الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الألعاب الإلكترونية.. خطر يستهدف الأطفال والمراهقين

الألعاب الإلكترونية.. خطر يستهدف الأطفال والمراهقين
12 ابريل 2018 22:17
القاهرة (الاتحاد) لم يكد العالم ينتهي من تأثير لعبة «بوكيمون»، الشهيرة وإدمانها من كثيرين، حتى ظهرت لعبة جديدة تدفع اللاعبين نحو الهلاك، وهذه المرة المستهدفون هم الأطفال والمراهقون، ففي الأيام القليلة الماضية انتحر طفلان في الجزائر بعد أيام من الإدمان على لعبة تسمى «الحوت الأزرق»، وتسببت كذلك بانتحار طفلتين 12 و15 عاماً في روسيا، كما توفيت طفلة، 12 عاماً، في السعودية بسبب اللعبة نفسها، وعدد كبير من الصغار في العديد من الدول. وآخر الضحايا، انتحار نجل برلماني مصري سابق «18عاماً»، الأسبوع الماضي، وأكدت شقيقته على فيسبوك انتحار أخيها بسبب لعبة «الحوت الأزرق»، التي تبدأ بـ «أوامر تافهة تصل للاستحواذ التام». لعبة الموت لعبة «الحوت الأزرق»، أو الـ «blue whale» تطبيق يُحمّل على الهواتف الذكية، ومتاح على الإنترنت، وتتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم المراهق بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز «F57» أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً، بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند الفجر مثلاً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة، وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو جسر عالٍ بهدف التغلب على الخوف، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسين، الذي يطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين، ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عنها يهددونه ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة، كما يهددونه بقتله مع أفراد عائلته. ومخترع اللعبة روسي يُدعى فيليب بوديكين «21 عاماً»، وتم اتهامه بتحريض 16 طالبة بعد مشاركتهن في اللعبة، وبدأ محاولاته العام 2013 من طريق دعوة مجموعة من الأطفال إلى أحد المواقع، وكلفهم بمهام صعبة وقاسية، كالوقوف على حافة سطح المنزل أو التسبب بجروح في الجسد، وقتل حيوانات وتعذيبها وتصويرها ونشر صورها، لتنتهي هذه المهام بطلب الانتحار، وكان بوديكين يستهدف من لديهم مشاكل عائلية أو اجتماعية، وقد طرد من عمله وتم القبض عليه، ويقبع حالياً في السجن. حرام شرعاً قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية: جعلت الشريعةُ الإسلامية الحفاظَ على النفس والأمن الفردي والمجتمعي مقصداً من أهم المقاصد الشرعية، التي هي النفس، والدين، والنسل، والعقل، والمال، فكل ما يتضمن حفظ هذه المقاصد الخمسة فهو مصلحةٌ، وكل ما يفوتها فهو مفسدةٌ. كما قررت الشريعةُ الإسلامية أن الأصلَ في الدماء الحرمة، وسنَّت من الأحكام والحدود ما يكفل الحفاظ على نفوس الآدميين، ويحافظ على حماية الأفراد واستقرار المجتمعات، وسدَّت من الذرائع ما يمكن أن يمثل خطراً على ذلك في الحال والمآل. ومن هذا المنطلق يتضح أن هذه اللعبة تشتمل على عدة أفعالٍ، كل واحد منها كفيل بتحريمها شرعاً وتجريمها قانوناً، أهمها، أن المشارك فيها يبدأ بعد التسجيل فيها بنقش رمزٍ على جسده بآلة حادة، وفي هذا الفعل إيذاءٌ من الإنسان لنفسه، وهو أمرٌ محرمٌ شرعاً، فقد حرّم اللهُ كلَّ ما يؤدي إلى إتلاف الإنسان أو جزءٍ منه، وجعل رعايته في نفسه وجسده مقدمةً على غيرها، ومن مقتضيات الحفاظ على نفس الإنسان حمايتُه مِن كل ما يمكن أن يصيبه بالضرر، كما أن النقش على الجسد بآلةٍ حادةٍ يدخل تحت الوشم المحرم شرعاً، والوشم عبارةٌ عن غرز إبرةٍ أو مسلةٍ أو نحوهما في الجلد للنقش عليه. ويضيف علام: كما جاء النص الشرعي مخبراً بأن المسلم في أي ذنبٍ وقع كان له في الدين والشرع مخرجٌ إلا القتل، فإن أمرَهُ صعبٌ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً»، قال الطيبي: أي يُرجَى له رحمةُ الله ولُطفُهُ ولو باشر الكبائر سوى القتل، فإذا قَتَلَ ضاقت عليه ودَخَلَ في زُمرَةِ الآيِسِينَ مِن رحمة الله تعالى، وعليه: فيحرم شرعاً المشاركة في اللعبة المسمّاة بـ «الحوت الأزرق»، وعلى من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارِعَ بالخروج منها. نوع من الخلل وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، هناك نوع من الخلل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، والمفترض على الأسرة أن تحصن أطفالها بأن تستخدم تلك الوسائل فيما هو صالح، لكن أن يطلق العنان للأطفال أو الشباب لاستخدامها والإسراف في ذكر بيانات شخصية عنهم، فهذا يستغل استغلالاً سيئاً ضدهم، ومن المهم أن يكون هناك وعي ومتابعة أسرية للأطفال وما قد يطرأ عليهم من متغيرات، مطالباً أن تتحدث المنابر عن الأمر لتوعية الآباء بمخاطر تلك اللعبة، ويجب إيجاد وسيلة لمراقبة ذلك والتدخل في الأمر، ويجب على المؤسسات التعليمية والإعلامية التحذير من اللعبة فهي مسؤولية مجتمعية، وندق ناقوس الخطر قبل أن يستفحل. حب الاستطلاع وقال الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الألعاب الإلكترونية الخطيرة كـ «الحوت الأزرق» تنتشر بين الشباب بسبب حب الاستطلاع والفضول ومحاولة اكتشاف وتقليد كل ما هو جديد ومثير للجدل، وإن البعض تدفعه روح المخاطرة والمجازفة للتعرف على طبيعة تلك الألعاب، مما يجعل انتشارها بينهم كالعدوى، مؤكداً أن الأمر ليس بالظاهرة، لأن عدد المستخدمين قليل، إلا أن هذا لا يعني إهمالها وتجاهل انتشارها، مضيفاً أن انتحار شاب بسببها، ناقوس خطر لكل أسرة، لتتابع أولادها وأنشطتهم. وأوضح د. يسري أن غياب الرقابة على المستخدمين ومتابعة نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام خلال سن المراهقة تحديداً أمر خاطئ، لأن القائمين على تلك الألعاب يستهدفون شرائح ممن لديهم اضطرابات في شخصياتهم وحياتهم ولديهم الاستعداد لتقبل الأوامر وخوض التحديات التي تصل إلى مرحلة الإيذاء الجسدي والانتحار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©