الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخلفاء والسلاطين.. اهتموا بالملبوسات والمنسوجات

الخلفاء والسلاطين.. اهتموا بالملبوسات والمنسوجات
22 يونيو 2016 18:58
مجدي عثمان (القاهرة) «اللباس العربي، تاريخ قصير، من بداية الإسلام إلى العصر الحديث» كتاب لـ «يديدا كالفون ستيلمان أستاذ تاريخ الشرق الأدنى بجامعة أوكلاهوما، ضمن كتب أخرى لباحثين غربيين اهتموا بفنون الحضارة الإسلامية، وأثنوا على حرفة الخياطة أوالحياكة، وفن الزي أو الملبوسات الإسلامية وتطورها، حيث اهتم الخلفاء والسلاطين بالمنسوجات، فتسابق النساجون على ابتداع أشكال جديدة من الأزياء. وشكلت كتابات البردي العربية مصدراً رئيساً للمعلومات عن مهنة الحياكة، والأدوات المستخدمة فيها مثل المقص والإبرة والحشوات التي تُستخدم كبطانة لبعض الملابس، إضافة إلى أماكن بعض قاعات الحياكة، ومن بينها قاعات بالقاهرة خارج باب القنطرة، وبدرب الفجالة، وبحارة الباطلية ودرب الثمار. وقد أوضحت دراسة «ستيلمان»، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد ارتدى ملابس من ألوان عدة وأصول مختلفة، ولم يرد أن له لباساً خاصاً، بل لبس ما تيسر من غير أن يتكلف، إلا أنه كان يفضل اللون الأبيض، ويرفض الأقمشة الفاخرة، ولبس الرسول العمامة وكانت تسمى السّحاب، وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة، وقد نسب إلى الرسول قوله «العمائم تيجان العرب». وقد دعا الإسلام المسلم إلى العناية بزينته ولباسه، فقال الله تعالى في سورة الأعراف (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ...)، «الآية 31»، ويفضل للمسلم لبس البيض من الثياب، ولا نغفل أن النبي إدريس عليه السلام كان خياطاً. وقد تطورت صناعة الملابس في العصر المملوكي بشكل ملحوظ، بعد أن أضافت على نتاج خبرات العصور السابقة عليه، وكان السلاطين يُنعمون على رعاياهم بالأردية الفاخرة، وتحدد ملبس الأدباء والشعراء بالأردية السوداء، أما الوزراء وكبار رجال الدولة فكانت أرديتهم تسمى «الدراعة»، وهي مشقوقة من الأمام بأزرار من الذهب واللؤلؤ. وكان المماليك يرتدون الفراء، ولهم سوق عرفت بالفرائين يسكن فيها صناع الفراء وتجاره، وشاع ارتداؤه في أيام السلطان الظاهر برقوق، وقد أشار المقريزي إلى سوق الشرابشيين، جمع الشربوش، وهو غطاء رأس للرجال والنساء أشبه بالتاج مثلث الشكل، وبطُل استعماله في دولة المماليك البرجية، وحلت محله الطواقي ذات الألوان الخضراء والحمراء والزرقاء بغير عمامة، كما تلاحظ على ملابس المرأة في العصر المملوكي أنها تطورت بتطور ما يعرف اليوم بالموضة، وقد شهد المقريزي أكثر من مرة بأن ما فعلته عامة نساء عصره في الملبس إنما كان من التشبه بما فعلته نساء السلاطين والأمراء، وخاصة نساء القاهرة. أما عندما أصبحت مصر ولاية عثمانية، فيذكر لنا مخطوط السيوطي «إسبال الكساء على النساء»، ومخطوط ابن العماد «رفع الجناح عما هو مباح»، شيوع استخدام بعض الأقمشة التي لم تكن شائعة سابقاً كالجوخ والفراء، كما وفدت إلى مصر من إسطنبول أزياء جديدة، مثل «اليلك»، وهو رداء منزلي يلبس فوق القميص مشقوق من الأمام حتى الذيل ومفتوح من الجانبين، والكمان ضيقان ينتهيان عند المعصمين، ويلف حول الخصر حزام من الحرير أو الكشمير ويلبس صيفاً من الحرير والقطن وشتاءً من الصوف أو الكشمير. وقد ظهر في العصر الأموي ولأول مرة «دار الطراز»، وكانت تطلق على مصانع النسيج الخاصة بالخليفة، وأول من اتخذ الطراز من الأمويين هو هشام بن عبد الملك سنة 108هـ، وكتب إلى سائر الأمصار للعمل بذلك. وفي العصر العباسي، ونتيجة للنفوذ الفارسي في المجتمع، استحدثت أشكال جديدة من الملابس وكان من عادة الخلفاء العباسيين أن يلبسوا قلنسوة سوداء، وكانت ملابس الخليفة من القباء الأسود الذي يصل إلى الركبة، وكان يلبس فوق القفطان، كما استحدث في عصر أبي جعفر المنصور سنة 153هـ، لبس القلانس الطوال. ويذكر أنه في الدولة الفاطمية احتلت صناعة المنسوجات مكانة مرموقة، وظهرت أنواع جديدة كالديباج وهو نوع من القماش اللامع الرقيق الملون، وأنشأ يعقوب بن كلس وزير الخليفة العزيز مصانع خاصة لإنتاجه سُميت «دار الديباج».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©