الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بر الوالدين والحسنات المتواليات

بر الوالدين والحسنات المتواليات
26 أغسطس 2009 00:16
كان أبو كلمة الأنصاري - رضي الله عنه - أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبله المسجد، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس بن مالك: فلما نزل قول الله تعالى «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» (آل عمران 92 ). قام أبو طلحة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: يارسول الله، إن الله يقول: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله عز وجل فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله -صلى الله وعليه- وسلم: بخ لك مال رابح أو مال رايح، وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال أبوطلحة: افعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. متفق عليه. وقوله: مال رابح : أي ذو ربح، وقوله مال رايح :أي يروح عن صاحبه بالأجر. وجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضا بخيبر لم أحب مالا قط أنفس عندي منه فماذا تأمر به؟ فقال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها، فقال: فتصدق بها عمر -رضي الله عنه- على أن لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث، فتصدق بها عمر في الفقراء وذوي القربى، وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم صديقا غير متمول فيه، متفق عليه. وإذا كان بر الوالدين من أوجب الواجبات وأعظم القربات عند الله تعالى فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا أن نوقف أوقافاً قاصدين بها برهم وذلك بعد وفاتهم فقد يعجز الإنسان حياتهما عن القيام لهما بشيء من الإحسان، إما لبعده عنها أو لقلة ذات يده، أو غير ذلك أو يريد المزيد من الخير الذي يتوالى إلى صحائفهما أو صحيفة أحدها أو غير ذلك فجاء باب برهما بعد وفاتهما عرفانا بجميلهما وإحسانا يتقرب به إلى نيل رضاهما، فقد جاء سعد بن عبادة الأنصاري إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت أفا تصدق عنها، فقال: نعم قال: فأي الصدقة أفضل ؟ قال: سقي الماء، أو قال: اسق الماء، فحفر سعد بئرا وقال: هذه لأم سعد فكانت سقاية أم سعد بالمدينة أخرجه أبو داوود والنسائي وابن ماجه وابن حبان. وغيرهم وفي صحيح البخاري أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: نعم، قال: فاني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها. والمخراف هو المستثمر، والحائط هو البستان وكأنه قد تصدق عنها مرة بعد مرة حبا لها وقياما بحقها. د. محمد مطر الكعبي المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©