الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«طانطان الثقافي» يختتم فعالياته بإطلالة على التراث الإماراتي

«طانطان الثقافي» يختتم فعالياته بإطلالة على التراث الإماراتي
10 مايو 2017 22:24
أشرف جمعة (أبوظبي) على بساط الموروث الشعبي الأصيل احتفى مهرجان طانطان الثقافي بالجناح الإماراتي، طوال مدة إقامة الفعاليات في الفترة من 5 إلى 10 مايو الحاري، حيث أسدل الستار أمس على فعاليات المهرجان، الذي كان بمثابة احتفال كبير يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها، حيث احتضن دفقات الموروث الشعبي ممزوجاً بلغة الشعر والفن وسط أجواء احتفالية، عبر خلالها الجمهور عن حفاوته بالجناح الإماراتي في نسخته الثالثة عشرة، تحت شعار «موسم طانطان موروث ثقافي مغربي ببعد أفريقي»، والذي أقيم تحت رعاية صاحب الجلالة ملك المملكة المغربية محمد السادس، وبمشاركة لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وتأتي أهمية المشاركة الإماراتية في موسم طانطان، في إطار تعزيز فلسفة حوار الثقافات وجهود التواصل بين أركان التراث الثقافي الأصيل، ومن ثم تطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين كل من دولة الإمارات والمملكة المغربية. فعاليات تراثية تضمنت الدورة الثالثة عشرة لموسم طانطان أمسيات فنية وندوات فكرية ومعارض تراثية، قدمت جوانب من التراث اللامادي الإماراتي والمغربي، وسباق الهجن وفرق التبوريدة التي مثلت بعض جهات المملكة المغربية والتي قدمت طيلة أيام المهرجان، فضلاً عن عروض فن الفروسية التقليدية، كما تضمن الموسم تنظيم معارض للمخطوطات والفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية ومسابقات في الشعر الحساني، وتميز الموسم أيضاً بمسابقة «المحالب»، بمشاركة وتنسيق من الجهات المغربية المسؤولة عن قطاع الفلاحة واتحاد سباقات الهجن بدولة الإمارات. وشارك فيها عدد كبير من النوق غزيرة اللبن من مختلف قبائل إقليم طانطان، وقد شهد المهرجان إقبالاً كبيراً من جانب الجمهور المغربي والمقيمين العرب والأجانب، حيث تعد الإمارات أول دولة عربية تقيم هذه المسابقة وتخصص لها الجوائز القيمة. كما انتشرت الخيام التراثية المغربية الإماراتية والسنغالية، فضلاً عن تنظيم سباقات الإبل، وكرنفالات استعراضية شاركت فيها فرق محلية ووطنية مغربية وسنغالية، بحضور شخصيات من دولة الإمارات، فضلاً عن جلسات شعرية وأنشطة رياضية وأمسيات فنية. تقارب تراثي برزت خلال المهرجان لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي من خلال الصور واللوحات والكتيبات المعروضة، إلى جانب الفعاليات التراثية المتعددة والمتنوعة التي شهدها موسم طانطان في دورته الثالثة عشرة. كما عملت أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية على تنظيم أمسيات شعرية تحاكي التراث بلغة الشعر العذبة. وأشرف اتحاد سباقات الهجن على تنظيم مسابقات الإبل والمحالب التراثية من أجل صون التراث الإماراتي والتعريف به ضمن الفعاليات. وعرضت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي برامج ثقافية وفنية عدة متنوعة خلال المهرجان، مما لفت الأنظار إلى مدى التقارب التراثي الإماراتي المغربي، بالإضافة إلى معرض الحرفيات الإماراتيات الذي أشرفت عليه اللجنة بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، بهدف إبراز فنون الطهي والحناء والحرف التقليدية والملابس الشعبية والحلي الإماراتية الأصيلة. وتضمن أيضاً الجناح الإماراتي مشاركة ركن البيئة البحرية، كما قدمت فرقة «العيالة» أهازيج من التراث الشعبي، وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير وواضح، الشيء الذي عكس الصورة الحضارية والتراثية والثقافية المشرقة للإمارات. عناصر التراث وحول المشاركة الإماراتية في فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان طانطان الثقافي، أكد عبد الله القبيسي، مدير لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، أن المشاركة كانت متميزة لأنها استطاعت تحقيق أهداف لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية بمشاركة الاتحاد النسائي العام وجهاز الرقابة الغذائية واتحاد سباقات الهجن وشركة فوعة، موضحاً أن الجناح الإماراتي تميز بإبراز عناصر التراث المعنوي الإماراتي والتقارب بين الثقافات، خصوصاً أن التجربة الإماراتية تعبر عن عمق العلاقات بين المملكة المغربية ودولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذه الدورة أبرزت برامج جديدة أهمها تدشين ميدان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لسباقات الهجن، وهو حدث ترك بصمة تاريخية بمدينة طانطان باعتبارها بوابة الصحراء المغربية. ويورد القبيسي أنه تم تنظيم ورش حرفية مثل «السدو» والتلي والسعفيات، وطرق صنع بعض المنتجات التراثية، ويلفت إلى أنه تم تنظيم خمس أمسيات فنية بمناطق الشبيكة وطانطان والوطية، حيث قدم الفنانون المشاركون الأغنية الإماراتية التي تفاعل معها الجمهور، كما استطاعت قناة «بينونة» أن تعكس صورة طيبة عن دولة الإمارات وتراثها وثقافتها. خيمة شعرية وفي «خيمة الملتقى الثقافي» في جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية التراثية في أبوظبي، تجسدت أيقونة الإبداع في مجال التراث والثقافة، إذ نظمت الخيمة الشعرية مجموعة من المحاضرات واللقاءات والأمسيات الشعرية التي تبرز الالتقاء الثقافي بين الإمارات والمغرب في مختلف الجوانب، وكانت الجلسات ذات طابع عربي بحضور شعراء إماراتيين ومغاربة، ومن بين المشاركين الشاعر الإماراتي عبيد مبارك المزروعي، حيث ألقى قصائد تعبر عن الحياة جذبت الحضور. ألعاب شعبية شارك سيف الدهماني، مسؤول الألعاب الشعبية، مجموعة من الأطفال اللعب داخل الرواق المخصص للألعاب الشعبية، ومن بين الألعاب التي قدمها الأطفال الإماراتيون «الكحيف» و«الرند» و«الدحروج» و«الحبل»، والتي تابعها زوار الملتقى باهتمام، خاصة أنها تعتبر قريبة إلى حد كبير من الألعاب التي مازالت تحافظ على مكانتها في المجتمع الصحراوي المغربي، ومن أشهر الألعاب الشعبية الخاصة بالإناث «طالسيك»، التي تمارسها الفتيات البالغات، في إطار مجموعتين كل واحدة مكونة من أربعة فتيات، ومن بين المواد المستعملة في اللعبة الشعبية «السيك» وجلد الماعز والرمل وتمر الإبل والعيدان وتتكون من ثمانية «سيكات» من الخشب، في منافسة تعتمد على تطوير القدرات الذهنية. أما «الكرور» أو «المريبعة» فهي لعبة شعبية، خاصة بالإناث وذات بعد أفريقي، حيث توجد في شتى مناطق القارة الإفريقية، والتي من قواعدها تباري فريقين يضم كل واحد منهما عضوين وتستعمل فيها الحجارة أو الثمار وترمي لتطوير المهارات، وخصصت للذكور ضمن لائحة الألعاب الشعبية أنواع متعددة من بينها ما يعتمد على القدرة البدينة مثل لعبة الهواء الطلق، وهي على غرار المصارعة الحديثة، ولعبة «ضامة الأربعين» التي تعد شبيهة بالشطرنج لاعتمادها على المهارة الذهنية. ختام سباقات الهجن في ختام مسابقات الهجن في موسم طانطان حظي ابن عاضد، المسؤول عن المسابقة التراثية لسباق الهجن بتكريم من بعض المشاركين الذين أهدوه تذكاراً و«دراعية»، وتعني الزي الخاص بالمناطق الصحراوية المغربية. وتعبيراً من ابن عاضد عن فرحته بالتكريم ارتدى «الدراعية»، تأكيداً على اعتزازه بها. وأهدى ابن عاضد اثنين من رؤوس الإبل للفائزين في المسابقات، الذين تباروا على أول ميدان لسباق الهجن بالمنطقة، والذي شكل تدشينه حدثاً بارزاً خلال الدورة الحالية من موسم طانطان. الكعبي يشدو في طانطان أحيا الفنان الإماراتي عيسى الكعبي رابع سهرات موسم طانطان، معبراً عن سعادته لتمثيل دولة الإمارات في موسم طانطان، والذي يشارك فيه للمرة الثانية بعد مشاركة أولى تركت انطباعات إيجابية في ذاكرة الجمهور، الذي أبدى تجاوبه مع ما يقدمه من أعمال غنائية، واختار ضمن ليالي طانطان أداء أغنية مغربية تحمل عنوان «أواه»، باللهجة المغربية التي تحقق انتشاراً واسعاً في منطقة دول الخليج، ومن بينها الإمارات، وتميزت أجواء الحفل بتجاوب الجمهور مع الكعبي، الذي أكد أنه يتمنى أن يلتقي الجمهور في دورات مقبلة من مهرجان طانطان الثقافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©