الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حريق يلتهم «الأصباغ الوطنية» بالشارقة ويسفر عن إصابة شخصين واحتراق سيارات

حريق يلتهم «الأصباغ الوطنية» بالشارقة ويسفر عن إصابة شخصين واحتراق سيارات
12 مايو 2010 00:49
شاركت وحدات الإطفاء من مختلف إدارات الدفاع المدني في الدولة في جهود السيطرة على حريق وصف بـ “الهائل والكارثة”، - على حد تعبير المشرفين على عملية الإطفاء - شب صباح أمس في شركة الأصباغ الوطنية بالمنطقة الصناعية بالشارقة، حيث أتت النيران على معظم مصانع الشركة ما أدى إلى احتراقها بشكل شبه كامل، وإصابة شخصين بإصابات بسيطة واحتراق سيارة تابعة للدفاع المدني وعدد من السيارات الخاصة التي كانت متوقفة في موقع الحريق. وشارك في عملية الإطفاء أكثر من 250 من الإطفائيين التابعين لكافة إدارات الدفاع المدني بالدولة وقوات التدخل السريع والقوات المسلحة والبلدية، كما قامت الجهات المعنية بإخلاء مسكن للعمال بجوار المصنع المحترق تجنباً لامتداد النيران إليه، وأغلقت شرطة الشارقة ثلاثة طرق رئيسية في المنطقة مما أحدث زحاماً مرورياً امتد لفترات طويلة في المنطقة. كما تم إقامة مستشفى ميداني متنقل بجوار الموقع للتعامل مع حالات الإصابة بحروق أو لاختناق بفعل الدخان المتصاعد في كل الاتجاهات من السحابة السوداء من الدخان التي غطت المنطقة وتمكن القاطنون في الإمارات المجاورة من مشاهدتها وبصورة واضحة. ووصف العقيد وحيد السركال مدير ادارة الدفاع المدني بالشارقة الحريق “بالكارثة” وقال إنه يعتبر الأكبر الذي شهدته الإمارة خلال الفترات الماضية، واضاف أن رجال الإطفاء تمكنوا، وبعد جهد كبير، من السيطرة على النيران ومنعوا امتدادها للمستودعات والأماكن المجاورة وخاصة أن طبيعة المواد التي يحتويها المصنع من مواد كيميائية سريعة الاشتعال وكانت تمتد للأماكن الأخرى بصورة سريعة. وأضاف أن الحريق بدأ في قرابة الساعة التاسعة والنصف صباحاً وأن فرق الدفاع المدني توجهت على الفور للمكان مدعومة بوحدات الشرطة المتمثلة في إدارة العمليات ووحدة الطوارئ والإسعاف والإنقاذ، حيث تم التعامل مع الحريق بشكل مباشر. وأوضح أن هناك إصابتين إحداهما لعنصر في الدفاع المدني والأخرى لعامل كان متواجداً داخل الشركة أثناء اندلاع الحريق، إضافة إلى احتراق سيارة تابعة للدفاع المدني بالشارقة، كانت موجودة بالقرب من الموقع في بداية الحريق وأن النيران تطايرت نحوها وأحرقتها ونجا سائقها. وبين السركال، والذي قاد فريق العمل الميداني في موقع الحريق، أن عمليات الإطفاء ستظل مستمرة إلى الليل كون المواد الموجودة بالمصنع تعتبر خطيرة جداً وقد تحدث أصوات انفجار لوجود براميل كثيرة داخل المستودعات، كما أن عملية التبريد لاحقاً ستحتاج إلى جهود كبيرة من فريق الدفاع المدني الذي يشرف على عملية الإطفاء. مستشفى متنقل من جانبه قال اللواء حميد محمد الهديدي مدير عام شرطة الشارقة والمشرف العام على عمليات إخماد الحريق، إن غرفة العمليات المركزية بشرطة الشارقة “تلقت بلاغ اندلاع الحريق في حدود الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس الثلاثاء”، وفور تلقي البلاغ انتقلت إلى الموقع وحدات الدفاع المدني بالشارقة مدعومة بوحدات الشرطة المتمثلة في إدارة العمليات ووحدة الطوارئ والإسعاف والإنقاذ، حيث تم التعامل مع الحريق بشكل مباشر. وقال: “أمام ضخامة الحريق وتصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود الذي غطى جزءا كبيراً من موقع الحريق، تم التنسيق مع وحدات الدفاع المدني المساندة من أبوظبي ودبي وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة والقوات المسلحة بالإضافة إلى معدات المساندة ببلدية الشارقة”. وأوضح أنه تم تشكيل فريق عمل “لوجستي” في مكان الحريق ضم وحدات الدفاع المدني والشرطة لمتابعة تطورات الحريق ووضع الخطط العملية لمحاصرته من كافة المواقع ومنع امتداد ألسنة اللهب إلى المواقع السكنية والتجارية المجاورة للمصنع الملتهب كما تم توفير مستشفى ميداني متنقل بجوار الموقع ترقباً لحالات الإصابة بحروق أو الاختناق بفعل الدخان المتصاعد في كل الاتجاهات سواءً من جهة وحدات الشرطة والدفاع المدني أو من طرف أفراد الجمهور. وأكد الهديدي، أنه فور وصول الوحدات الأمنية المعنية للموقع، تم إخلاء الشركة من كافة الموظفين بها وسكان المباني السكنية المجاورة لموقع الحريق وقطع الكهرباء والغاز تجنباً لوقوع خسائر بشرية كما تم تحويل حركة السير من الطرق المؤدية لمكان الحريق لطرق بديلة أكثر أماناً وانسيابية كالطريق العابر وشارع الشارقة –الذيد لضمان سلامة أفراد الجمهور وتجنب التجمهر في موقع الحريق. فرق الإطفاء من كافة مناطق الدولة دبي (الاتحاد) - صرح اللواء راشد ثاني المطروشي القائد العام للدفاع المدني بالإنابة أن فرق الإطفاء من الشارقة ودبي تحركت بمجرد ورود بلاغ حريق أصباغ “ناشيونال” في صناعية الشارقة ووصلت الى موقع الحادث بعد خمس دقائق من تلقي البلاغ، أعقبتها فرق من أبوظبي والعين والغربية وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين والفجيرة، وكان الحادث قد نشب بمستودعين عندما وصلت الفرق وامتد إلى المستودع الثالث. وقال انه من خلال خطة محكمة تمكنت قيادة الحادث من اقتحام المستودع الرابع والبدء بالمكافحة من داخله لمنع امتداد النيران إليه والى المستودعات الأربعة المجاورة، رغم أن الرياح كانت تحرك النيران باتجاه فرق المكافحة. وأضاف أنه لشدة اندلاع النيران في المواد السريعة الاشتعال التي تحتويها المستودعات، قامت الفرق المشاركة من جميع إمارات الدولة بالعمل كفريق مكافحة واحد، وقسمت الموقع إلى خمسة قطاعات وتكليف قيادة لكل قطاع، واستخدام الرغوة في المكافحة. وقال المطروشي إن فرق المكافحة استعانت بطائرة عمودية في المكافحة، واستخدام الآليات المتخصصة في الإطفاء اضافة لسيارات الاطفاء، مما ساعد على احتواء الحريق ومنع امتداده والسيطرة عليه خلال اربع ساعات. وعن حجم القوة المشاركة وأدائها قال اللواء المطروشي إن رجال الإطفاء والإنقاذ من جميع الإمارات أبلوا بلاء حسنا، وعكست العملية نجاحا طيبا للتعاون المشترك بين الفرق التي بلغ عدد أفرادها 140 بين ضابط وإطفائي وسائق، فيما بلغ عدد الآليات المشاركة 30 آلية. ودعا الجميع إلى عدم التجمع وإيقاف سياراتهم في المنطقة المحيطة بالحادث أو المؤدية إليه لأن ذلك يعوق حركة ومناورة سيارات وفرق الإطفاء، مما يؤثر على فعالية عملها ويؤخر عمليات إخماد الحريق. الحريق الثاني في تاريخ الشركة أفاد مصدر بشرطة الشارقة بأن حريق شركة الأصباغ الوطنية بالمنطقة الصناعية بالشارقة، يعتبر الثاني الذي تشهده الشركة في تاريخها، حيث سبق أن تعرضت لحريق كبير أيضاً منتصف التسعينات واحترقت بشكل كامل، ونجم عنه إصابة أكثر من 40 شخصاً من العمال كانوا موجودين في الشركة أثناء الحادثة. الأسباب والخسائر لم تحدد بعد لم تتمكن الجهات المعنية من تحديد الأسباب الرئيسية وراء الحريق وكذلك نسبة الخسائر الناجمة عنه وهو ما يتوقع الإعلان عنه في الفترة القريبة المقبلة، حيث أكد مصدر مسؤول لـ”الاتحاد” أن الخسائر المادية جراء الحريق ستكون كبيرة جداً حيث التهمت النيران كافة محتويات الشركة، وأنه تم تشكيل فريق للتحقيق في الواقعة. حريق “ميناء خالد” أعاد منظر الحريق وتصاعد الدخان بصورة كثيفة يوم أمس، إلى الأذهان صورة حريق ميناء خالد والذي وقع شهر أغسطس 2007 في مستودعات شركة الإمارات للزيوت المحدودة (الكو)، ووصف وقتها بأنه الحريق الأكبر الذي شهدته الدولة بشكل عام، حيث غطت سماء الشارقة سحابة سوداء كثيفة انتشرت على مسافات بعيدة وشاهدها كل قاطني الإمارة والإمارات المجاورة لها واستمرت لساعات طوال، وهو ما تكرر في الحادثتين. أول تجربة لغرفة العمليات المتنقلة قامت غرفة العمليات المتحركة التي نفذتها شرطة الشارقة الأيام القليلة الماضية، بأول عمل ميداني لها، حيث تمكن القائمون عليها من نقل صورة حية وواقعية لما يحدث في الميدان إلى غرفة العمليات الرئيسية بالقيادة العامة للشرطة وغرفة العمليات هي عبارة عن سيارة دفع رباعي تم تطويرها وتزويدها بالأجهزة ومن ثم زيادة مساحتها لتضم غرفتين في الداخل احداهما للأجهزة والثانية للقيادة ومزودة بكاميرات للتصوير وأجهزة حاسوب آلي وغيرها من التقنيات الحديثة. فريق “الهلال” يقدم دعماً نفسياً بادرت فرق متطوعي فرع هيئة الهلال الأحمر في الشارقة بتقديم العون والمساندة لتنظيم الجهود ميدانيا وتقديم الدعم النفسي للعمال على إثر الحريق الذي تعرض له مصنع “أصباغ ناشيونال” صباح امس. وأكد خميس السويدي مدير فرع هيئة الهلال الأحمر في الشارقة أن جهود متطوعي الهيئة والكوادر العاملة بالفرع تفاعلت مع الأوضاع ميدانيا في المنطقة المتأثرة بالحريق مشيرا إلى دور الهيئة في تأهيل الكوادر التطوعية استعدادا لمثل تلك الحالات الطارئة للقيام بدور ملموس دعما لجهود السلطات الرسمية ومساندتها مهامها الحيوية في تلك الأحوال. وقال إن فريق المتطوعين بالهيئة قدم الدعم المعنوي والنفسي لمؤازرة المصابين والمتضررين، كما تم العمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لتنظيم حركة العمال بعيدا عن مسرح الأحداث لتسهيل الجهود للتعامل مع الحريق. وذكر أن الهيئة حريصة على تقديم العون والمساندة في كافة الأوقات لدعم جهود السلطات المعنية وتسخير طاقة كوادرها المتطوعين والعاملين المنتسبين إليها من أجل خدمة المجتمع وتسهيل الدور الحيوي الذي يتم القيام به خاصة في مثل تلك الظروف التي تتطلب دورا تنظيما لتسهيل عمليات إخماد الحريق ونقل المصابين إن وجدوا. وأوضح أن فريق الدعم النفسي حرص على مؤازرة المتأثرين كما تم توزيع عصائر ومشروبات وتقديم كافة أشكال العون اللازم لضمان مرونة الجهود المبذولة للتعامل مع الحريق ومساعدة المصابين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©