الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الثأر من الفراعنة الفقرة الأولى في سيرك الأسود

الثأر من الفراعنة الفقرة الأولى في سيرك الأسود
17 يناير 2008 00:22
دائماً ما يرتبط اسم بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بالمنتخب المصري، ومنذ بداية البطولة كان لأحفاد الفراعنة -كما يطلق على المنتخب المصري- الكلمة العليا في هذه البطولة التي لعب أبناء النيل دوراً كبيراً في إثرائها· وارتبطت العديد من الأرقام والإحصائيات في هذه البطولة على مدار نسخاتها الماضية وعددها 25 بطولة بالمنتخب المصري، فهو الفريق صاحب أكبر رصيد من المشاركات فيها، حيث شارك في النهائيات 20 مرة من بين 25 بطولة· كما ينفرد أحفاد الفراعنة بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب، حيث أحرز المنتخب المصري لقب البطولة الأفريقية خمس مرات بدأها منذ انطلاق شرارة البطولة بإحراز لقب أول بطولتين عامي 1957 في السودان و1959 بمصر، كما أحرز اللقب ثلاث مرات أخرى في غضون 20 عاماً، ففاز بلقب البطولة التي استضافتها بلاده عام ،1986 والتي كانت واحدة من أقوى بطولات كأس الأمم الأفريقية عبر التاريخ، بالإضافة إلى لقب بطولة 1998 في بوركينا فاسو، واختتم الفريق ألقابه الخمسة في بطولة عام 2006 بالقاهرة أيضاً· وربما يرى البعض أن المنتخب المصري استفاد في ثلاث من هذه البطولات من عاملي الأرض والجمهور، فأحرز اللقب، ولكن بطولة عام 1998 ببوركينا فاسو أظهرت الوجه الشرس للمنتخب المصري الذي يستطيع منافسة أكبر القوى الكروية في القارة· والمنتخب المصري يدخل دائماً في دائرة المرشحين للمنافسة على اللقب الأفريقي باستثناء مرات قليلة كان منها بطولة عام 1998 التي أحرز لقبها عن جدارة واستحقاق بعد أن سافر الفريق إلى بوركينا فاسو تحدوه الرغبة في الخروج بأقل الخسائر الممكنة· وبخلاف الألقاب الخمسة، وصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية في بطولة عام ،1962 ولكنه خسر أمام المنتخب الإثيوبي صاحب الأرض، كما وصل المنتخب المصري إلى المربع الذهبي في البطولة أعوام: ،1963 و،1972 و،1974 و،1976 و،1980 و،1984 بالإضافة لوصوله إلى دور الثمانية في بطولات: ،1994 و،1996 و،2000 و،2002 وخرج من الدور الأول في باقي البطولات· ويتضح من هذا السجل المشرف للمنتخب المصري أنه كان منتظماً وفعالاً على مدار تاريخ نهائيات البطولة، حيث يشارك في بطولة كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين 2008 بغانا والتي تنطلق فعاليتها يوم الأحد المقبل للدفاع عن لقبه· وستكون النهائيات المقبلة في غانا هي الحادية والعشرون له في تاريخ مشاركاته بالبطولة والثالثة عشرة على التوالي، حيث لم يغب المنتخب المصري عن النهائيات منذ عام ·1984 وعندما يخوض المنتخب المصري البطولة المقبلة سيكون مرشحاً فوق العادة للفوز باللقب على عكس ما كان عليه الحال في البطولة السابقة التي استضافتها بلاده، حيث احتاج فيها الفريق إلى معجزة حقيقية ومساعدة الأرض والجمهور من أجل الفوز باللقب الخامس· أما الآن، فيعد المنتخب المصري أحد الفرق المرشحة بقوة لإحراز اللقب الأفريقي خاصة أن صفوفه حالياً تضم عناصر أكثر تميزاً من بعض العناصر التي شاركت في البطولة السابقة، كما سيبدأ الفريق رحلة الدفاع عن لقبه في مجموعة تبدو أكثر سهولة من الناحية النظرية عن مجموعته في الدور الأول لبطولة عام ·2006 ولكن المنتخب المصري لن ينخدع في مجموعته التي تضم معه منتخبات: الكاميرون، والسودان، وزامبيا، خاصة بعد الدرس الذي تعلمه في التصفيات المؤهلة لهذه البطولة، حيث تأهل الفريق بصعوبة وفي الجولة الأخيرة من التصفيات بالرغم من سهولة مجموعته التي ضمت ثلاثة منتخبات مغمورة· ويسعى أحمد حسن المعروف بلقب ''الصقر'' إلى رفع الكأس الأفريقية الثالثة له مع الفريق، حيث شارك مع الفريق في الفوز بلقب البطولة عامي: ،1998 و،2006 ولعب دوراً مهماً للغاية في حسم اللقبين، كما يضم الفريق العديد من العناصر المتميزة ومنها الحارس المتألق عصام الحضري أحد أبرز الحراس في القارة الأفريقية على مدار تاريخ اللعبة، ومحمد أبوتريكة، ومحمد شوقي، والفرعون الصغير محمد زيدان مهاجم هامبورج الألماني الذي يمثل أمل الفريق في هذه البطولة· وعلى الرغم من السهولة النظرية، يبدو الواقع مختلفاً للغاية من الناحية العملية؛ لأن المنتخب الكاميروني أحد المرشحين بقوة للفوز باللقب، ويعتبر من أفضل المنتخبات في القارة، كما شهد مستوى المنتخب السوداني تطوراً ملحوظاً في العامين الماضيين مع عودة أنديته إلى مكانتها المرموقة على الساحة الأفريقية· أما المنتخب الزامبي، فاستعاد بريقه الذي كان عليه في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وأكد أنه لن يكون منافساً سهلاً على الإطلاق· وتبدو الفرصة الذهبية للمنتخب المصري هي مفاجأة نظيره الكاميروني في أولى مباريات الفريقين بالمجموعة، حيث سيلتقيان في مواجهة مبكرة على قمة المجموعة· البداية المتأخرة وبالرغم من البداية المتأخرة للمنتخب الكاميروني في مشاركاته ببطولات كأس الأمم الأفريقية، والتي لم تأت إلا في مطلع السبعينات من القرن الماضي، أي بعد أكثر من عشر سنوات من بداية إقامة البطولة، وبالرغم من تأخر نجاح الفريق أيضاً والذي لم يبدأ إلا في منتصف الثمانينات، نجح أسود الكاميرون في ترك بصمة رائعة على الساحة الأفريقية في غضون أقل من ثلاثة عقود· وأنهى ''الأسود'' مشواره في التصفيات بفارق خمس نقاط أمام أقرب منافسيه، وهو منتخب غينيا الاستوائية، وذلك بعدما فاز على رواندا 3/صفر و2/،1 وعلى ليبيريا 3/1 و2/،1 وعلى غينيا الاستوائية 3/صفر، وخسر أمامها صفر/1 في ختام مسيرته بالتصفيات· وكانت هذه الهزيمة سبباً في تغيير المدير الفني الوطني للفريق جوليس نيونجا، وتعيين المدرب الألماني أوتوفيستر خلفاً له ليقود الفريق في النهائيات· ويعتمد أوتوفيستر على مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، وهو ما يصعب مهمته أحياناً في الاختيار من بينهم لتشكيل الفريق الأساسي بقيادة المهاجم صامويل إيتو نجم هجوم برشلونة الإسباني وأبرز لاعبي الكاميرون على مدار السنوات القليلة الماضية· وربما تتجه معظم الترشيحات في المجموعة الثالثة بالنهائيات الأفريقية هذا العام لصالح المنتخبين المصري حامل اللقب والكاميروني· ولكن الواقع العملي يؤكد أن مشوار الفريقين في المجموعة لن يكون سهلاً على الإطلاق، بل إن تأهلهما إلى الدور الثاني محفوف بالمخاطر نظراً للمستوى الرائع الذي وصل إليه المنتخبان الزامبي والسوداني المنافسان لهما في المجموعة نفسها· ويستهل المنتخب الكاميروني مسيرته في النهائيات بمباراة ثأرية مثيرة أمام نظيره المصري في كوماسي يوم 22 يناير الحالي· وكان المنتخب المصري قد نجح في خطف تعادل ثمين 1/1 من مضيفه الكاميروني في ياوندي في أكتوبر 2005 ليحرم الفراعنة المنتخب الكاميروني من الوصول إلى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى منذ عام ·1990 ولذلك فإن المنتخب الكاميروني أحد أقوى منتخبات القارة سيكون هدفه الأساسي هو كسر شوكة حامل اللقب مبكراً لأن ذلك يمثل دفعة كبيرة لأي فريق وربما يكون حافزاً إضافياً على التألق في باقي مباريات البطولة· ولكن مهمة الأسود -الذي لا يقهر- لن تكون سهلة على الإطلاق في هذه المباراة، فالمنتخب المصري يملك تفوقاً ملحوظاً على نظيره الكاميروني عبر التاريخ· فمن بين 21 مباراة رسمية وودية جمعت بين المنتخبين المصري والكاميروني حقق ''الفراعنة'' الفوز في تسع مباريات، وخسر خمس مرات فقط وتعادل الفريقان في سبع مواجهات· وتمثل المباراة الاختبار الصعب لكل منهما، ولم تخدمهما القرعة كثيراً عندما وضعت هذه المباراة في بداية مشوار الفريقين مما يعني أن التدرج في قمة المباريات لأي منهما سيكون تنازلياً، حيث يبدأ بالمباراة الصعبة ويتدرج إلى المستوى الأقل·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©