الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

النبي على خلق عظيم.. يستجيب لكل من يدعوه

12 ابريل 2018 22:16
أحمد محمد (القاهرة) قالت السيدة عائشة رضي الله عنها، ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته إلا قال: «لبيك»، ولذلك أنزل الله عز وجل فيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ)، «سورة القلم: الآية 4». قال الطبري، يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإنك لعلى أدب عظيم، وذلك أدب القرآن الذي أدبه الله به، وهو الإسلام وشرائعه، قال ابن عباس: على دين عظيم، وقال الضحاك، يعني دينه وأمره الذي كان عليه، مما أمره الله به، ووكله إليه. وقال الشوكاني، في «فتح القدير»، وإنك لعلى خلق عظيم، قيل هو الإسلام والدين وقيل القرآن، وقال قتادة، هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه من نهي الله، وقال الزجاج، المعنى إنك على الخلق الذي أمرك الله به في القرآن، وقيل هو رفقه بأمته وإكرامه إياهم، وقيل إنك على طبع كريم، وقال الماوردي، حقيقة الخلق في اللغة ما يأخذ الإنسان نفسه به من الأدب. وقال ابن الجوزي في «زاد المسير»، «الخُلق» ما يأخذ به الإنسان نفسه من الآداب، فسمي خُلقاً، لأنه يصير كالخلقة في صاحبه، فأما ما طبع عليه، فيسمى: «الخيم» فيكون الخيم الطبع الغريزي، والخلق الطبع المتكلف، وعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت كان خلقه القرآن، تعني كان على ما أمره الله به في القرآن. وقال ابن عطية الأندلسي، «خلقه القرآن» أي آدابه وأوامره، وذلك لا محالة رأس الخلق، أما إن الظاهر من الآية أن الخلق هو الذي يضاد مقصد الكفار في قولهم: «مجنون»، أي غير محصل لما يقول، وإنما مدحه تعالى بكرم السجية وبراعة القريحة والملكة الجميلة وجودة الضرائب، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وقال جنيد: سمي خلقه عظيما إذ لم يكن له همة سوى الله تعالى، عاشر الخلق بخلقه وزايلهم بقلبه، فكان ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق، وفي وصية بعض الحكماء، عليك بالتخلق مع الخلق، وبالصدق مع الحق، وحسن الخلق خير كله، وقال عليه الصلاة والسلام: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار»، وقال: «ما شيء أثقل في الميزان من خُلق حسن»، وقال: «أحبكم إلى الله أحسنكم أخلاقاً»، والعدل والإحسان والعفو والصلة من الخلق. وقال السعدي، لما أسلفه النبي صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة، والأخلاق الكاملة، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ)، عليا به، مستعليا بخلقك الذي منّ الله عليك به، وذلك نحو قوله تعالى له: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ...)، «سورة آل عمران: الآية 159»، وقوله: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)، «سورة التوبة: الآية 128»، وما أشبه ذلك من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، والآيات الحاثات على كل خلق جميل، فكان له منها أكملها وأجلها، وهو في كل خصلة منها، في الذروة العليا، فكان صلى الله عليه وسلم سهلاً ليناً، قريباً من الناس، مجيبا لدعوة من دعاه، قاضيا لحاجة من استقضاه، جابراً لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبا، وإذا أراد أصحابه منه أمراً وافقهم عليه، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم، بل يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بِشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إليه غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©