الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كرومبو» يكتسح فوانيس رمضان

«كرومبو» يكتسح فوانيس رمضان
26 أغسطس 2009 00:13
يأخذ استقبال رمضان في مصر أشكالا فريدة فقبل الزينات والأنوار وموائد الرحمن وغيرها تحتل الفوانيس المقام الأول منذ عهد الدولة الفاطمية. وفي كل عام يتفنن الصناع في تصاميم الفوانيس وأحجامها خاصة بعد ان استفادوا من التقنيات الحديثة واضافوا اليها الأغاني التراثية الرمضانية. وفي كل عام يظهر بطل جديد لهذه الفوانيس، وفي هذا العام تصدر «كرومبو» الشخصية الكرتونية التليفزيونية فوانيس رمضان الأكثر رواجا اذ ارتبط الاطفال والكبار بشخصية المفتش كرومبو التي تقدم تفسيرات وحلولا لألغاز الجرائم، ونافس الصينيون المصريين في هذه الصناعة وكادوا ان يتغلبوا عليهم• بسبب رخص اسعار منتجاتهم والاستفادة من التقنيات وفانوس «كرومبو» واحد منها. والمفتش كرومبو شخصية مصرية كرتونية في الخمسين من عمره ويعمل كمخبر ومفتش بوليسي يقوم بحل الألغاز والقضايا مع مساعديه «سحس بومبا» و»حمبوزو لاوي بوزو»، وتلقف صناع ومستوردو الفوانيس في مصر نجاح شخصية كرومبو وقرروا أن يقدموها في شكل فانوس رمضان وبمجرد أن طرح «فانوس كرومبو» إلى الأسواق وجد اقبالا واسعا من الاطفال والشباب والكبار بل كثرة الطلب عليه رفعت أسعاره بصورة مبالغ فيها ليزيح كرومبو الفوانيس الأخرى التي كانت تحظى بالاقبال في الأعوام الماضية. ويقول وحيد محمد حسن، تاجر فوانيس بحي السيدة زينب، إن ذكاء صناع ومستوردي الفوانيس في مصر هو الذي دفعهم لاستثمار نجاح شخصية «كرومبو» ليقدموها في شكل فانوس رمضان ليصبح موضة هذا العام بل ويشهد اقبالا كبيرا يغطي على الأشكال الأخرى مثل فانوس «بسنت ودياسطي» الذي لم يجذب الاطفال برغم حبهم لشخصيتي «بسنت ودياسطي» عندما ظهرتا على شاشة التليفزيون. ويضيف أن ما جذب الأسر إلى فانوس كرومبو هو تعلق الأطفال الشديد به فضلا عن وجود ما يقرب من عشرة أشكال وتصميمات لكرومبو كفوانيس فهناك كرومبو وهو واقف وآخر وهو جالس على أريكة وثالث وهو جالس على مقعد وهناك سيارة كرومبو، وكرومبو يقود دراجة وكرومبو ومدفع الافطار وكرومبو والفانوس السحري وحصان كرومبو، وتوك توك كرومبو وكلها تستمد أهميتها من شخصيته وتبدأ بعبارة تهنئة من المفتش كرومبو بمناسبة قدوم شهر رمضان يقول فيها «المفتش كرومبو يهنئكم بحلول شهر رمضان». ويوضح وحيد أن كل فوانيس كرومبو محملة باسطوانة عليها أغنية أو أكثر من أغاني رمضان الشهيرة مثل «رمضان جانا ووحوي يا وحوي، وحاللو يا حاللو». وتتفاوت أسعار كل فانوس حسب حجمه وتصميم الأغنية به وإن كانت تتراوح أسعار فانوس كرومبو بين خمسين ومئة جنيه ورغم ارتفاع سعره الا انه يحظى باقبال كبير لدرجة ان كثرة الطلب عليه جعلت التجار وباعة الفوانيس يرفعون سعره بصورة مبالغ فيها. فوانيس صينية يقول مهاب محمود، تاجر فوانيس بحي باب الخلق بوسط القاهرة، إن أسعار الفوانيس الصينية ارتفعت هذا العام بنسبة 30 في المائة مقارنة بالعام الماضي بسبب فانوس كرومبو، ورغم توازي الاقبال على الفوانيس الأخرى مثل الدجاجة وبكار والعروسة إلا أن أسعارها ارتفعت ايضا لتتراوح بين 25 و50 جنيها وهو ما أحدث حالة انتعاش للفوانيس المصرية المصنعة من الصاج خاصة لبعض الأسر الحريصة على شراء الفوانيس التي ترتبط بالتراث وطقوس رمضان القديمة حيث حدث اقبال على فوانيس «أبو دلايه والمقرنص والبرلمان وشق البطيخ والكورة» واسعارها تتراوح بين خمسة جنيهات للفوانيس الصغيرة حتى مئة جنيه للفوانس الأكبر حجما. ويضيف أن هناك فوانيس بلاستيك مصرية الصنع مزينة بالمسابح والرموز الرمضانية حققت رواجا ايضا بسبب شكلها المميز ورخص اسعارها بالمقارنة بالفوانيس الصينية حيث تتراوح اسعارها بين ثلاثين وخمسين جنيها للفانوس وتقبل عليها الأسر لاهدائها للأطفال. ويؤكد مهاب أنه يعمل في تجارة الفوانيس منذ أكثر من عشرة أعوام ورغم بدايته مع والده في تجارة الفوانيس المصرية البلاستيكية والصاج إلا أنهما قررا اقتحام مجال الفوانيس الصينية بعد الاقبال الكبير عليها وهذا العام يقدمان كل أنواع الفوانيس لارضاء جميع الاذواق فإذا كان الاطفال يقبلون على الفوانيس الصينية وخاصة كرومبو الا ان الاجانب وقطاع كبير من الأسر المصرية ما زال لديهم عشق للفوانيس المصرية «الصاج» التي تحمل عبق التاريخ وسمات الشهر الكريم بالاضافة لأصحاب الفنادق والبنايات الذين يحرصون على شراء الفوانيس الكبيرة الحجم لوضعها في مداخل الفنادق والبنايات والتي تبدأ اسعارها من مائة وحتى ألفي جنيه. ويقول والده الحاج محمود السيد إنه حزين على صناعة الفوانيس التقليدية التي حولها التجار والمستوردين إلى موضة فغزوا الأسواق بفوانيس صينية مثل فانوس كرومبو وقبله فانوس التوك توك وشعبولا وبكار، وهي مجرد العاب اطفال ليس لها علاقة بالشهر الفضيل في حين أن الفوانيس المصرية التقليدية تحمل تصميمات رائعة بأشكال مختلفة وتحمل ايضا هوية شهر رمضان ومع هذا فإن المنافسة محسومة لصالح الفوانيس الصينية. ويقول محمد عبدالرازق، تاجر فوانيس بمنطقة تحت الربع بالقاهرة، إنه يعمل في صناعة الفوانيس منذ اكثر من ثلاثين عاما حيث ورث المهنة عن آبائه واجداده وهم يعملون في هذه الصناعة طوال العام حيث يعكفون على البحث عن تصميماتها الجديدة بعد نهاية رمضان مباشرة ليعرضوها في الموسم الجديد، وهذا العام يقدمون مجموعة من التصميمات المختلفة للفوانيس المشهورة مثل «النجمة والبرج وزهرة اللوتس والقدس وتاج الملك وشويبس» وتحظى هذه الفوانيس بإقبال جيد من جانب الأسر المصرية•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©