السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عطاء الأمهات.. مسيرة مضيئة بشموع التضحية ودموع الحنان

عطاء الأمهات.. مسيرة مضيئة بشموع التضحية ودموع الحنان
19 مارس 2013 20:27
(دبي) - مسيرة الأم في الحياة مضيئة بشموع عطائها، ومعطرة بدموع حنانها وعطفها، لأن الأم يكفيها حملها بجنينها تسعة أشهر، ثم رعايته حولين كاملين، وثمة أمهات لهن أبناء استطاعوا أن يكرسوا إمكانياتهم، لأجل تخليد سمعة الأم وعطائها، عبر طرق عدة منها جائزة الأم المثالية التي تقام منذ ما يزيد عن تسعة عشر عاما، تحت مسمى جائزة عوشة بنت حسين في دبي. وتقول عنها راعية الجائزة الدكتورة موزة غباش: إنها أم تستحق العطاء، وأن يبقى اسمها نجمة تضيء أمام أي أم ربما تصادفها عقبات، فتكون قصة عوشة وسيرة حياتها راية تقود تلك الأم نحو إكمال تعليمها، وتثقيف نفسها وتربية أبنائها بطريقة تصنع منهم عناصر ناجحة. وتسلمت إدارة جائزة عوشة بنت حسين في دبي قصص مجموعة من الأمهات، أشبه بسيناريوهات أفلام درامية تجسد المعنى الحقيقي للكفاح وكيفية مواجهة الصعاب، فازت من بينهن فاطمة عبيد الضنحاني بالجائزة الأولى، وقد قامت ابنتها بترشحيها للجائزة وهي أسرة في الفجيرة، وتم الاحتفاء بها في أحد الفنادق الكبرى في دبي. أحداث درامية أما بطلة القصة فاطمة الضنحاني فتقول عن الأحداث الدرامية من واقع حياتها: حاولت منذ كنت زوجة صغيرة أن أكون أسرة مميزة، ونفذت ذلك، حين تركني زوجي ليسافر بحثاً عن فرصة عمل، وقررت أن أجعل أبنائي من حملة الشهادات، وعودت نفسي أن أكون من الأمهات اللاتي يجمعن حكمة الماضي وروح العصر، كي أستطيع أن أتناقش معهم، ورغم أني لم أكن متعلمة، إلا أني عرفت كيف يكون التعامل الصحيح مع الأبناء، وحرصت على التواصل مع إدارات مدارسهم.ولأجل أن تكون مساهمة بشكل فعّال، فقد كانت الوالدة فاطمة تنجز كل احتياجات أبنائها بنفسها، من إعداد الوجبات وصناعة بعض المنتجات اليدوية، لتوفر من خلالها دخلاً آخر، يعينها على الحياة، ومواصلة تربية الأبناء، ومثلما قام أهلها بتربيتها ربت أجيالاً تمكنت من التعليم والحصول على الشهادات الجامعية، ثم الحصول على فرص وظيفية، ورغم كل ذلك ترى أن هناك الكثير، الذي يمكن أن تقدمه، وأن تكريمها كأم مثالية لا يعني بالنسبة لها أنها كانت مثالية في كل أمور حياتها. وحول أسلوبها في تربية الأبناء، تقول: أنا فخورة أني كافحت معهم، خاصة في مرحلة الطفولة، حينما كانوا بحاجة لحزم أكبر حتى لا تنفرط حبات العقد من بين يديها، لكنها كانت تتبع الحزم بالحب والعطاء والحنان، وبمرور السنوات تعلم كل واحد منهم، كيف يكون مسؤولاً عن تأدية ما عليه من واجبات، وتعلمت بناتها كيف تكون كل واحدة منهن بديلة عنها في حال غيابها لأمر ما. قصة كفاح انتقالاً إلى قصة كفاح أخرى مع الحياة بطلتها عائشة أحمد علي الحويدي، موجهة متقاعدة من منطقة الشارقة التعليمية، ومسؤولة عن الأنشطة النسائية في جمعية الشارقة الخيرية، حيث ترى أن اسمها وضع في قائمة الفائزات بجائزة الأم المثالية لأسباب عدة، تفصلها كالآتي: كنت أتولى عدة أدوار، ورغم ذلك فإني بفضل الله نجحت فيها وتجاوزت بأسرتي بمعاونة زوجي كل ما يمكن أن يعرقل حياة أي إنسان، وكانت بداية حياتي المهنية في مدرسة، مما سهل علي التواصل مع أبنائي، ومن ثم مع إدارات المدارس، كنت أتواصل تقريباً بشكل يومي مع المدارس، ولا يمر يوم دون أن أعطي لأبنائي الوقت للمراجعة وكتابة الواجبات، وفي اليوم الثاني اتصل بالمدرسة التي يدرس بها ابني أو ابنتي كي أعطي للإدارة الملاحظات، التي تمكنهم من أن يقوموا بدوري في المدرسة، خاصة فيما يتعلق بالسلوك ونبذ أية تصرفات تصدر عن الغير، حيث كنت أخاف من أن يقلد أبنائي أي سلوك خاطئ. لا يمكن أن أنجح في حياتي الخاصة والعملية لولا دعم زوجي والوالدين وجدتي، فهم كانوا السند، وأية أسرة صغيرة بحاجة في البداية، لأن تكون بقرب أهلها، فذلك يخفف الكثير من الضغط، إلى جانب أن الوالدين يقدمان النصح والإرشاد فيما يخص تربية الأبناء، هذه هي وجهة نظر عائشة، وهي تطالب كل أم، أن تتعلم كيف تكسب ثقة الابن أو البنت، لأنها بهذه الطريقة ستضمن أن لا تكون هناك أسرار، هي آخر من يعلم عنها، وأن تكون صديقة لأبنائها، خاصة الفتيات لأنهن في حاجة للأم بشكل كبير، من أجل أن يتعلمن منها ما يجعلهن ناجحات، ولأن البنت دائماً ما تكون الأكثر تواجداً وقرباً من الأم، لذلك تكون العلاقة خاصة وفيها الكثير من الحنان، كما أن الشاب الصغير يحتاج لأم تعرف متي تقول لا ومتى تسمح له بما يجعله سعيداً، وفي الوقت ذاته ناجحاً ومستعداً لتقبل توجيهاتها. وفي مقارنة سريعة بين أحوال الأمهات، تقول: كانت الأم في الماضي صغيرة وتحتاج لمن يساعدها كي تتمكن من التفاهم مع أبنائها حول شؤونهم التربوية، وتقع عليها أعباء كثيرة، منها أن تتعلم كيف تصادق أبنائها، بشرط ألا تترك لهم كامل الحرية للتصرف كيفما شاؤوا، فهم في النهاية بحاجة لتوجيه عبر سنوات ومراحل حياتهم، كي يصبحوا قادرين على أن يتولوا زمام حياتهم، ليس من باب تقييد حريتها، لكن لأنها تكون فتاة صغيرة وقاصر، ولا تكون مسؤولة عن تصرفاتها، ولذلك هي بحاجة لدعم وحماية، وتلك التربية قد صنعت سيدات يعتمد عليهن، وكوادر وطنية شابة يفخر المجتمع بأخلاقهن. وعن مسيرتها مع الحياة العملية، قالت: كنت طوال حياتي معلمة، ثم أخصائية، فموجهة، ثم بدأت أخرج لإلقاء المحاضرات، لكن ذلك لم يجعلني أغيب عن أسرتي، أو أن اهمل الإطلاع على كل تفاصيل يومهم الذي يمر عليهم، حتى لا يكون لأحدهم أمر ربما يشغله عن السعادة أو التعبير أو النجاح في دراسته، والحمد لله كنت مع أبناء الغير من خلال عملي مثلما أكون مع أبنائي، لأن أساس مهنتي التربوية الأمانة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©