مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية تؤخر البرنامج وتزيد خطر الثأر

قال خبراء ومسؤولون أميركيون: إن شن الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً على المنشآت النووية الإيرانية قد يعود ببرنامج إيران سنوات إلى الوراء، لكنه سيزيد من خطر الثأر من القوات الأميركية في المنطقة ويدفعها للعمل بمزيد من الجد لإنتاج أسلحة نووية· وأي هجوم أميركي، وفق المحللين، قد ينطوي على آلاف الهجمات والصواريخ ضد مئات الأهداف· وأشار هؤلاء إلى أن الهجوم سيقتصر على شن غارات جوية بدلاً من الهجوم الكامل النطاق الذي يستلزم قوات برية، والتي هي الآن موجودة في العراق وأفغانستان· لكن هذا الهجوم قد يعوقه نقص المعلومات الاستخباراتية عن أعداد ومواقع المنشآت النووية المتناثرة في أنحاء إيران· وأشار كثير من المحللين إلى أن هجوماً أميركياً يمكن أن يؤخر قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية بما بين ثلاثة وخمسة أعوام على أقصى تقدير· لكن وفق هؤلاء يرجح أن تستمر أجزاء من البرنامج وربما أيضاً التكنولوجيا الحاسمة، إلى جانب المعرفة بكل تأكيد· وقال تشارلز فيرجسون الخبير النووي بمجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية ''يمكن أن نعيده (البرنامج النووي) للوراء بمقدار عدة أشهر على الأقل وبضع سنوات على الأكثر لكننا في ذلك الحين نجازف بإثارتهم للعمل بمزيد من الجد في المرة التالية، حيث يدفنون المنشآت على أعماق أكبر وينصبون المزيد من بطاريات الدفاع الجوي''· وقال بعض المحللين: إن الأرجح أن تقوم إسرائيل التي هددت إيران بتدميرها بشن الهجوم وليس الولايات المتحدة خاصة إذا لم تتحرك الأخيرة قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير المقبل· ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو التلميحات بأن إسرائيل تحاول إقناع الإدارة بالقيام بعمل عسكري قبل رحيل بوش بوصفها شائعة· وقالت: إن بوش يعتقد أن حل القضية دبلوماسياً ممكن· لكن الضوضاء الميالة للحرب فيما سبق والمواجهات القريبة بين سفن أميركية وإيرانية في الخليج دفعت إلى التكهن في أسواق النفط بأن الولايات المتحدة يمكن أن تشن هجوماً قبل انتهاء ولاية بوش· ومن بين الأهداف المحتملة التي يتكرر ذكرها على ألسنة الخبراء ثلاث منشآت كبيرة هي منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض ومحطة اراك التي يمكن استخدامها في إنتاج البلوتونيوم ومنشأة لتحويل اليورانيوم في أصفهان· وتكهن خبراء بوجود منشآت أخرى متناثرة في أنحاء إيران ويمكن أن تكون ضمن الأهداف· وأشارت صور التقطت بالقمر الصناعي إلى أن إيران حفرت أنفاقاً حول نطنز قد تحوي معدات لتخصيب اليورانيوم· وذكر مسؤولون دفاعيون أن منشآت الأبحاث النووية في طهران قد تستهدف أيضاً لكنها قد تزيد من المجازفة بوقوع خسائر بشرية بين المدنيين، إضافة إلى خطر إثارة جدل دولي· ورأى محللون دفاعيون ومسؤولون أن المخاطر العسكرية كبيرة، وأبرزها احتمال قيام جماعات مسلحة تدعمها طهران تدعمها بالثأر من القوات الأميركية في العراق· وأضاف هؤلاء أن أكثر ما يخيف المسؤولين داخل ''البنتاجون'' هو احتمال أن تستخدم إيران زوارق انتحارية لمهاجمة سفن أميركية في الخليج أو تعطيل تجارة النفط الخام· وقال السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون الذي يؤيد القيام بعمل عسكري ضد إيران: إن البيت الأبيض لا يرغب في التحرك خاصة بعد أن ذكر تقرير استخباراتي العام الماضي أن إيران أوقفت العمل في قنبلة نووية· وأضاف لـ''رويترز'' أن سياسة إدارة بوش تجاه إيران مزقت دبلوماسياً إلى حد أنها جعلت إمكانية استخدام القوة مستحيلاً، وأنه في ظل اليقين الفعلي بأن الولايات المتحدة لن تتحرك فإن هذا يجبرهم (الحكومة الإسرائيلية) على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيتحركون عسكرياً''· إلى ذلك أكدت وزارة الدفاع الاميركية ''البنتاجون'' امس ان رئيس اركان القوات المشتركة الاميرال مايكل مولن سيزور اسرائيل قبل نهاية الاسبوع ليبحث خصوصا الملف الايراني· وقال المكتب الاعلامي في هيئة الاركان ان مولن غادر الولايات المتحدة الثلاثاء لزيارة نظراء له واجراء مشاورات حول عدد من القضايا المتصلة بالدفاع، وان اسرائيل ليست المحطة الوحيدة في جولته· وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف موريل ''انها فرصة روتينية للاميرال مولن لمناقشة موضوعات عسكرية مع نظيره الاسرائيلي على غرار ما يقوم به خلال رحلاته في العالم''· واضاف ''طبعا، حين يكون مولن في اسرائيل ويتحدث الى الاسرائيليين فانهم سيبحثون من دون شك التهديد الذي تمثله ايران''· وكرر ان الخيار العسكري ضد ايران يظل مطروحا، لكنه اضاف ''انه ليس خيارنا الاول وسياسة هذه الحكومة تكمن في مواصلة الضغط اقتصاديا ودبلوماسيا''· وكانت صحيفة ''نيويورك تايمز'' قالت في وقت سابق ان اكثر من 100 مقاتلة اسرائيلية شاركت بداية يونيو في مناورات مع اليونان لتحضير الجيش لهجمات بعيدة المدى، الامر الذي اعتبر تحذيرا لايران المتهمة بالسعي الى امتلاك سلاح نووي· لكن وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر قال ان اسرائيل لا تخطط لاي هجوم على ايران''· واعتبر مايكل اورن المستشار في شبكة ''سي بي اس'' ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش اكدت لاسرائيل انها لن تدع ايران تحصل على القدرة النووية لكن الاسرائيليين غير واثقين في السياسة التي ستتبناها الادارة المقبلة حيال ايران· وشكك في امكان تحرك تل ابيب من دون دعم اميركي·