يسهم في خلق استجابة ايجابية داخل الدماغ، مما يساعد على زيادة إفراز الهورمون مرة أخرى. كما يتم تعزيز التفاعلات العصبية بشكل كافٍ لتحريك الاستجابة الإيجابية لعملية الرضاعة من قبل الطفل داخل دماغ الأم. أثر إيجابي يجمع علماء اللغة والنفس وطب نفس الطفل على أن مناغاة الوليد الرضيع لأمه، ذات تأثير نفسي إيجابي بالغ، لكونه يلبي ويشبع حاجات سيكولوجية عميقة في وجدان الأم، وأن هذه المناغاة التي تقترن بالرضاعة تنطوي على موقف عاطفي ونفسي بالغ الأهمية والتأثير للأم والرضيع معاً، حيث تشكل مصدراً أولياً مهماً لإحساس الطفل بالأمان النفسي، وتقيه من مشاعر الخوف والانزواء وبلادة الشعور، حيث يستمد الحنان وقوة العاطفة من اللحظات التي يقضيها في حضن الأم. فالطفل منذ أول يوم في ميلاده لا يحتاج إلى الأم كمصدر للغذاء فقط بل أيضا كمصدر لإشباع حاجات أولية لا تقل عن الطعام أهمية في سبيل نموه السليم. فهو يحتاج إليها كمصدر للتعلق عن طريق التلامس الجسدي والاحتضان، ويحتاجها كمصدر للاستثارة العاطفية والاجتماعية عن طريق المداعبة والمناغاة واللعب، ثم إنه يحتاجها كمصدر للحنان والدفء العاطفي عن طريق استثارة الانتباه والاهتمام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©