أكدت بغداد أمس أن الاعتداءات التي شهدتها مدن متعددة في العراق وخلفت أكثر من مئة قتيل “تحمل بصمات القاعدة”، مشيرة إلى وجود خرق أمني ناجم عن تقصير. فيما اعتبرت الولايات المتحدة التفجيرات الأخيرة “محاولة من أعداء التقدم لزرع البلبلة” في العراق، وأدانت ألمانيا أحداث العنف داعية الأطراف العراقية إلى نشر التسامح.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري إن “هذه التفجيرات تحمل بصمات القاعدة”، مضيفا أن “الاعتداءات هي نتيجة الضربات التي تعرض لها التنظيم في الآونة الأخيرة من خلال قتل واعتقال رموزه”. وأكد أنه “من الطبيعي أن تنفذ القاعدة أكثر من هجوم في مدن مختلفة مثل البصرة وواسط والحلة، على مواقع وأهداف ومعامل مؤمنة لإيصال رسائل مضمونها أنهم يستطيعون تنفيذ أعمال في آن واحد وبمدن متعددة”. وأضاف أن “الهدف من هذه العمليات إيقاف المبادرة للخطة الأمنية العراقية في ملاحقة الأهداف الإرهابية ومحاولة لتشتيت الأجهزة الأمنية وممارسة الضغوط عليها وإعادتها للخطوط الدفاعية دون أن تنفذ أهدافها الاستباقية والهجومية”.
وقال العسكري “نحن مستمرون في عملياتنا الاستباقية والهجومية ولن نتوقف عن ملاحقة الأهداف واعتقال الرموز الإرهابية في القاعدة وسنلاحقهم من مدينة لأخرى”.
إلى ذلك اعتبر اللواء حسين علي كمال وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات أن ما حدث “تقصير بالأداء”.
وأوضح في تصريح لصحيفة البيان المقربة من رئيس الوزراء نوري المالكي أن “ما حدث الإثنين هو نتيجة خرق أمني بسبب ضعف إجراءات التفتيش في النقاط الأمنية المنتشرة في بغداد خاصة والعراق عامة”.
وأكد أنه “سيتم محاسبة القيادات الأمنية التي وقعت فيها العمليات الإرهابية لمعرفة مدى التقصير”. لكنه تابع أن “التفجيرات لن تؤثر على النتائج المتميزة في قهر الإرهاب” في إشارة إلى قتل واعتقال قيادات “القاعدة”. وأكد أن “الوزارة ستقوم من خلال جميع تشكيلاتها بإجراءات مشددة في أماكن تواجدها من أجل الحد من العمليات الإرهابية”.
بدوره أكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن “القاعدة تهدف من خلال هذه العمليات إلى إرباك الوضع السياسي والأمني، خصوصا خلال الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد المتمثلة بتشكيل الحكومة العراقية”.
وأكد أن “الأعمال تستهدف الدولة العراقية وجميع العراقيين والتجربة السياسية في البلاد”.
وكان مصدر أمني في محافظة ذي قار ذكر أمس أن “معلومات استخباراتية وردت للأجهزة قبل أسبوعين تؤكد تعرض المحافظات الجنوبية إلى أعمال إرهابية منظمة”.
واتخذت محافظات الجنوب إجراءات أمنية مشددة تحسبا لتعرضها إلى هجمات مماثلة.
وفي شأن متصل أعلنت الولايات المتحدة أمس الأول أن سلسلة الاعتداءات التي شهدها العراق تشكل “محاولة أخيرة” من إعداء التقدم لزرع البلبلة فيه. وصرح المتحدث باسم الرئاسة الأميركية روبرت جيبس قائلا “لطالما علمنا خلال مرحلة تشكيل الحكومة أن الذين تضاءل نفوذهم العنيف تدريجيا خلال سنوات عديدة، سيقومون بمحاولة أخيرة لزرع العنف والبلبلة” في العراق.
وتابع أن “نائب الرئيس جو بايدن يعمل على الوضع السياسي هناك ولا زلنا عند قناعتنا بأننا نحقق تقدما”.
وفي وقت سابق ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي بـ”العنف العبثي” في الاعتداءات التي شهدها العراق قبل يومين، وعدها الأكثر دموية منذ مطلع العام.
وأضاف كراولي أن الاعتداءات لن تزعزع “الثقة التي أبداها العراقيون لحكومتهم وقوات الأمن”. من جهتها أدانت الحكومة الألمانية بشدة سلسلة التفجيرات الأخيرة في العراق. وناشد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه، الجماعات المختلفة في العراق مواصلة نهج التسامح والحوار، مضيفا “لا ينبغي أن تكون الكلمة العليا للإرهاب والعنف”. وأكد أن السلام والديمقراطية هما ما يجب أن يشكلا مستقبل العراق.
8 جرحى بتفجيرات في الموصل ونينوى والفلوجة
بغداد (الاتحاد، وكالات)-أصيب ثمانية أشخاص أمس بتفجيرات في الموصل بمحافظة نينوى والفلوجة بمحافظة الأنبار التي أعلن فيها حظر للتجوال بعد ورود معلومات تفيد بوجود دراجات مفخخة. واعتقلت الشرطة ثلاثة متشددين ببغداد، فيما ارتفعت حصيلة قتلى الاثنين الدامي إلى 90 قتيلا و340 جريحا.
ففي الفلوجة بمحافظة الأنبار أسفر انفجار سيارة ملغومة قرب نقطة تفتيش تابعة للشرطة عن إصابة ستة أشخاص بينهم ضابط شرطة عند المدخل الشرقي للمدينة. وفرضت قيادة شرطة الأنبار مساء أمس حظرا شاملا للتجوال في عموم المحافظة، بعد ورود معلومات بوجود دراجات هوائية أو نارية مفخخة تستهدف تجمعات للمدنيين أو نقاط للتفتيش.
وفي شرق الموصل بمحافظة نينوى أصيب جندي بانفجار قنبلة مزروعة على الطريق مستهدفة دورية للجيش العراقي. كما أدى انفجار قنبلة أخرى مزروعة على الطريق غرب المدينة مستهدفة دورية للشرطة إلى إصابة شرطي.
وفي بغداد اعتقلت الشرطة ثلاثة متشددين أطلقوا الرصاص على نقطة تفتيش في حي الحارثية غرب العاصمة، وضبطت معهم أسلحة كاتمة للصوت بحوزتهم.
إلى ذلك أعلنت محافظة البصرة الحداد لمدة 3 أيام على ضحايا تفجيرات الاثنين والتي ارتفعت في المحافظة لتصل إلى 42 قتيلاً و84 جريحاً.
عدد اليوم
