كروبي يقدم لنواب أدلة على عمليات اغتصاب معتقلين

أفادت وكالة «مهر» الإيرانية أن مجموعة من أعضاء البرلمان اجتمعوا أمس، مع المرشح المعارض المهزوم مهدي كروبي على خلفية طلبه لقاء مع المسؤولين لتقديم أدلة على اتهامه الأجهزة الأمنية بارتكاب عمليات اغتصاب بحق معتقلين إثر الاحتجاجات التي اندلعت عقب إعادة انتخاب الرئيس محمود نجاد، وزعمه بأن محتجزين عذبوا حتى الموت. في حين أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية ان دفعة رابعة تتألف من 7 متظاهرين إضافيين سيحاكمون اعتبارا من اليوم لمشاركتهم في التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو الماضي. وبالتوازي، اتهم رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية رحيم مشائي رئيس مجمع «تشخيص مصلحة النظام» أكبر هاشمي رفسنجاني، بالعمل منذ أمد طويل، على إضعاف سلطة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. ذكرت الوكالة ان كروبي عرض على نواب وثائق تثبت على حد قوله، ان موقوفين شاركوا في تظاهرات الاحتجاج على اعادة انتخاب نجاد، تعرضوا للاغتصاب في السجن. وأضافت الوكالة ان كروبي استقبل في مكتبه أمس بعض أعضاء لجنة برلمانية مكلفة دراسة وضع المتظاهرين الموقوفين منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو الماضي. والتقى كروبي خصوصا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بوروجردي ونواب من الكتل المحافظة ومن الأقليات. وفي 19 أغسطس الحالي طلب لقاء مسؤولين في النظام ليعرض عليهم وثائق حول «تعديات جنسية ارتكبت في بعض السجون» على متظاهرين موقوفين. وكان أكد أيضا، قبل ذلك ان بعض المعتقلين تعرضوا للتعذيب حتى الموت. وفي السياق، أعلنت وكالة أنباء «فارس» أن جلسة رابعة لمحكمة الثورة ستبدأ اليوم محاكمة 7 متهمين من ناشطين وسياسيين ومشاغبين تم توقيفهم خلال أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات. وعقدت محكمة الثورة 3 جلسات سابقة لمحاكمة 140 شخصاً شاركوا في تظاهرات الاحتجاج بينهم مسؤولين اصلاحيين وناشطين سياسيين والجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس المتهمة بالتجسس وموظفان في السفارتين البريطانية والفرنسية. وأفادت مصادر ان عددا من الشخصيات السياسية المتهمة ستحضر في هذه الجلسة مثل عضو «جبهة الاصلاحات» سعيد حجاريان ومحمد ميردامادي رئيس «جبهة المشاركة» والناشط الاصلاحي محمد ايت. ولم تصدر أي أحكام حتى الآن خلال هذه المحاكمات التي انتقدها قادة المعارضة. في المقابل، أصدرت «جبهة المشاركة» الاصلاحية بيانا أمس عبرت فيه عن استنكارها للممارسات القمعية من قبل رجال الشرطة ضد معتقلي الاصلاحات قائلة ان الممارسات اللاشرعية واللا أخلاقية وغير القانونية لرجال الأمن هي التي أجبرت بعض المعتقليين علي الإقرار بما تريده السلطة تخلصا من الضغوط. وأشارت الجبهة إلي معلومات موثقة تفيد بأن المعتقل رمضان زادة تعرض إلي عقوبات وحشية لرفضه الاعترافات بما تمليه عليه الأجهزة الأمنية مضيفة انه يعاني منذ أسابيع. على الصعيد نفسه، قال رحيم مشائي أمام كادر جبهة «ياران خورشيد – أنصار الشمس» التابعة لجبهة الرئيس نجاد أمس، ان رفسنجاني كان يقوم ومنذ سنوات بإضعاف سلطة المرشد خامنئي من خلال استخدام الضغوطات الجماهيرية وغيرها منذ عام 1988. واتهم مشائي رفسنجاني وقادة المعارضة (ميرحسين موسوي ومحمد خاتمي وكروبي)، بالعمل لإسقاط المرشد خامنئي من خلال إسقاط حكومة نجاد مشيرا إلي ان الانتخابات الأخيرة كانت عملية استفتاء علي قيادة خامنئي. وفي الشأن النووي، طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي أمس، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالابتعاد عن الاعتبارات السياسية في تعاملها مع البرنامج النووي الإيراني قائلا ان بلاده تلتزم ببرنامجها النووي المعلن في اطار القوانين والمعاهدات الدولية وستستمر في تعاونها مع الوكالة الدولية. وفي ما يتعلق بموقف الدول الغربية من الأحداث السياسية في إيران، قال قشقاوي، ان على الغرب ان يعلم ان أسلوب العقوبات لا يجدي نفعا والمقاطعة كانت تجربة فاشلة. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه ردا على طلب قشقاوي ببدء حوار، ان إيران «لم تستجب لجهود الحوار» التي أطلقتها الأسرة الدولية حول ملفها النووي. طهران تنفي مراجعة العلاقات مع برلين طهران (د ب ا) - جددت طهران انتقادها للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على خلفية تهديد الأخيرة بفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي ولكنها نفت في الوقت نفسه صحة التقارير التي ذكرت أنها بصدد مراجعة العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي «على السيدة ميركل اتباع مسار واقعي مع طهران والاعتماد على التعاون بدلا من المواجهة». ولكن المتحدث أكد في الوقت نفسه عدم وجود خطط لمراجعة العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا أو مع أي دولة أوروبية أخرى. وكانت ميركل أبلغت صحيفة «فرانكفورتر تسايتونج» الألمانية الجمعة الماضي تعقيبا على المفاوضات المجمدة بشأن البرنامج النووي الإيراني،«سيكون علينا الرد بفرض المزيد من العقوبات حال عدم حدوث تقدم.لا ينبغي أن تمتلك إيران القنبلة النووية، لا سيما أن رئيسها يشكك دائما في حق إسرائيل في الوجود». وفي أعقاب هذه التصريحات قال المتحدث باسم لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمد كرامي إن البرلمان سيبحث مراجعة العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا. بيد أن قشقاوي رفض أمس هذه التصريحات وقال إنها كانت مجرد رأي شخصي لنائب برلماني ولكنه قال إن ميركل يجب أن تكون لاحظت خلال الأعوام الأربعة الماضية أن إيران تمارس حقها المعترف به دوليا في الاستفادة السلمية من برنامجها النووي وأنها ترفض بشدة جميع التهديدات أو الإنذارات التي توجه إليها في هذا الصدد. وفي إشارة إلى انتقادات ميركل للمحاكمات ضد منتقدي نظام الرئيس محمود نجاد، قال قشقاوي «على ميركل تحسين الظروف أولا في المحاكم الألمانية قبل أن تتحدث عن محاكم دول أخرى» وذلك في إشارة إلى حادث قتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني داخل قاعة محكمة في مدينة دريسدن الألمانية مطلع يوليو الماضي.