الأقصى تخرق الهدنة بصاروخين وتتهم حماس بالخيانة

خرقت ''كتائب شهداء الأقصى'' التابعة لحركة ''فتح'' أمس، اتفاق التهدئة في قطاع غزة فأطلقت صاروخين على مستوطنة ''سديروت''، واتهمت حركة ''حماس'' التي عقدت الاتفاق مع إسرائيل بوساطة مصرية، بالخيانة الوطنية، مطالبة بأن يشمل الاتفاق الضفة الغربية المحتلة· وبعد ساعات وجه الرئيس محمود عباس الذي يتزعم ''فتح'' نداءً الى الفصائل الفلسطينية للحفاظ على التهدئة ''لما لها من أهمية لخدمة مصالح الشعب الفلسطيني''· وزاد إطلاق الصواريخ محلية الصنع على جنوب إسرائيل من التوتر في الهدنة الهشة التي بدأ سريانها منذ الخميس من الأسبوع الماضي، بينما واصلت إسرائيل إغلاق المعابر الحدودية المؤدية الى قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة ''حماس'' المتنافسة مع ''فتح''· وجاء أحدث هجوم بعد صواريخ اطلقها يوم الثلاثاء ناشطون من حركة ''الجهاد الإسلامي'' ردا على غارة للجيش الاسرائيلي قتل فيها أحد قادة الحركة في الضفة الغربية المحتلة· وبموجب اتفاق التهدئة يفترض زيادة تدفق السلع على القطاع تدريجيا· ولا تشمل الهدنة التي تم التوصل اليها بوساطة مصرية وبدأ سريانها في الأسبوع الماضي الضفة الغربية، لكن عدة جماعات نشطاء فلسطينية هددت بالرد على أي عمليات عسكرية هناك· وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت انه ليس لديه تعقيب فوري على الهجوم الصاروخي الاخير، بينما قال ''أبوقصي'' المتحدث باسم ''كتائب شهداء الاقصى'' إن الهجوم الصاروخي جاء ردا على الانتهاكات الاسرائيلية، وان أي اتفاق تهدئة يجب أن ينهي الهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ايضا· وصرح متحدث عسكري إسرائيلي بأن احد الصاروخين سقط قرب مزرعة جماعية (كيبوتز) قرب ''سديروت'' بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة· وقال مسؤولون في القطاع الطبي إن الصاروخ لم يتسبب في إصابة أحد· وقالت ''كتائب الأقصى'' في بيان اصدرته ''انه في إطار الرد على الخروقات الإسرائيلية تعلن مسؤوليتها عن قصف مغتصبة ''سديروت'' بصاروخ ظهر اليوم'' الخميس· واضاف البيان ''نؤكد للمحتل المجرم أن عمليات القصف ستستمر، وعمليتنا متواصلة ردا على الخروقات الاسرائيلية الصهيونية ما لم يكن هناك التزام إسرائيلي بالتهدئة''· واعتبرت الكتائب في بيان آخر، ان التهدئة التي ''تفرضها حماس'' في قطاع غزة ''خيانة وطنية'' مشددة على أن ''ما تمارسه حركة ''حماس'' من أجل فرض التهدئة وكأنها إجماع وطني، ما هو إلا خيانة وطنية ·استغلت ''حماس'' سيطرتها على قطاع غزة من أجل وهم اسمه الاعتراف بشرعية حماس''· ودعت الكتائب ''حماس إلى التوقف عن فرض الرؤية الواحدة، والمتمثلة برؤية ''حماس'' الضيقة للتهدئة والعودة الى احضان الشرعية الفلسطينية ودعم مبادرة الرئيس''· وطالبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ''التدخل من أجل فرض تهدئة شاملة لقطاع غزة والضفة الغربية''· وقال مسؤول الاتصال العسكري الإسرائيلي بيتر ليرنر لوكالة ''رويترز'' إن المعابر ستبقى مغلقة وإن الامر يتوقف على تقييم الموقف بعد الهجوم الصاروخي الذي وقع أمس· واغلقت قوات ''حماس'' امس، نفقين يستخدمان في التهريب يمتدان من جنوب غزة الى مصر· وتهريب الفلسطينيين للأسلحة عبر شبكة انفاق، مصدر قلق منذ فترة طويلة لإسرائيل· لكن ''حماس'' قالت إنه يجري استهداف أنواع التهريب الأخرى، وان عملية البحث عن الانفاق، والتي يمكن خلالها إغلاق ما يصل الى 40 ممرا سريا، ليس لها علاقة بالتهدئة· وطالب الرئيس عباس أمس، الفصائل الفلسطينية بالحفاظ على التهدئة مع إسرائيل لما لها من أهمية لخدمة مصالح الشعب الفلسطيني· وأعرب عباس في بيان صحفي وزع على وسائل الإعلام عن ''دعم السلطة الوطنية الفلسطينية لاتفاق التهدئة في قطاع غزة'' الذي تم التوصل إليه ''بجهود مصر الشقيقة''· وأكد عباس ''أن الحفاظ على التهدئة يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ويوفر الظروف المواتية لرفع الحصار عن قطاع غزة ولوقف العدوان الإسرائيلي، وفتح المعابر بما يمكن شعبنا في قطاع غزة من العودة لممارسة حياته الطبيعية''· ورحب عباس ''بجهود كافة الفصائل والقوى لتعزيز التهدئة وسحب الذرائع من الجانب الإسرائيلي لمواصلة حصاره وعدوانه مشيرا إلى دعمه لهذه الجهود''· وأكد عباس أن التهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر تشكل المدخل السليم لإنجاح الحوار الوطني وإحداث الانفراج على الصعيد الداخلي بما ''يعززاللحمة الوطنية بين القوى والفصائل وأبناء شعبنا المكافح لاستعادة أرضه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف''· وفي الضفة الغربية، اصيب 12 فلسطينيا برصاص مطاطي اطلقه الجيش الاسرائيلي باتجاه متظاهرين من أهالي بلدة نعلين، كانوا يحتجون على مصادرة أراضيهم لصالح الجدار الفاصل· واعتقلت القوات الإسرائيلية ليل الأربعاء- الخميس سبعة فلسطينيين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية·وتوغلت القوات الإسرائيلية في ساعة متأخرة مساء الأربعاء في بلدة تقوع واشتبكت مع الأهالي·