الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاح عبدالخالق.. عاشق الخط الكوفي ومكتشف أسرار عظمته

صلاح عبدالخالق.. عاشق الخط الكوفي ومكتشف أسرار عظمته
26 أغسطس 2009 00:04
تكشف أعمال الفنان صلاح عبدالخالق أسرار الخط العربي وبخاصة الكوفي الذي برع فيه وأبدع من خلاله مئات الأعمال التي حصد بها جوائز محلية وعالمية عديدة• وهو لا يكتفي بإبداع لوحات فنية تزدان بالخط والألوان ولكنه يحمل مهمة إعادة الهيبة للخط العربي وفنونه من خلال أنشطته المتعددة في مسابقات ومهرجانات الخط التي يشارك فيها كمنسق ومحكم• تعرض للإهمال وتعلي أعمال صلاح عبدالخالق قيمة الخط الكوفي باعتباره أول الخطوط العربية التي كتبت بها آيات القرآن الكريم ولكنه تعرض للإهمال لحساب خطوط أخرى كالثلث والديواني، وهو لا يسعى إلى رد الاعتبار للخط الكوفي فقط بل إلى تطعيمه أيضا بأشكال وألوان ثرية مستفيدا من عمله لفترة بالتصميم والديكور، وهناك عشق بين الفنان والخط الكوفي نتج عنها مئات الأعمال منها أسماء الله الحسنى وسور الإخلاص والمعوذتين والبسملة وآيات من القرآن الكريم وكلها باللون الأسود الوقور وحولها وخلفها ألوان متناسقة بينها انسجام بديع يجعلنا أمام لوحة فنية تلتزم بقواعد الخط، وأحيانا تتحرر منها ببراعة• شيخ الخطاطين ويقول صلاح عبدالخالق إن عشقه للخط العربي بدأ في الحادية عشرة من عمره حين اكتشف أستاذ التربية الفنية في المرحلة الإعدادية إتقان تلميذه للخط، فبدأ تعليمه أصوله وقواعده والزخرفة ونصحه بالاستمرار في طريق الخط لتفوقه فيه، ولم يخيب التلميذ أمل أستاذه، فبعد إتمام المرحلة الاعدادية بدأ يتردد على أساتذة الخط العربي بالقاهرة وعلى رأسهم شيخ الخطاطين محمد عبدالقادر والخطاط الكبير خضير البورسعيدي اللذان قدما له خدمات ونصائح عديدة• ويضيف أنه بفضل تشجيع أساتذته له حصل على دبلوم الخط العربي ثم دبلوم التذهيب من أكاديمية الخط العربي وتخصص في الخط الكوفي الذي سرعان ما أتقن قواعده وأصوله وأبدع به أعمالا كثيرة حصد عنها جوائز محلية وعالمية جعلته مصرا على الإستمرار في مشروعه• حالة حب ويوضح أنه لا يعرف سر اختياره للخط الكوفي حيث حدث بينه وبين هذا الخط حالة من الحب والعشق وهو خط قوي وأساس الحروف العربية، وأول خط كتب به القرآن الكريم وربما يكون سر انجذابه للخط الكوفي راجع إلى إهمال الخطاطين المعاصرين لهذا الخط برغم أن مصر كانت معروفة به من أيام الفاطميين وظل مزدهرا لفترة طويلة ثم تراجع لصالح أنواع الخطوط الأخرى وعلى رأسها الثلث وهو ما يحمله مسؤولية إعادة الاعتبار لهذا الخط• ويقول إن الخط الكوفي ساعده بفضل مرونته وسيطرته كفنان عليه في تقديم أعمال إبداعية تحمل تصاميم مختلفة الشكل والمهارة ليست في إتقان الخط فقط وإنما في قدرة الفنان على استلهام روح الخط نفسه وابتكار أشكال وأعمال فنية تبعد عن التكرار وتكسر الشكل التقليدي وتنحو إلى الإبداع• ويضيف أنه استغل مزايا الخط الكوفي في تقديم شكل فني جديد لسورتي المعوذتين حيث قدمهما في تقسيم دائري جديد ومختلف وكذلك فعل مع سورة الاخلاص، وهو دائم البحث عن حلول فنية جديدة ولذلك نجد بعض الأعمال عنده لا تحمل ألوانا وأعمالا أخرى بها أكثر من ثلاثة ألوان ويتوقف ذلك على رؤية الفنان وما يفيد العمل الفني الذي له هدف جمالي وروحاني• ويؤكد أنه مقتنع بأن عرض معجزات آيات القرآن الكريم في أجمل صورة شيء يحبه الله ولهذا يشعر بأن الله معه في أعماله وهو يقدم مضامين أعماله من القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى لإبراز جمالها والتمعن في معانيها ومضامينها• سر عظمة الخط ويقول إنه عرض أعماله في تركيا وباكستان وكوريا والمجر وعدد كبير من الدول العربية وتبين له أن هذه الأعمال تحظى بإعجاب المسلمين وغير المسلمين الذين ينبهرون بالقيم الجمالية والفنية في الأعمال رغم أنهم لا يقرأون ما فيها وهذا سر عظمة الخط العربي وجمالياته التي تأسر الجميع• موضحا أن التعمق في فهم فنوننا الاسلامية يؤكد أننا أصحاب حضارة عظيمة تحمل قيم التسامح والمحبة وقبول الآخر، ونحن في حاجة لتأكيد هذه المفاهيم والقيم في تعاملنا مع الغرب وخصوصا المتعصبين منهم، لأن السكوت عن مهاجمة ديننا وهويتنا ليس مقبولا وأنه خاض مع زملائه الفنانين والخطاطين مواجهات فنية عندما ردوا على الاساءة للرسول الكريم من جانب الغرب بتقديم أعمال تبين حقيقة الاسلام وعظمة رسوله الكريم• ويدعو الفنان صلاح عبدالخالق إلى توحيد كل الخطاطين العرب من خلال نقابة لفناني الخط العربي تجمعهم على كلمة واحدة، وتسعى إلى نشر الخط العربي وجمالياته وقواعده على أوسع نطاق وإعادة الهيبة والاحترام له وتعليم الأجيال الجديدة، والبحث عن المواهب المتميزة منها حتى يعود الخط العربي كما كان في عصوره الذهبية•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©