السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصومال وعودة «الصقر الأسود»

10 مايو 2017 22:34
انقضى ما يقارب ربع القرن على انسحاب الولايات المتحدة من الصومال على خلفية إسقاط مقاتلي الميليشيات المحلية طائرتين هيليكوبتر من طراز «الصقر الأسود» Black Hawk ما أدى إلى خسارة عدد كبير من جنود القوات الخاصة الأميركية في معركة داخل العاصمة الصومالية مقديشو. والآن، أصبحت بعض الفصائل المتمردة المدعومة من تنظيم «القاعدة» الإرهابي، تستثير باهتمام الولايات المتحدة من جديد. والولايات المتحدة التي ساعدت هذه الدولة القائمة في القرن الأفريقي في معركتها ضد ميليشيات «الشباب الصومالي» باستخدام الضربات الجوية بالطائرات من دون طيار والهجمات المقنّنة بوحدات القوات الخاصة، قالت إنها نشرت نحو 12 جنديا من الكتيبة الجوية رقم 101 لتدريب الجيش الصومالي، وأعطت القيادة العسكرية صلاحيات أوسع لاستخدام الضربات الجوية. وسجل مقتل جندي من قوات البحرية يوم 4 مايو الماضي خلال عملية مشتركة مع القوات الصومالية غرب العاصمة مقديشو. وقال البنتاجون إنها المرة الأولى التي يموت فيها جندي أميركي في معركة في الصومال منذ عام 1993. ومنح الرئيس دونالد ترامب سلطات استثنائية للجيش خلال الأسابيع القليلة الماضية لضرب حركة «الشباب». وقال الجنرال توماس والدهاوزر قائد القوات الأميركية في أفريقيا لرجال الصحافة الشهر الماضي في قاعدة «كامب لومونيير» العسكرية الأميركية في جيبوتي المجاورة للصومال «نحن نواصل تطوير عملياتنا الاستخباراتية وتحديد الأهداف، وعندما تتسنى لنا الفرصة المناسبة فسوف نستخدم أدواتنا المناسبة». ويذكر أن الرئيس الصومالي يساند الجهود الأميركية للقضاء على التنظيم الإرهابي. وتأتي هذه التطورات بعد أن قال ترامب إن محاربة الإرهاب تشكل أولوية بالنسبة له، وأن الولايات المتحدة جنّدت بالفعل فرقاً من القوات الخاصة للعمل في سوريا واليمن. ويقول محللون إن زيادة القوة النارية ليس من المرجح أن تأتي بالسلام إلى الصومال. لأنها بلد مزقته حرب أهلية دامت عقوداً، وشهد ثلاث غزوات أجنبية خلال العقد الماضي وحده. وقال «مات برايدن» الباحث في الشؤون السياسية بمعهد يقع في كينيا: «إن استبعاد التدخل العسكري هو جزء من الحل الوحيد، وهو لا ينطوي على مشاكل كبرى. لأن حركة الشباب الصومالي تتوسع باستمرار. وتتطلب هزيمتها التركيز على التوجيه الإعلامي لسكان الصومال بدلاً من الجري وراء المقاتلين». وانخرطت الصومال في الصراع بعد عزل الدكتاتور محمد سياد بري عام 1991 وبما استدعى تدخل قوات الأمم المتحدة التي تألفت من 33 ألف جندي من جنسيات مختلفة. وأنهت الولايات المتحدة دورها هناك بعد إسقاط طائرتي الهيليكوبتر ومقتل 18 من رجال القوات الخاصة في مقديشو في شهر أكتوبر 1993. وانسحبت بقية القوات التابعة للأمم المتحدة بعد ذلك بوقت قصير. وحركة «الشباب الصومالي» هي حركة منشقة عن اتحاد المحاكم الشرعية التي سيطرت على العاصمة مقديشو لنحو 6 أشهر من عام 2006، وقررت التمرد منذ ذلك الوقت، وتمكنت من احتلال أجزاء من جنوب الصومال ونفذت هجمات انتحارية استهدفت الحكومة التي تحظى بتأييد المجتمع الدولي. ولا تمتلك الحكومة إلا سلطة ضعيفة خارج العاصمة، وهي تستمد قوتها من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والمعروفة باسم «أميسوم» ويسيطر الجيش على بعض القرى والبلدات، وعندما يضطر للجلاء عنها يسيطر عليها مقاتلو حركة «الشباب» الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم «القاعدة» منذ عام 2012. وقال محلل متخصص بشؤون القرن الأفريقي يدعى برايدن: «تعكس حركة الشباب الفراغ السياسي والمؤسساتي الذي تعاني منه الصومال. ولو استطعنا الاهتمام بهذا الجانب وملء الفراغ فسوف نتمكن من تحويلهم إلى مجرد جماعة صغيرة مزعجة». وعمدت الولايات المتحدة إلى توجيه 42 ضربة جوية بطائرات «الدرونز» في الصومال منذ عام 2007 وفقاً لبيانات صادرة عن «المكتب الصحفي الاستخباراتي» وهو منظمة إعلامية يوجد مقرها في لندن ومتخصصة بمراقبة استخدام الولايات المتحدة للطائرات من دون طيار في أربعة بلدان، ونجحت بعض الهجمات في قتل قائد «الشباب» السابق أحمد عبدي جودان ورئيس المخابرات عبد الشكور تهليل وعدد من المقاتلين المتمردين. وقال خبير في شؤون الصومال إن تأمين السلطات الاستثنائية لمواجهة تهديدات تنظيم الشباب يمكنه أن يجعل الحياة أكثر أمناً. ومن المقرر أن يتكفل الجنود الاثنا عشر التابعون للفرقة الجوية 101 بتدريب الجيش الصومالي على تنفيذ العمليات اللوجستية الأساسية وبما يسمح لهم بمحاربة الشباب الصومالي بفعالية أكبر بكثير من السابق. *محللان متخصصان في الشؤون الأفريقية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©