الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرازي مؤسس علم الطب التجريبي والعقاقير

الرازي مؤسس علم الطب التجريبي والعقاقير
26 أغسطس 2009 00:16
أبو بكر الرازي هو العالم الموسوعي ورائد البحث التجريبي في العلوم الطبية وأعظم علماء عصره في مجال الأدوية والعقاقير، وأحد مؤسسي علم الكيمياء الحديثة وصاحب الموسوعات العلمية في الطب والكيمياء والرياضيات والأدب• وقد ولد العلامة أبا بكر محمد بن زكريا الرازي نحو سنة 250 هـ / 864 م بمدينة «الري» بإيران حاليا، وبدأ طلب العلم في سن مبكرة فدرس في بلدته الرياضيات والفلك والكيمياء والمنطق والموسيقى. ويقول الدكتور عبدالمنعم الجميعي- أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، إن الرازي قد عٌرف منذ صغره بالذكاء والنبوغ والتفوق والذاكرة الحافظة وحب العلماء، وفى سن الثلاثين رحل إلى «بغداد» فدرس الكيمياء والفلسفة، وتعمق في دراسة الكيمياء والطب والطبيعيات والأعشاب وتتلمذ على يد «علي الطبري»، وتعلم فن العلاج الإغـريقي والفارسـي والهندي والعربي حتى برع فيه واهتم أيضا بالفلسفة وحرص على تعلمها على يد «البلخي» وطالع كثيرا من كتب الفلاسفة اليونانيين• ويضيف: عندما تمكن الرازي من أدواته وأصبح مرجعية علمية موثوقا بها عاد إلى بلده مرة ثانية فأسندت إليه رئاسة بيمارستان «مستشفى» مدينة الري، ولم تمض على «الرازي» فترة طويلة حتى بلغت شهرته الآفاق فاستدعاه «عضد الدولة بن بويه» إلى بغداد وأسند إليه رئاسة البيمارستان العضدي فأداره بمهارة واقتدار• وكان يميل إلى الجانب التطبيقي فسلك مسلكا رائعا من أرقى مسالك العلم وهو الاعتماد على الملاحظة والتجربة والاستنتاج وكان يرجح ذلك على التأملات النظرية• خطة تصنيف المواد ويقول إن ما اتصف به الرازي من فكر منظم ومعرفة منسقة جعل منه أول واضع لخطة في تصنيف المواد التي استعملها الكيميائيون آنذاك معتمدا في تصنيفه على خواص المركبات الطبيعية والتمكن من التمييز بين العناصر الفلزية وغيرها، فهو مؤسس علمي الكيمياء العلاجية والعقاقير وكان له السبق في ادخال الملينات في علم الصيدلة، وهو أول من خاط جروح البطن بأوتار العود وعالج الخراجات بالخزام واعتبر الحمى عرضا وليست مرضا وكتب رسالة اكتسبت شهرة واسعة للتفريق بين الجدري والحصبة كان لها بالغ الأثر في مسار الطب في العصور الوسطى وعصر النهضة كما ابتكر طريقة أخذ المشاهدات السريرية ومراقبة المريض وتسجيل ما يبدو عليه من أعراض ليستنتج من ذلك أحواله وتطورات مرضه• التجريب على الحيوانات واهتم الرازي بدراسة العدوى الوراثية وأرجع بعض الأمراض إلى الوراثة وابتكر وضع الفتيلة المعقمة في الجروح وتغييرها من يوم إلى يوم، وكان أول من اهتم بالأمراض النفسية وارتباط التأثيرات النفسية على مجمل الصحة العامة، كما أرسى دعائم الطب التجريبي على الحيوانات فقد كان يجرب بعض الأدوية على القرود فإن أثبتت كفاءة وأمانا جربها مع الإنسان ووصل بهذا الأسلوب العلمي إلى الكثير من النتائج المذهلة• ولذلك قال عنه أ•براون: «إنه من أقدر الأطباء وأكثرهم ابتكارا وأعظمهم إنتاجا»• مراهم الزئبق وبرزت عبقرية الرازي في قدرته على تطوير الكثير مما اكتشفه أستاذه «جابر بن حيان» وإجراء مئات التجارب الكيمائية للبحث عن أدوية جديدة ووسائل مبتكرة تنفع في علاج المرضى حيث تمكن من اكتشاف حمض الكبريت وكان يسميه زيت الزاج، واستقطر المواد السكرية والنشوية المتخمرة وحصل منها على الكحول وبذل جهودا كبيرة لتعيين الكثافات النوعية للسوائل وصنف لقياسها ميزانا خاصا أطلق عليه اسم «الميزان الطبيعي» وهو أول من صنع مراهم الزئبق واستطاع التفرقة بين النزيف الوريدي والنزيف الشرياني واستخدم الضغط بالأصابع لإيقاف النزف الوريدي واستخدم الربط لإيقاف النزيف الشرياني كما تمكن من وصف عملية استخراج الماء من العيون وتوصل إلى علاج حالات السعال الجاف• ووصل نبوغ الرازي إلى ابتكار وسيلة جديدة لاختيار المكان المناسب لإنشاء دور الشفاء، فقد اختار أربعة أماكن تصلح لبناء المستشفي وبدأ المفاضلة بينها وذلك بوضع قطعة لحم طازجة في الأماكن الأربعة وأخذ يتابع تعفن القطع الأربع ووقع اختياره على المكان الذي كانت فيه آخر القطع تعفنا نظرا لكونه أكثر الأماكن تميزا بجو صحي وهواء نقي يساعد على شفاء الأمراض• وعرف بدقة ملاحظاته وغزارة علمه وقوة استنتاجه والحرص على نشر العلم وتوريث الخبرة واعتمد في تدريسه على المنهجين العلمي النظري والتجريبي الإكلينيكي فكان يشرح الكتب الطبية ويلقي المحاضرات ويدير الحلقات العلمية• واشتهر الرازي بالأمانة العلمية والكرم والسخاء وكان بارا بأصدقائه ومعارفه عطوفا على الفقراء وبخاصة المرضى فكان ينفق عليهم من ماله الخاص ويخصص للمحتاجين منهم الرواتب الثابتة وكان يوصي تلامذته أن يكون هدفهم هو إبراء المرضى أكثر من نيل الأجور منهم ويوصيهم كذلك بأن يكون اهتمامهم بعلاج الفقراء تماما كاهتمامهم بعلاج الأمراء والأغنياء•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©